ارشيف عقائدية1

1

هناك أمر شائع عند شيعة أمير المؤمنين عليه السلام هو: عند وجود خصام بين طرفين يتفقون على الذهاب لسيدنا العباس عليه السلام للقسم أمام ضريحه المقدس. هذا أولا.

أما ثانياً- هناك لفظ متعارف عند العامة وهو (العباس أبو رأس الحار). ما هو منشأ هذا اللفظ وهل يعني انه  عليه السلام يكون انتقامه سريعا للذي يكذب بقسمه أمام ضريحه، مع علمنا انه تربى في بيت رحمة لا انتقام (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء:107). نرجوا الإحاطة بهذا الموضوع بإحاطة تامة ومحكمة كما عودتمونا جزاكم الله خير جزاء المحسنين.

بسمه تعالى ـ الذهاب الى العباس عليه السلام للتحالف به على امر بدعية أحدهما ويكذبه الآخر فيحلف أحدهما، او على أمر يدعي أحدهما وأمر آخر يدعيه الاخر، فيحلف كل منهما على ما يدعيه لإثباته او نفيه وهذا مما تعارف عليه الناس قديما وحديثا حتى اصبح سلوكا عاما عند المعظم ممن يعتقد باهل بيت العصمة ويعظم شأنهم وشأن ممن يرتبط بهم بعلاقة سببية كالسيد العباس عليه السلام.

وقد وجد الكثيرون من البسطاء والطيبين وممن لم تتلوث فطرتهم وبقوا على بساطتهم وسجيتهم، ولم يتقذروا بأدران الذنوب والسيئات ان اليمين الكاذب (بالعباس) لم يتأخر اثره ولم يتباطئ رده على الكاذب فأثره معجلا وسريعا، ومن هنا سمي (بالحار) وهي لفظة يستعملها اهل العرف العراقي للسرعة في الطلب والانجاز، الا تراهم يقولون (حار بحار) أي حالا وبلا تأخير، وكذا قولهم (حار ومكسب ورخيص)، يصفون به الخبز اشارة لكون طلب الطالب يتصف بهذه الامور، معجل ورخيص و(مكسب) وصفا للخبز والذي قلما يكون متضمناً هذه الاوصاف في نفس الان.

المهم- ان لفظه (حار) تعني عندهم التعجيل والفورية وقد وجد الكثيرون بان الحلف الكاذب (بالعباس) عليه السلام، فوري التأثير على الكاذب، ومن هنا اطلقوا عليه (حار) او اطلقوا على العباس عليه السلام (ابو راس الحار).

واما ان هذا خلاف كونهم (أي اهل البيت) عليهم السلام اهل رحمة، فلا ينافي تعجيل العقوبة لمن يسخر منهم ويستهزئ بمقامهم لقيام الحجة عليه وعلى غيره ممن يستبعدون تأثيرهم، ويقللون من مقاماتهم وعلو مراتبهم عند الله تعالى، مع علمنا كما ورد في الحديث القدسي (عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكن) ولا اعتقد ان احدا يشكك بعبادة وطاعة العباس عليه السلام لله تعالى، وكيف لا وهو ابن سيد الوصيين وامام المتقين، أفلا يكون إماما لابنه؟!

فالمحب لهم يأخذ استحقاقه والمكذب يأخذه وليس بالضرورة ان يكون ما يأخذه في الدنيا فقد يتأخر عنه في الاخرة ومن هنا كانت تسمية (ذي الرأس الحار) عند العامة، لتعجيل الاستحقاق الدنيوي وبيان مقام العباس عليه السلام اكراما من الله تعالى.

مع الالتفات ان التأثير من قبل الله تعالى، اكراما للعباس ودفاعا عنه (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38).

وليس التأثير من العباس مستقلا عن الله تعالى فبأن هذا مما لم يقله عاقل فضلا عن متدين، بدين الله ورسوله وللمعصومين بطاعته.

وهذا هو جواب الشق الثاني- اما جواب الاول، فهو ان الحلف  بما له حرمة وأهمية عند الحالف صحيح، الا انه لا اثر له شرعا من حيث الوضع كإيجاب الكفارة لو تبين حنثه، كما هو الحال بالنسبة للقسم بالله تعالى او بما اختص به من اوصاف على ما هو مقرر في كتب الفقه.

واوضح دليل على صحة الحلف بالمعصومين والعباس (عليهم السلام)، هو قسم الله العظيم في قرآنه ببعض مخلوقاته، كقسمه بالتين والزيتون، والعاديات والصبح، والسماء و .. وهي بالتأكيد اقل حرمة عند الله من الإنسان فضلا عن المعصوم بالأصل او المعصوم بالعارض (كالعباس)، فهل يعقل عدم جواز الحلف به؟.. كلا لا يعقل.

واما فلسفة الحلف مختصراً فان الحالف لتأكيد صدقه وصحة كلامه يضم اليه، الحلف، باعتبار ان المحلوف به شديد الحرمة والاهمية عنده يستبعد ان يكذب فيقلل من حرمته وأهميته، وبالتالي يسقط اعتباره عند الاخرين.

او انه يعلم ان المستمع لم يثق به الا إذا ضم اليه ممن محترم عنده يلزمه بصدق كلامه وصحته، والا لم يكن لكلامه تأثير على المستمع واصغاء منه اليه خصوصاً اذا كان المستمع ممن لا يرى للحق موقعا عند المتكلم او لا يعتقد بما يقول.18 ذي الحجة 1424هـ

2

نظرا لقرب شهر الخير والبركات شهر رمضان يطرأ سؤال باستمرار وهو قراءة القرآن الكريم في نهار الصوم. وبما ان الغالبية من الناس لا تعرف ان الخطأ اثناء القراءة من الكذب والكذب من المفطرات هل هناك تخريجة او صيغة يمكن من خلالها قراءة القرآن في نهار الصوم وهل تكون لعموم الناس. ام الافضل عدم القراءة في نهار الصوم.

بسمه تعالى- الاحوط ترك قراءة القرآن في نهار شهر رمضان لمن لا يعرف القراءة او ضعيفها . وما قيل من قراءته بنحو الحكاية لا معنى له، وكذا بنية الرجاء، ويمكن للصائم الترديد بعد قراءة القرآن بواسطة المسجل او التلفاز او الراديو ويفتح المصحف اثناء ذلك لينال ثواب القراءة الصحيحة والنظر الى كتاب القرآن.25 شعبان 1424هـ

3

ما هو تفسيركم في انتشار قبور أئمة أهل البيت )عليهم السلام ( في العراق والحجاز وإيران في هذه البقاع تحديداً والثابت أن فعل المعصوم هو من الله سبحانه ، فما فلسفة اختيار هذه المواقع . أجيبونا أعزكم الله ونصركم بنصره .

بسمه تعالى : -  الرسالة الخاتمة فيها مرحلتان مرحلة النبوة المتمثلة بالنبي محمد ) صلى الله عليه واله ( ومرحلة الإمامة المتمثلة بالأئمة الاثني عشر )عليهم السلام ( ، وامتداد الرسالة وخلودها يحتاج إلى تواصل المعتقدين بهذا الدين بقادته الأوائل وارتباطهم بهم ، وليس من ووسيلة تعزز هذا الارتباط والتواصل إلا وجودات مراقدهم المباركة التي توحي للموالين والمسلمين بضرورة الدين في حياة الإنسان وأهميته القصوى ، حينما يعرف أن هذه المعالم الدينية ما كان لها اثر البقاء والخلود لو لا ارتباط أصحابها بالدين وتضحيتهم بكل غال ونفيس في سبيله حينما استرخصوا الموت قتلاً من اجله ليبينوا للآخرين عظمة الدين ومكانته في المجتمع الإنساني .

 ومن الضروري أن تكون أماكن هذه المراقد مما يتواجد بها المحبون والموالون لديمومة العلاقة ولتأكيد أهمية هؤلاء في التاريخ الإنساني وعلى مر العصور فلا بد من وجود المحبين والموالين لتعزيز هذه الأهمية وتكريسها في نفوس الناس ومن هنا انتشرت هذه  المراقد المقدسة في مناطق تواجد الموالين من المسلمين فإذا نظرنا إلى الحجاز وهي تمثل بسبب وجود البيت الحرام فيها محور تواجد المسلمين من مختلف أصقاع الأرض وبشتى اللغات لأداء فريضة الحج وزيارة القبر النبوي الشريف والذي لا يختلف المسلمون على ضرورة الإقرار له بالرسالة وألا خرج المسلم عن إسلامه سواء أكان من المذهب الفلاني أو الفلاني أو . فهذا مما لا خلاف فيه ، كما لا خلاف في فريضة الحج ، ومن هنا يمكن أن ندرك سر وجود المسجد النبوي الشريف في الحجاز وفيه مرقد سيد البشرية محمد  صلى الله عليه واله ، كما يمكن أن ندرك على احتمال عدم الاهتمام الزائد بمراقد المعصومين )عليهم السلام ( هناك ، فان للوجود المبارك للرسول )صلى الله عليه واله ( اثر واضح في التغطية على بقيه المعصومين، هذا بغض النظر عن أعمال آل سعود في تهديم مراقد العترة الطاهرة ، وكذا ندرك من قلة الموالين لأهل البيت )عليهم السلام ( هناك أو عجزهم عن القيام بواجبات تفعيل هذه المراقد وزيادة تأثيرها في ممارسة الشعائر الدينية .

  وكذا يمكن إدراك زيادة عدد المراقد المقدسة للمعصومين في العراق وبعضها في إيران ، وأخرى في الشام أو مصر على الخلاف التاريخي في مدفن العقيلة بطلة كربلاء )عليها السلام( وان كان الأقرب إلى الصواب  ]الشام [.

      فان تركيز الموالين والشيعة لأهل البيت )عليهم السلام ( في هذه المناطق انطلاقاً من العراق يجعل لوجود هذه المراقد أهمية رفد الشعور الشيعي بالقوة والاعتزاز وتحمل المسؤولية التاريخية والدينية لبيان أهمية وعظمة أهل البيت )عليهم السلام ( في التاريخ الإسلامي ، والذين أزيلوا عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها .

      ووجود الموالين والمراقد وجود تبادلي فوجودهم سبب لهذه المراقد ووجودها سبب لتمركزهم فيها والسكنى عندها .

      ويضاف أن هذه المناطق ، هي منطلق حركة الإمام المهدي )عجل الله فرجه ( وهو من سلالة المعصومين وبذلك سيمثل الناطق الحي للمعصومين جميعاً انطلاقاً من جده الرسول )صلى الله عليه وآله ( إلى أجداده المعصومين)عليهم السلام .

4

قال تعالى عن لسان موسى )عليه السلام (:  ]وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) سورة طـه [ .

 وفي آية أخرى ] قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33)  وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) سورة القصص [. فهل كان موسى ) عليه السلام ( اقل فصاحة من هارون أو ما هو السبب بالتحديد الذي من اجله طلب موسى من الله عز وجل أن يكون أخاه هارون وزيراً له ) أي طلب الاستعانة بهارون ( عليه السلام ) ( . أرجو التوضيح .

بسمه تعالى :  ظاهر سؤال موسى )عليه السلام ( ] وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي  (27) سورة طـه [ أن في لسانه عقدة ربما تمنعه من بيان ما يريد تبليغه إلى الآخرين ، باعتبار أن اللسان هو وسيلة التبليغ والدعوة .

  هذا إذا أخذنا لفظ ) أفصح ( للتفضيل ، وأما إذا أخذناه لمجرد ثبوت الصفة أي وجود الفصاحة عند هارون           ) عليه السلام ( ، فمعناه أن فصاحته عالية جداً من دون أن يكون هناك تفضيل له على موسى ) عليه السلام ( .

إلا أن قوله عن موسى ) عليه السلام ( ] واحلل عقدة [ يؤيد الرأي الأول .

  وطلب الاشتراك إنما يكون في أمر يخصه من جهة التبليغ لا من جهة تلقي الوحي لان موسى ) عليه السلام (  لم يكن ليخاف على نفسه التفرد بالتلقي ، وإنما خاف التفرد بالتبليغ لشدة وقساوة المبلغين ، فرعون وملائه ، وبني إسرائيل حيث الجهل والقسوة . على أن صاحب الدعوة ينشط في دعوته والتبليغ عنها فيما لو صدقه البعض وغالباً ما يحتاج إلى التصديق في أول خطواته ولو من واحد ولذا قال ] فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي (34) سورة القصص [ .

 وتصديق الواحد يفتح الطريق لتصديق الآخرين الغالب عليهم أن قناعتهم مغلوبة إلا بتصديق من يسبقها إليه فتصير غالبة وتنفعل بصدحه الدعوى .

  وقد ورد من طريق الفريقين أن الرسول )  صلى الله عليه واله ( قد دعا بهذا الدعاء بألفاظه في حق علي ) عليه السلام ( مع انه لم يكن نبياً – قال ) واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري .........  (ومن الواضح أن الاشتراك ليس بالنبوة بل بالتبليغ وببعض آثار الرسالة من وجوب الطاعة وحجية الكلمة ، يؤكد قوله        ) صلى الله عليه واله ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي . وللكلام تتمة .س2 / في الآيات من 15 إلى 19 من سورة القصص كأنما توحي الآيات إلى ارتكاب موسى ) عليه السلام ( جريمة بحيث طلب الغفران من الله وبدليل قوله ] قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ  (15) سورة القصص [ إضافة إلى أن موسى ) عليه السلام ( عند تكرر الحالة قال للذي من شيعته ] قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ (18) سورة القصص [ إضافة إلى قول موسى قبل ذلك ] قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17) سورة القصص [ .

5

في قصة يوسف ) عليه السلام ( تقول الآية الكريمة ] وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) سورة يوسف [ ، فما معنى ذلك هل أن يوسف ) عليه السلام ( حدث لديه نوع من الضغط النفسي بحيث فضل الهروب منهن إلى السجن ؟ وهل كان يخاف على نفسه الوقوع في الحرام أم ماذا ؟

بسمه تعالى : -  في هذا القول منه تفسيران : 

      اولهما :- انه دعاء على نفسه وانه طلب أن يصرف الله عنه ما يدعونه إليه بإلقائه في السجن كما يظهر من بعض المفسرين .

      ثانيهما : - انه بيان حاله لربه وانه ) عليه السلام ( على تقوى وعصمة من الله لو خيّر بين لذة المعصية وعذاب السجن لاختار الثاني وأسالك أن تصرف عني كيدهن لكي لا انزع وآمل إليهن وأكون من الجاهلين ، فان توقي الوقوع بالشر إنما يكون من الله تعالى لا من نفس الإنسان ، وهو يسال الله تعالى أن لا يمسك عن الإفاضة لتسديده بمقاومة إغرائهن والوقوع في مهلكة الهوى والصبا .

      وهذه الإفاضة وان كانت موجودة لكنها تدريجية تفاض عليه آناً بعد آن من جانب الله ولذا قال تعالى ] فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) سورة يوسف [ حيث نسب دفع الشر ومقاومة الإغراء إلى استجابة جديدة وصرف جديد .

      والخوف على نفسه من الوقوع في الاستجابة لإغرائهن إنما هو لدعوة الطبع الإنساني والنفس الأمارة بالسوء ، فاحتاج الأمر إلى إفاضة إلهية للتسديد .

6

كثير من المناسبات الحزينة مرت علينا من إستشهاد الرسول الأعظم e وأمير المؤمنينعليه السلام والآئمة المعصومين (عليهم السلام) إلا إنه لم يكن هناك إنشداد فكري وعاطفي كما في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام .ما هو السبب أو العلة وراء ذلك ؟نسأل الله أن يجعلكم ذخراً للدين والمذهب.

 بسمه تعالى :تفسير ذلك يقع في:

1-التفسير الشرعي:ويكاد ينحصر في:

أ-أنه من إحياء الذكرى التي أمر المعصوم بإحيائها فقد ورد (إحيوا ذكرنا فقد رحم الله من أحيا ذكرنا) هذا وإن كان مشتركاً بين كل المناسبات لهم ولكنها مُؤكدة لمناسبة الحسين عليه السلام .

ب-إن من خصوصيات الإمام الحسينعليه السلام أن له حرارة في قلوب الموالين باقية إلى يوم القيامة كما هو وارد عنهم (عليهم السلام).

ج-إن الإسوة المتمثلة برسول اللهe وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وإن فقدت بريقها برحيل الرسول ولكنها باقية متمثلة بغيره من أصحاب الكساء بحيث لايجد المسلمون حرماناً كبيراً من بركة وجوده لوجود الآخرين وهكذا كانوا يجدون لهم ما يكون سلوى لهم برحيل أحد الخمسة إلا الحسين عليه السلام حينما إستشهد شعر المسلمون بالفراغ والغربة والحزن العميق في نفوسهم قد ترك أثره إلى الآن في نفوس أجيالهم وهذا ما أشار إليه المعصومين في وجه تعليله شدة الحزن عليه دون غيره من أهل الكساء.

2-التفسير الإجتماعي لهذه الظاهرة :-

أ-إضعاف الكيان الإجتماعي للأمة بعد فقد زعيمها الروحي وشخصها الأول موقعاً في القلوب هذا الإستضعاف لا زالت آثاره باقية إلى الآن ولكن بصورة آخرى غير صورة أحداث كربلاء بل بصورة السائرين على درب الحسين درب الشهادة والتضحية ولازلنا إلى الآن نسمع ونشاهد نماذج من هذا القبيل وآخرها إستهداف الشيخ أحمد ياسين ظناً من الكيان الغاصب بأن الوحدة الفلسطينية وكيانها سيضعف بإغتيال الشيخ وهذا الإضعاف يولد إحساساً بالتقصير في أداء واجب الدفاع عن المقدسات والشخصيات العظيمة التي من حقها على الأمة أن تدافع عنها وتؤكد قيمتها في حضارة الأمة ، هذا التقصير أو الشعور به يرجع أحياناً على هذا النحو من الإنشداد العاطفي.

ب-الإحساس العام لدى معظم المسلمين بأن كيان دولتهم الإسلامية وعظمتها وسيطرتها على بقاع واسعة من الأرض قد تعرض للإنهيار بعد جريمة القتل الواقعة في محرم الحرام والتي إستهدفت أعظم شخصية إسلامية آنذاك وضياع مثل هذه القيمة لكيان الأمة يخلق شعوراً بالأسف والحرقة على ما حصل ويولد إحساساً بالحزن والأسى.

3-التفسير التاريخي:

قد شكلت واقعة كربلاء منعطفاً خطيراً في سير الأحداث وتأثيرها على واقع المسلمين وتفرقهم لا زالت نتائجه شاخصة إلى الآن للعيان، كما أن لأبطال الواقعة وعظم أصحابها وإرتباطها برسول الله e أبلغ الأثر في متابعة الناس لأخبارهم وما جرى عليهم من ظلم وإضطهاد وقد إعتاد الكتاب المؤرخون على كتابة تاريخ العظماء من الناس دون غيرهم إلا عابرا.ويزداد الأمر إهتماماً مع زيادة أهمية الرجل وموقعه إجتماعياً ودينياً ، ولإعطاء القصة التفاصيل الكاملة تقريباً للحادثة وخصوصاً جوانبها المأساوية أثرها في البقاء على إمتداد التاريخ وشعائر الناس.

4-التفسير السياسي:

الإنتصار للحق والعدل ضد الظالمين والمستكبرين والمفسدين هو الشعار العام للسياسيين عموماً في المجتمعات كافة وقد كرسه الحسينعليه السلام بأجلى صورة مع قلة الإمكانيات وبساطة الوسائل مقابل ما يملكه الظالمون وهو أمر يخلق تعاطفاً على مستوى الإكبار والإجلال للمتصدي لعظيم التضحية والشجاعة وتعاطفاً على مستوى الميل الفطري لمواساة البطل المقتول المظلوم ومحاولة تمثيل شخصيته ولو من الناحية النفسية .

5-المستوى النفسي:

ويتمثل بعمق المسألة الكربلائية وشدة القساوة والحقد الذي تعامل بها الظلمة مع الحسين عليه السلام ولا تماثلها مأساة في التاريخ الإنساني جعلها حالة فريدة تثير في النفوس اللوعة والحزن وقد ورد (( لا يوم كيومك يا أبا عبد الله )) فهو يوم متميز في التاريخ الإنساني يدفع الإنسان إلى معرفة تفاصيله والتعرف على خصائصه من خلال ما مثله من مأساة ومظالم على الدين والإنسانية وهناك أمور آخرى تركت للإختصار . 11/صفر/1425 للهجرة

7

في الآونة الأخيرة ظهرت قضية أثارها (أحمد الكاتب) حول مقولة للإمام علي (عليه السلام) ونصها: [ولست أنا بفوق ان أخطئ] ومن ظاهرها انها تشكك بعصمة الإمام عليه السلام.

ما هو مصدر هذه المقولة؟ وما هو معناها؟

وهل هي خاضعة للتمحيص من حيث السند أم لا؟

بسمه تعالى:

يريد (عليه السلام) ان يبين - على تقدير صدور هذا الكلام منه - لأن السؤال لم يذكر مصدره ليراجع ثم تتبين نسبته الى أمير المؤمنين (عليه السلام) - وعلى كل حال- فلو فرضنا صحة صدوره منه (عليه السلام)، فلا دخل لهذا الكلام في الشك بعصمة الإمام (عليه السلام)، ولا دلالة فيه على نفي العصمة عنه (عليه السلام) وإنما توهم الكاتب المذكور ذلك لاعتقاده بان العصمة تنافي الاختيار وامتناع المعصية على المعصوم، وليس ذلك بصحيح، ولذا عرف علماء الإمامية العصمة بتعاريف متعددة قيدها بعضهم بالمنع عن المعصية مع قدرته عليها ولو ارتفعت القدرة لم يبق ما هو مائز للمعصوم عن غيره. والإمام (عليه السلام) بصدد دفع توهم عدم قدرته على الخطأ كي لا تكون خصيصة له على غيره، وقوله (عليه السلام) لا ينفي إمكان وقوع الخطأ منه، ولكنه لم يقع خارجا.

وهذا المعنى موجود لبعض التقاة من الناس فهو مع قدرته على ارتكاب المعصية والوقوع في الخطأ لا يرتكبه لما يرى من سوء عاقبته ودناءته في الدنيا والآخرة وهو موجود عند السائل بطبيعة الحال على ما هو المظنون، وعند كاتب هذه السطور فكيف لا يكون بالمعصوم موجودا وهو على أعلى درجات التقوى، ومعرفته اليقينية بعواقب الأخطاء والسيئات وفنائه في محبوبه الخالق القدير، وشوقه الشديد إليه كلها عواصم تمنع منه الوقوع في الخطأ، ولكنها لا تمنع امكان وقوعه، وبقاء اختيار المعصوم لفعله وإلا - أي لو لم يكن مختارا لما امتاز على غيره وكان أهلا للمدح والثناء- .

ويمكن اعتبار هذا الجواب عقائديا، ويعبر عنه فنياً - بدفع دخل- بلغة المنطق والأصول.

وإليك جواب أخلاقي آخر، يروم الأمير (عليه السلام) ان يدفع عن نفسه ويبرأها بأن تكون فوق الخطأ كي لا يتورط ضعاف النفوس باعتقاد ألوهية الإمام (عليه السلام) كما حصل لبعض منهم وقد وعظهم وزجرهم فلم ينفع علاج الزجر لهم بعودتهم الى عدم الشرك بالله باعتقاد ألوهية الإمام، فلم يجد بداً من احراقهم بالنار كما هو مسطور بسيرة حياته المباركة.

ويمكن ان يكون النفي في العبارة للموضوع لا للمحمول، أي نفي للمبتدأ وقد اكده بكلمة - أنا- وليس للخبر أو المحمول بلغة المنطق وهو - فوق ان اخطئ- وبهذا الجواب الأخير يكون لا معنى لاعتراض الكاتب المذكور، ويصبح محصل العبارة، ليس أنا الذي لا يخطئ وإنما الذي لا يخطئ هو الله تعالى، ومنه تعرف صحة الجواب الأخلاقي المتقدم. 8 محرم 1426 

8

1- ورد في دعاء كميل عبارات يستوحي منها الكفر بالله والعياذ بالله وذلك في موضعين:

الأول: أين كنت يا ولي المؤمنين والروايات متظافرة ومتواترة على أهل البيت عليهم السلام بعدم جواز القول (أين) لله جل جلاله فكيف وقد ورد هذا اللفظ بدعاء يعتبر من أحسن الأدعية؟

الثاني: وعلا مكانك ولا مكان لله سبحانه وتعالى فهو يحوي الأمكنة ولا تحويه الأمكنة سبحانه وتعالى؟

وأنا حاليا متوقف عن قراءة هذا الدعاء لهذا السبب وكذلك معي بعض الأصدقاء متوقفين عن قراءته لنفس السبب فاهدونا الى سواء الصراط جزاكم الله خيراً.

2- ورد في مسائل وردود للسيد الشهيد الصدر سؤال حول المعوذتين في القرآن وأجاب بما معناه بأنهما وحي ولكن ليستا من القرآن فما معنى هذا الكلام؟ وهل هو دليل على وجود زيادة في القرآن وخاصة ان بعض الأصدقاء لي يقولون بأن الشيعة ترى تحريف القرآن وزيادته ونقصه واستدلوا بقول الصدر المار ذكره حول زيادة المعوذتين على القرآن فأرجو منكم التفضل بقول الفصل في هذه المسألة؟

 بسمه تعالى:

ج1/ في العبارة الأولى وهي قوله (عليه السلام) - أين كنت- ليس الاستفسار عن مكانه تعالى إذ لا يمكن أن يحويه مكان ويخلو منه آخر، بل هو لا يخلوا منه مكان، وهذا الأمر مما قام عليه البرهان في علم الكلام والفلسفة، وما دانت به العدلية وفي الكتاب والسنة ما يرشد إليه، ولا يتعقل من سيد الموحدين ان يريد الاستفهام عن مكانه وهو القائل (ومن قال فِيمَ؟ فقد ضمّنه) لأن من تصور انه في شيء فقد جعله جسما في مكان أو عرضاً قائماً بمحل والمكان متضمن للتمكن والمحل متضمن للعرض. وكلاهما ثبت بطلانه وعليه فيكون المراد، ليس هو الاستفهام عن المكان بلفظه (أين) وإنما يراد بها اسم الشرط الذي تقدم جوابه عليه بقولـه (ولأنادينّك .. أين كنت...) والنداء للبعيد، فكأن الداعي يرى نفسه بعيداً عن محبوبه ومدعوه فيناديه متخيلاً بعد مكانه عنه - المكان المعنوي- لا المادي، ويصوغ هذا المعنى باستعمال كلمة (أين) لأنها الأنسب للتعبير عن حالته في الدعاء، ورؤية الداعي نفسه بعيدا من أدب الدعاء للعبد أمام ربه إذ تصور قربه منه، ربما يكون سوء أدب أو قلة استحياء أمامه وهذا غاية التذلل والخضوع المطلوب في الدعاء.وبصياغة أخرى، يمكن ان يقال ان الداعي حيث لا يرى نفسه شيئاً أمام مدعوه ومعبوده ولكنه مصر على دعائه وندائه في أشد الظروف ومختلف الحالات، يحسب ان معبوده لبعده عنه - أي بعد نفسه عن معبوده- فهو لا يهتدي إليه فيسأل عنه بالدعاء - بأين- ولازالت بعض اللهجات العامية تستعمل كلمة (وين) أي أين تعبيراً عن البعد أو مكانه البعيد.

وإذا شئت قلت، فكأنه قال لأنادينك أينما كنت يا ولي المؤمنين أي في أي مكان كنت، والنتيجة أدعوك يا من هو موجود في كل مكان إذ لا يتصور انه في مكان دون آخر وإلا لصار خاليا من الثاني، وفي دعاء آخر يقول المعصوم (عليه السلام) (أناجيك يا موجود في كل مكان...). وهنا احتمال آخر، ولكنه بحاجة الى

قرينة - وهو ان كنت بصيغة المتكلم أي الداعي- أي في أي مكان أكون فأنا أناديك، وربما يؤيد هذا المعنى، سياق الدعاء وكون الداعي في جهنم وهو لا ينفك عن الدعاء وحينئذٍ يستقيم ان تكون العبارة صحيحة كنت - أي أنا- لا كنت أي انت، ولكن تبقى صحة القراءة بحاجة الى قرينة وهي مفقودة.

وهذا المعنى يكشف عن وعي للداعي وان الله مع الذين اتقوا أينما كانوا (أينما تولوا فثم وجه الله).

وقد يراد من العبارة - كاحتمال معتد به، شدة الحاجة الى المدعو الى الدرجة التي لا يمكن الانتظار لكونه مفوتا للفرصة- وهذا المعنى لازال قائماً في اعرافنا الحالية فنسمع ان شخصا يقول لآخر (أين كنت) وبلغة العوام الدارجة (وين جنت) لأن وجوده ضروري والانتظار قد لا يأتي بنتائج محمودة. الذي يظهر من الدعاء ان الداعي لشدة وجده وحرارة شوقه للمدعو لا يتحمل الانتظار وخصوصاً وانه يدعو حال كونه في النار التي قد تأخذ احساسه بالالتفات إليها. فافهم أيدك الله هذا ما لدي من فهم العبارة بحسب ما تعطيه كلماتها ويبقى مراد الأمير (عليه السلام) بواقعه لا يعلمه إلا الله ورسوله وهو (عليه السلام) ولكنها بالقطع ليس استفهاما عن مكانه تعالى وتقدس.

وأما العبارة الثانية- فهي تعطي المقام العالي المعنوي لا المكاني إذ لا يتصور كما قلنا في بداية الجواب كونه سبحانه في مكان وإلا كان محدودا ومتحيزاً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وأيضاً العبارة لازالت مستعملة في الأعراف الحالية، ألا ترى استعمالها كلمة فلان مكانه عالي - للإشارة أو للدلالة على تبوئه موقعاً متميزاً في الوظيفة أو في الدولة، ولا يراد به علو مكانه عن مكان الآخرين وإنما يراد علو مرتبته وسمو مقامه.

وأنصحك بالمداومة على قراءة هذا الدعاء والتأمل فيه كثيراً فإنه ينفعك إن شاء الله تعالى، وأشكرك على حسن ظنك بهذا العبد وقبولك لإجابته.

ج2/ جواب الاستاذ (قدس سره) عن المعوذتين، لا ينفي قرآنيتهما، وإنما لم يقم دليل معتبر عنده كونهما من القرآن، وإنما هما وحي منزل من الله لا على صفة القرآنية - من القراءة- أي قراءتها باعتبار كونهما من القرآن مشكل في الصلاة.

فكلامه لا ينفي القرآنية ولكنه لا يثبتها ولذا استشكل في قراءتهما في الصلاة، والفرق واضح بين قوله ليست من القرآن وقوله لم تثبت قرآنيتهما والثاني هو مراد الاستاذ (قدس سره) هذا هو مقصوده والله العالم بحقائق الأمور.

وعلى كل فهذا ما رآه (قدس سره) ولكن المشهور على خلافه، بل لم نجد من العلماء السابقين ممن شكك في قرآنية المعوذتين، بل تلقيناهما جيلاً بعد جيل، وكابر عن كابر كما يعبرون الى زمن المعصومين وسيرة قائمة عند المسلمين والمتشرعة منهم خاصة، والسيرة لازالت قائمة على اعتبارهما من القرآن، وهي سيرة متصلة بزمن المعصومين فتكون حجة. إذ لو كانتا من غير القرآن لنبه المعصومون عليها ولو حصل لوصل إلينا خبر عن ذلك لأهمية الموضوع وسعة الابتلاء به بين المسلمين وحيث لم يصل إلينا خبر معتبر من هذا القبيل يطمئن بعدمه وكونهما من القرآن. والله العالم بحقائق قرآنه. 8 محرم 1426

9

شيخنا الجليل ونحن في شهر شعبان شهر الخير والطاعة تمر علينا في هذا الشهر مناسبة عظيمة وهي النصف من شعبان ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان (عج) وفي فترة السيد الشهيد (قدس سره) طلب المسير إلى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام فما هي نصيحتكم لنا في الأمور التالية:-

1.المسير مشياً على الأقدام لزيارة الإمام الحسين

2.الأهازيج المفرحة التي يرددها الزوار

3.بعض التصرفات نراها في كربلاء من قبيل رش الماء على الآخرين محاولة شعل الشموع وإطفائها من الآخرين

4.ظاهرة الإختلاط بين الرجال والنساء ؟ أفيضوا علينا مما ترونه مناسباً. 

 بسمه تعالى:-1.من أفضل القربات هي إحياء الشعائر الإسلامية العظيمة والتأكيد عليها لإبراز معالم الإسلام وقدرته على تعبئة الجماهير بشكل سحري لن تستطيع جميع وسائل القوى الكبرى من تحصيل مثل هذه التجمعات ولو إستعملت كافة وسائلها المتطورة وهذه نقطة قوة نعتز بها كمسلمين وعلينا أن لا نفوت فرصة لم نستغلها لذلك لإظهار عظمة الإسلام وقوته وهيبته أمام أمم العالم . وفي الوقت الذي  تتكالب قوى الشر العالمية على تضعيف الإسلام والتقليل من تأثيره في نفوس معتنقيه بكافة وسائلها وتهميش دوره في بناء المجتمع الصالح .

 تكون إحياء مثل هذه الشعائر مهمة إجتماعية عامة لكافة المسلمين ورداً مناسباً لأعداء الدين والمذهب وزيادة الإحساس بأهمية الدين في وجود الأمة وقوتها من خلال التركيز حول الإلفات إلى القادة الحقيقيين للدين ، والمسلمين ، وأي قائد أعظم من مولانا الحجة (عجل الله فرجه) وإمامنا سيد الـشهداء أبي عبد الله الحســينعليه السلام ، والشـعور بمظـلومية الثــــاني يـزيد من إرتبـاط المسـلمين بالإمام المنتظر لمقاومة الظـلم والإضـطهاد وإحـلال الـعدل والخـير محلها.

وتزداد الطاعة أهمية كلما كانت أشد بإعتبارها تمثل تدريباً إحتماعياً على التضحية والفداء من أجل الدين ومبادئه ، وتعبئة الناس على المواجهة في حالات الضرورة والتصدي الشديدة ، مع أنها أكثر ثواباً وأعظم أجراً من الطاعة غير الشديدة ، ومن هنا كانت الزيارة مشياً على الأقدام تصب في هذه الناحية من عظيم الأجر وكثرة الثواب وهي فرصة يقدمها الإسلام لمعتنقيه قد لا تتكرر في مستقبل الأيام والله أعلم بحقائق الأمور.

فلا تترك أخي الزائر فرصة كهذه فيها من المصالح العامة والخاصة ما عرفته آنفاً مراعياً في ذلك آداب الزيارة الواردة في كتب الأدعية ، ومتيقظاً في هذا الظرف الحرج من تصيد أعداء الدين والمذهب والوطن بالماء العكر لإستغلال مثل هذه المناسبات للقيام ببعض الأعمال الإرهابية ، فكن حذراً متوكلاً على الله داعياً إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة .

2.أن تكون ذات مضامين تبين سموالإسلام وأخلاقه ، وأن لا تخرج عن الذوق العام ولا تمس الطائفية المقيتة التي يسعى أعداء الوطن لتنميتها في هذا الوقت بالذات . وأن لا تكون منظمة ومرتبة بأوقات محددة لتعكس طابع التحضر وحسن التصرف للإنسان المسلم.

3.أنها تعابير عن فرحة المسلمين بالمنقذ المنتظر وتعطي طابع الإهداء لشخصه الكريم وأن تكون بمستوى المهدي له ومقامه عند محبيه وأن تخرج عن طابع التبذير وإستنزاف الأموال الكثيرة ، لأن رمزيتها كافية للتعبير عن حب القائد المنتظر .

4.الإختلاط المثير للسخرية وبعض الأعمال الشيطانية محرم ، ولا ينبغي للزائر أن يدخل نفسه فيه وإن لم يكن قاصداً ، لأن مجرد صورة من هذا القبيل سيجعلنا محلاً للنقد من قبل الآخرين وعلينا أن نعكس أخلاق المعصوم. 7/شعبان/1424 للهجرة 

الصفحة التالية

محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45