تحديث
26/12/2023 11:04 صباحا
ولاية الفقية وولاية الرئيس
اثارت مسألة ولاية الفقيه التي ابدعها وفعّلها الراحل القائد السيد الخميني (قده) وتحركت شياطين الأرض من دول ومؤسسات وافراد باعوا حظهم بالادنى الى شن حملة تشويه لا مثيل لها في التاريخ وحملت الجانب الإيراني مسؤولية ما يحدث في الدول المجاورة لإيران مسؤولية تحريك المشاعر الإسلامية التي قطعت وتينها حكومات تلك الدول التي رأت مبدأ ولاية الفقيه يقظة إسلامية يطيح بأنظمتها جانباً وتخلق جواً من الصراع بين أنظمة الحكم وولاية الفقيه فكانت تعالج الموقف بالبطش كنظام صدام الذي ما انفك يدين المعارضين بأنهم خمينيون وفرس وشعوبية هلم جرا ليكون حداً داخل الدولة العراقية يحاسب على انفاس الناس خوف ان يتكلموا بولاية الفقيه فضلا عن تبنيها كنهج يجب ان يكرس في داخل الدولة العراقية، ولم يتعاملوا بأنه نظام حكم دولة رأت من مصلحتها ان تتخذه لعملها السياسي ولا يشكل حساسية لأنظمة أخرى فالدول حرة في اختيار نظامها السياسي ان كانت مختارة لا مقيدة بتعليمات غربية وأفكار شيطانية.
واما ولاية الرئيس فهي عند كل رئيس دولة هو بيده يبدأ الحرب وينهيها، هو بيده يصدر النفط لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء هو بيده مصير القرارات الخطرة والمهمة المتعلقة بحياة الناس والدولة فهي تخضع لمزاجه فقط وآرائه وما يراه مناسباً، ولم يحاكم هذا الرئيس بعرف القانون الدولي ولم تشن حملة دعائية ضده مع ان قراراته لم تصدر من إرادة شعبية فلم يشارك الشعب في قراره واما ولاية الفقية حيث انها من مصدر الهي رباني أدت اليها فقاهة الفقيه واستنباطاته ومحكومة بجملة ضوابط وشروط اذا اخل بواحدة منها فهو يسقط تلقائياً من دون حاجة الى مرجعية أخرى واذا لم يستند الفقيه الى أساس شرعي من حجة وبينة وبرهان فلا يعبأ بقوله فضلاً عن الاخذ به، لنذكر بما خرج السيد الرئيس الأمريكي عنده ولاية رئاسة تشبه الى حد ولاية الفقيه بإختلاف المتعلق حيث متعلقه ما يحكم به ويراه مناسباً ومتعلق ولاية الفقيه ما يراه الشارع مناسباً ويقع تحت مبدأ التوحيد ولا يخرج عنه، ولاية الرئيس الأمريكي اعطته الحق المدعى في شن حروبه ضد أفغانستان والعراق وسوريا وتدمير هذه البلدان وسقوط ضحايا بأكثر من مليون شخص وتدمير البنى التحتية للبلد ونهب الثروات ولذا قلنا فيما سبق ان اقتصاد أمريكا قائم على النهب والسلب والقتل والاحتلال.
ولنذكر نموذج أحسن من النموذج الأمريكي الا وهو الرئيس الروسي الذي استعمل صلاحياته في الولاية ليبدأ عملية عسكرية ضد أوكرانيا ويدمر مرافقها وان كنا نرى فيما اقدم عليه شيء من الحق دفاعاً عن المضطهدين في شرق أوكرانيا الذين يتعرضون للإبادة منذ 2014 والى حين بدأ العملية العسكرية، وانه يدافع عن قيم الإنسانية في منع زواج المثلية وتجريمه في بلده وانه دافع عن القرآن حينما حرقة سويديون متطرفون ولم ينبس أي رئيس عربي ببنت شفه دفاعاً عن حرية الديانة والمعتقد.
وبعد هذا العرض المختصر عن الولايتين ايهما تجد قريبة من الحق مراعاة لحقوق الانسان ومنضبطة بقوانين صارمة ومن الحق ان تسأل لماذا هذا السعي وراء ولاية الرئيس ومحاربة ولاية الفقيه (( احكم بالحق فأن الله محاسبك يوم القيامة))
شعارات أم ضجيج
الشعار وسيلة التعبير عن الهدف فضلاً عن كونه محور هداية وعلامة تعريف ويشترك في أصله اللغوي مع الشعيرة التي جعلتها السماء علامة للإيمان والانقياد, وقد أبدع سيدنا الأستاذ الشهيد الثاني (قدس سره) في استخدام الشعارات لتحريك طاقات الجماهير وتعبئتها خدمة لمصلحة الدين والبلد فكانت بحق من أروع الابدعات التي استخدمها (قدس سره) لاستنهاض الناس ورفع غفلتهم وبعث روح التحدي وتعزيز القيم في نفوسهم, وأهمها قيمة الشجاعة ونزع مكامن الخوف التي عشعشت في نفوسهم نتيجة عوامل متعددة يجمعها الاستخدام المفرط لمفهوم التقية, وحيث تكون الخطوة إبداعية فان التفاعل الشعبي معها واقع لا محالة, فهي عوامل لتنشيط الذات وتحريك القدرات وزرع قيم جديدة وإعلان للهوية وعلامة للإعلان.
وكل هذه الأمور قد برزت بإجلى صورها وتحققت بأبهى صورها من خلال شعارات ما كانت تجد لها عائقاً في النفوذ السريع بنفوس الناس المتفاعلين معها وقد ألهب حماسها ابتداء القائد الشهيد (قدس سره) بها حتى اندفعت الجماهير مردداً وراءه بلا خوف أو وجل فكانت أدوات طلب قاهرة ووسائل تعبير فعالة لم تنفع معها كل أساليب الترويج والتخويف التي مارسها النظام المقبور إلى أن أقدم على جريمته العظمى باغتيال القائد الشجاع, وقد بقيت من طاقات هذه الشعائر ما راح المحبون يرددونها وهي فعالة وملهبة لمشاعر الجماهير, إلا أن الجهل بفحواها والتخطي على حدودها ورسومها جعل الضعف يأخذ فيها والجذوة تخبو عنها فافقدها أثرها وقلل من قيمتها.
أما كيف حصل ذلك ؟ وبّين مستهل الحديث أن الشعارات تعابير عن الهدف، أي أن الذي يرفع الشعار لهدف يقف وراءه يريد الوصول إليه بهذه الوسيلة التعبيرية الجماهيرية الفاعلة والضاغطة, حتى إذا وصل إلى الهدف فقد الشعار حيويته واستنفذ طاقته ومعه يكون استعماله تكراراً مملاً وعملاً معطلاً.
لأضرب لك مثلاً- عندما رفع المبدع الشهيد (قدس سره) شعار نعم نعم للحوزة كان ذلك شعاراً ووسيلة تعبيرية عن إن القائد لنا في حياتنا هي الحوزة التي تعرضت لكل أنواع الضغوط والتسطيح لتكون هامشية في حياة الناس, إذن فهناك هدف استهدفه (قدس سره) وجعل الوسيلة للتعبير عن الشعار وهو يلهب مشاعر الجماهير للتفاعل معه, وهكذا استبدل الشعار الرسمي نعم نعم للقائد بهذا الشعار فقد استخدمه بذكاء، وفي موطن الحاجة, ومن اجل هدف وفيها إلهاب الناس, ورفض الظلم ليكون قائداً والتحريك نحو الحق ليصبح رائداً.
وهكذا شعار نعم نعم للجمعة, فقد أراد استهداف تركيزها وتثبيتها كواحدة من أهم وسائل الإصلاح الاجتماعي والتغييري في المجتمع وهي تتعرض لتشكيك المشككين من الأقارب والأبعدين لرجال مؤسسة الدين, ومن تخويف وترويع من أجهزة النظام القمعية ومن تغييب وتهميش من وسائل إعلام الدول العربية, وكل هذه وسائل ضاغطة بقوة لإنهاء بريق الجمعة وضربها بالصميم فتقعد لا حياة فيها ولا تأثير.
إذن بريق الشعار وحيويته فيما يتضمنه من هدف يراد الوصول إليه وان الشعار فيما هو متحقق من الهدف ضجيـــج مفتعل لا يسمن من آثر.
فهناك خطيب للجمعة يرفع شعار نعم نعم للجمعة وهي مقامة في عموم العراق وبمسافات ألغاها الاندفاع العارم نحو إقامتها حتى قال بعض من يعول عليهم في الفتوى بأنها مستحبة فلا تضر قرب مسافاتها بصحتها وقال آخر بأبعد من هذا القول رشداً, وانظر إلى وجدانك هل تجد لمثل هذا الشعار من تفاعل وتمازح مع مشاعرك وأنت تردده, والسبب يعود لما قلته.
وهنا شعار آخر أبهت من سابقه لان رافعيه لا يستهدفون ما يرفعونه من شعار وإنما يرددونه تغريراً بالجماهير وتلبيساً على المصلين, وإظهاراً لبطولة فاعليه وكياسة قائليه, مثل قول القائل نعم نعم للإسلام وهو لا يعمل به ولا يطالب بتأكيد حاكميته وفاعليته في الحياة الاجتماعية بدعوى الانفتاح وحرية الرأي أو أن الإسلام للعبادة لا للسياسة أو غيرها.
ويختمها ثالث: لا انه يستهدف شيئاً حسناً بل قد يستهدف شيئاً سيئاً فان كان لا يدري فتلك مصيبة وان كان يدري فهي أعظم كقولهم نعم نعم للوحدة وهي غير موجودة حتى مع المقربين فكيف نوجدها مع إلا بعدين, فانطبق عليهم قول الله تعالى (ويدع الإنسان بالشر دعائه بالخير وكان الإنسان عجولاً)الإسراء/11)
اللواط بثوب جديد
توجد الآن في الاسواق اعضاء ذكرية بلاستيكية يمارس الرجال وربما مع النساء بحيث تكون هو الفاعل وهو المفعول به، وأخذت تنتشر هذه الممارسة ويكثر بيع هذه الاعضاء بلا رادع أو رقيب ومما يزيد في سرعة ممارستها ان بعض الجهات الدينية ومن خلال وكلائهم أطلقوا لأنفسهم العنان في الفتوى، والقول بالجواز إذ لا دليل على الحرمة فالأصل الجواز وبراءة الذمة، والقرآن يقول ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الإسراء:36 وأيضاً الفتوى بغير علم نتيجتها التبؤ بالنار.
والذي ينبغي ان يقال في ذلك:
من ناحية الفتوى: ان هذا الفعل يؤدي الى اللواط ويدعو الرجل الى نفسه الذكور لأنه بهذه الممارسة وإدخال هذا العضو يتهيء مخرجه الى ادخال الاعضاء الذكرية ويصبح مأبوناً وهذا يسأل عنه الاطباء وإن كان لي معرفة به ولكن ينبغي اشراك أهل الاختصاص في ذلك.
ويقال ان هذا الفعل مقدمة لفعل الحرام ومقدمة الحرام حرام كما حققناه في الاصول خلافاً للمشهور، ان هذا الفعل تشبه في الغرب الكافر المتمثل بأمريكا وبريطانيا الذين يسارعون الخطى على نشره في مدارسهم ودوائرهم وإذا كان تشبهاً بهم فهو غير جائز.
وأن هذه العملية تثير شهوة النفس الأمارة بالسوء وتغلبّها على العقل وكل فعل بهذا المسار يكون محرماً وأمامك الاحكام الشرعية المحرمة تصفحها تجدها تنحو هذا المنحى.
ولصيانة المجتمع في هذه الممارسات على الجهات الحكومية مراقبة وضع المواد المستوردة ومحاسبة الفاعلين ومعاقبة الممارسين، ويعاقب كل من يروج أو يسهل أمرها بالجواز وغيرها، وعلى اولياء الامور متابعة أولادهم ومراقبتهم بشدة والحيلولة دون وقوعهم في هذا الجرم المخزي.
وهذا الفعل قد تؤديه النساء بعضهن ببعض فيصير الزواج المثلي فيصير الحال كالزواج المثلي وأكتفاء الرجل بالرجل واكتفاء النساء بالنساء وهو نفس مشروع الغرب لإغناء العملية الجنسية بدون حاجة الى تشكيل عائلة واطفال وبالتالي تتقلص نفوس البشر كما يريدونه بالمليار الذهبي.
بعد ان عجزوا عن قتل أكثر عدد من البشر من خلال الصراعات والحروب والانقلابات أو الارهاب وبعد الفشل في نشر الأوبئة جاء هذا الدور لأنه يغذي هوى النفس ويكون قريب على نفس الناس غير الواعين.
الناصح الامين
الفقيه قاسم الطائي
4/3/2023
القوة (أخويت الله)
القوة هي العنصر الذي يتناغم مع احكام الله، فالاسلام لم ينشر الا بسيف علي (أداة القوة) آنذاك، وأقامة احكام الله وتثبيت اركانها لا يتم الا بالقوة من خلال المرتبة الثالثة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقوة التي ترضخ الاعداء لقبول السلم وعدم الحرب و ...و.. ولكن نجد تخاذلاً في استعمالها بالوقت الحاضر ضد كل من يسيء للإسلام أو المسلمين وينتهك عقائدهم وحرمات دينهم وليس بأدل من ذلك، فالاساءة المتكررة لإنتهاك كتاب الله القرآن الكريم بين مرة وأخرى في دول الغرب وآخرها أوكرانيا بمجموعة من جيشها المنهزم في ساحات الوغى، والسبب الذي يقف وراء ذلك هو ظهور الاسلام على الساحة الدولية واتخذ دوله قرارات ضد الهيمنة الغربية، ووقوفه ضد قيمه المنحطة التي يريد نشرها في عالمنا – الزواج المثلي – وقل اللواط المقنن تحت طائلة القانون الغربي والسحاق، يريد شعوبنا امعات توجه فنقاد إذا قالوا قلنا وإذا ابدعوا قلدنا وإذا صنعوا اشترينا، وإذا شربوا الخمر شربنا وإذا أكلوا الخنزير أكلنا، بالمختصر نحن صغار القوم، لا أحد من المسلمين يقول لهم كفى، وسيعاقب الفاعل على فعله الشنيع كما أهدر السيد الخميني دم بازوفت.
المسلمون إذا لم يتمكنوا من الدفاع عن معتقدات الاسلامية فليخرجوا من الاسلام الى ملة ودين آخر، لأن ايمانهم يلزمهم الدفاع عن الاسلام ويلزمهم العار إذا لم يفعلوا فحرق القرآن المرة الأولى لم تواجه بما يوجب الردع لأعلى مستوى المؤسسة الدينية ولا المؤسسة الرسمية فأستأمن الجاني وفعلها مجدداً وفعلت الثانية والثالثة والرابعة حتى صار ارتكاز وسياق مواجهته أصبح صعبة، أقل ما يمكن فعله كرد فعل على هذا الفعل القبيح هون قطع العلاقة مع الدولة التي تجيزه بحجة حرية الانسان بعد قطع بضاعتهم وصناعاتهم ليكونوا عبرة لغيرهم ويحسبوا الف حساب قبل الاقدام على هذا الفعل، وعلى المؤسسة الدينية المتمثلة بالأزهر والمرجعية الشيعية وغيرها إصدار فتاوى بهدر دماء المجرمين أينما كانوا كي لا تبقى المسألة بلا رادع.
أنه يا سادة قرآنكم هويتكم حجتكم، استدلالاتكم ومعارفكم وأصدق شاهد لكم، يترأس طريقكم وأمانة نبيكم، ألا يستحق منكم الدفاع عنه رداً لخدماته عليكم.
الشريعة والطبيعة
مهدت الشريعة لصيام شهر رمضان ببعض التشريعات المهمة ولو كانت مستحبة وليست واجبة فقد مهدت للشهر الكريم بشهر رجب الاصب وشهر شعبان حيث دعت الى الصيام ولو يوماً واحداً واحد من رجب وإن زاد فخير وكذا لشعبان ومزية فيه هو الاستنان بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) فيه الذي كان يصوم شهراً كاملاً كل ذلك ليتمكن الانسان من صيام الشهر الفضيل ولا يشعر بثقل صيامه عليه بعد ان مهد لنفسه بالطاعة في شهري رجب وشعبان، ويمكن توصيف ذلك (بالاحماء) للرياضيين قبل بدء المسابقة كي لا يصاب بالشد العضلي أو العصبي لو بدء اللعبة بدون احماء، وهذا يعني ان التكاليف الشرعية تتناغم وطبيعة الانسان وان لا شيء منها خارج عن طبيعته، وإذا كان الامر كذلك ملائماً للطبيعة البشرية أصبح أمتثال الانسان للتكاليف سهلاً جداً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم ((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)) الحجرات:7، ومن هنا نلحظ ان المسلم يزداد طاعة في شهر رمضان فيقلل من اندفاعه لممارسة الالعاب التي تتناغم مع النفس الامارة بالسوء، وتنفر عن المبعدات عن الطاعة وتجد ما يروي الغريزة باتجاه الخالق الرحيم، الذي ابدع مساحة شهر رمضان لتكون ميدان لطاعته وسباقاً الى مغفرته وتحصيلاً لكنوز رحمته التي بينها النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته الشعبانية وفيها من الكنوز التي لا ينبغي للعاقل ان يفوت منها شيئاً ويستثمر أوقات رمضان لإنجازها ما دامت تتناغم من طبيعة الانسان وتخفف من اندفاعه نحو ساحة الشيطان الذي هو عدو الانسان.
26 شعبان
الخمس
الفريضة المالية التي وقعت سجالاً بين علماء الطائفة وغيرهم بعد ان كانت فيها اجماع وسيرة متشرعة على الاداء لتغطية المتطلبات الحوزوية ونشر الوعي الديني واعانة الطلبة الدارسين وغيرهم من ذوي الاحتياجات المعاشية، ولما انتشرت منصات التواصل الاجتماعي وبرزت ظاهرة الجنود الالكترونية لضرب أية عقيدة أو فكرة مساندة للمذهب ولا يخفى ان أفضل ساند للحوزة هو الخمس بغض النظر عن الاشكالات المثارة حول التصرف فيه والاستئثار به عند البعض، هذه الاشكالات فتحت شهوة البعض ليرمي سهام نقده الى الفريضة ونبهنا أكثر من مرة ان امتثال أية فريضة لا دخل لها بمشروعيتها فلا ينبغي عكس صورة الامتثال المشوه أو الاعوج على أصل تشريعها ثم التشكيك بها، كما صنع بعض الفقهاء وذهب الى حرمة صلاة الجمعة بفرض الاختلافات في التصدي لها حصول منازعات فيها ونسي أنها إذا أمتثلت فهي مشروعة في المرتبة السابقة وإلا لا معنى للإمتثال بغض النظر عن سلامة الامتثال أو رداءته ولا ينبغي أخذ المتأخر في المتقدم بمجرد امتثالها ذلك يعني تشريعها وإن كان الامتثال غير سوي، والخمس من هذا القبيل فهو قد أمتثله الموالون لأهل البيت (عليه السلام) منذ زمن الأئمة حتى الآن ثم بدأت التشكيكات في تشريعه وهذا لا معنى له بل يمكن ان يصحح المتصرف في الحقوق بما يخدم الصالح العام والمذهب.
لنأخذ نماذج من تشكيك المشككين: ما هو المبرر لإيصال الخمس الى مرجع التقليد وهل هناك دليل يثبت ذلك؟ وإنما أثير هذا السؤال ليحابي السائل أقاربه وذويه، وهو استعجل الأمر فلو كان أوصله الى المرجع وطلب منه بعضاً ليصرفه على المستحقين اقاربه أو غيرهم لكان أحسن لأن الحوزة تحتاج لموارد مالية تسد حاجتها فيها، كرواتب الطلبة المتفرغين للدراسة وهو أهم مصرف للحقوق باتفاق الجميع لأن المرجع لا يعمل بعمل يكتسب به فمن اين يأتي بالمال إذا لم توصل اليه الحقوق ويتضح الجواب عن السؤال المتقدم هو ان المرجع اعرف بمصالح صرفها من المكلف وما سمعته من استاذي الشهيد محمد الصدر (قده) عندما سأله أحد بأنه اعطى الخمس لأحد أقاربه أو المحتاجين للمساهمة في عملية جراحية فرد عليه السيد يموت ولا تموت الحوزة.
وتساؤل آخر: أنه لا أصل قرآني للخمس؟ والاصل ((وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ..)) الأنفال:41 هذا الاصل وهناك آيات أخرى بعضهم استدل بها ولكنها غير ناهضة على الحجية، وهذا المستشكل يرى ان الغنيمة في الآية مخصصة بغنائم الحرب ولا تشمل غيرها مع انها أعم من غنائم الحرب لأنه (من شيء) يدل على العموم والروايات المفسرة بالغنيمة في الآية هو مطلق ما يستفيده الانسان من التجارات والزراعات والصناعات وغيرها ...
ولو كانت مختصة بدار الحرب لم يتبق حرباً الا المدمرة بلا غنائم فيها فهل نرفع وجوب خمس أرباح المكاسب أم ان المشرع الحكيم لا يعلم أنه في فترة توقف الحروب الغنائمية.
وقالوا ان الائمة حللوا لشيعتهم اكل الخمس؟؟ مستدلين بروايات ظاهرها غير ذلك، والائمة المتأخرين بعد الصادقين (عليهم السلام) كانوا يأخذون الاخماس ويدعون لأصحابها بالتوفيق وهذا ثابت تاريخياً فإذا كان محللاً فلم يأخذون الائمة المتأخرين الخمس؟
سماحة المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما ان شهر رمضان أقبل علينا جعلكم وأيانا من صائميه، هل يجوز قراءة القرآن في نهار شهر رمضان بنية التعلم وما هو الحكم؟
خادمكم
عادل الجعيفري
9/ شعبان / 1444
2/3/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة القرآن أمر واقعي لا دخل في القصد به فإذا قرأه في نهار شهر رمضان ينبغي ان يكون مطابقاً لواقعه (كما أُنزل) سواء قصد التعلم أم لا، فإذا قراءه بالقصد وكان غير مطابق لواقعه يكون من تعمد الكذب على الله وهو من المفطرات ولكن نقول بالاحتياط الوجوبي كونه مفطراً.
والتخلص من ذلك يقرأ وراء مسجل كي لا يخطئ
وتكون قراءاته صحيحة إذا كان القارئ منضبطاً.
قاسم الطائي
9 شعبان المعظم 1444
الى مكتب سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة ا.. وبركاته ..
أنتشرت لدى الاوساط الطبية عموماً وبعض اصحاب العيادات خصوصاً، وهي ارسال المراجع المريض – بعد الكشف عليه – الى صيدلية معينة ومحددة، بينها وبين الطبيب المُرسل اتفاق خاص، بحيث لو ذهب المريض الى صيدلية أخرى لم يستطيعوا قراءة الوصفة الطبية؛ لكتابتها بطريقة مشفرة لا يفكك رموزها الا صاحب الصيدلية الأولى.
علماً ان هنالك كلام يتداول حول اصحاب هذه الصيدليات بأنها تدفع للطبيب استئجار العيادة وخط الكهرباء وأجور السكرتير، في مقابل احالة المرضى على صيدلياتهم، وبالتالي تكون ثمن الأدوية باهظة جداً.
أفتونا في حكم هؤلاء الاطباء وحكم هؤلاء الصيادلة وحكم المراجعين المرضى؟
ولدكم
مصطفى أحمد الدلفي
17/1/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يلزم المريض بما يقوله الطبيب بالنسبة الى شراء الدواء من صيدلية معينة بل له ان يشتري الدواء من أي صيدلية شاء، ومن هنا فلا مجوز شرعي لأخذ هذا المقدار من المال من الصيدلي لمجرد شراء الدواء منه قبل المريض ولينتبه الطبيب الى عدم استحقاق الأخذ شرعاً.
مضافاً الى تأديه هذا التعامل الى احساس مستبطن عند كل من الطبيب والصيدلاني بأن الرزق عن طريق الطبيب وهذا من الشرك الخفي على أقل تقدير وغفلة عن ان المسبب هو الله تعالى الرزاق لعباده صالحهم وطالحهم وقد وعد بأن التقوى مدعاة للرزق من حيث لا يحتسب الانسان، قال تعالى ((ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)) الطلاق 3
أضف الى ذلك أن المكانة التي يحملها الناس في نفوسهم للطبيب سوف تتعرض للسقوط لو علموا بذلك وقد يفقدون الثقة بالطبيب كما هو ليس ببعيد.
مكتب المرجع الديني الفقيه
الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
النجف الاشرف