استفتاء – المسلسلات التركية المدبلجة

إنتشرت في الأوساط الشعبية العراقية متابعة مسلسل مدبلج باللغة العربية يصور جزء من حياة الشعوب الآخرى المختلفة كلياُ عن عادات وتقاليد شعبنا ويعكس بعض الممارسات الإجتماعية المرفوضة عندنا من حيث العلاقة الإنسانية والمظهر الخارجي ، وقد إنتشر بطل المسلسل بإسم ( مهند ) حتى ذاع صيته في معظم مناطق بغداد وبعض المحافظات وتمنت كثير من النساء إقتناء صورة مهند حتى وصلت معدلات بيع صورته إلى عدة الآف ولا زالت المبيعات تتصدر قائمة الصور المباعة ،إضافة إلى كثير من الأشياء، وقد إلتجأنا إلى جنابكم الكريم لمعرفة رأي الشارع المقدس بمتابعة هذا المسلسل من على شاشات الفضائيات .

بسمه تعالى:  لا بد من التنبيه على بعض الأمور قبل الإجابة عن موقف الشرع :
الأمر الأول:من المؤسف جداً أن تأخذ هذه المسلسلة كل هذا الإهتمام الشعبي العام ولا تأخذ مسألة البلد وما يجري فيه من عراقيل تؤدي بسفينته أن تكون مجهولة المرسى كما عبر بعض السياسيين الكبار والذي تقع مسؤولية توجيه الشباب من الأبناء والأصدقاء على الآباء والمربين بعناوينهم المختلفة من الأب ، والمدرس ، ورجل الدين ، و…….
الأمر الثاني:إن شعوب الأرض قد وجدناها تعتز بقيمها وأعرافها وتقاليدها ، وتحاول المحافظة عليها وأن تَطلب ذلك تجاوزاً على القيم السامية التي تنادي بها من قبل حرية التعبير ، وحقوق الإنسان ، فنراها تشرع جملة قوانين ولوائح للمحافظة على تلك القيم ومنع تغييرها أو تبديلها أو التأثير عليها من قبل المهاجرين ، بل تفرض عليهم الإندماج مع المجتمعات القادمين إليها ومحاولة التكييف مع أعرافها وهذا ما نجده في المجتمات الغريبة ، والسبب يكمن بإختصار هو إعتزاز هذه الشعوب بثقافاتها وأعرافها وتعتبرها جزء من هويتها الوطنية .
الأمر الثالث:إن الشارع تعامل مع ما بثه من قيم وأخلاقيات إسلامية في مواطن رسالته الخاتمة بمثل ما تتعامل به المجتمات الغربية في الأمر الثاني أعلاه وهو السابق عليها في ذلك من جملة قوانين وأحكام وإلزامات أخلاقية للحفاظ على بنية المجتمع ، وقد شدد على كثير من الممارسات التي تسيء إلى البنية الإجتماعية وتحاول الإخلال بها فضلا عن البنية الأخلاقية ، وقد جعل الفقهاء الإخلال بالنظام الإجتماعي العام من مواقع الإستناد في كثير من الأحكام .
الأمر الرابع:إن الكثير ممن يدعي الثقافة والإنفتاح لم يعِ ما لمثل هذه المشاهد من آثار قد لا تظهر بالأمد القريب على بنية المجتمع وعلاقاته الأسرية والإجتماعية ، ولكنها حينما تظهر سيصعب على ثقافتهم وإنفتاحهم معالجتها لترسخها في إعماق النفوس من غير واقية من شرع أو عقل أوعرف وما حالنا الآن إلا للتساهل الذي وقع في الميادين السابقة جرنا إلى الوضع الحالي بكل سيئاته وسلبياته . وتبقى حكمة الشارع المقدس وهمة بعض المخلصين من رجال الدين تقاوم وتنتفض في وجه هذا المد الذي يُراد له أن يُفلل العرى الدينية والأخلاقية للفرد المسلم وبالتالي سيسهل على الآخرين مد نفوذهم والسيطرة عليها وهذا المعنى يعرفه معظم أبناء الشعوب الإسلامية.
ومن هنا تبين – إن هذه المسلسلة وكل ماتحمله من حكايات وممارسات بعيدة عن قيمنا وتقاليدنا التي نعتز بها وتثير دوافع الشهوة و الإندفاع بها إلى ما لا نهاية ومن خلال لقطات الإثارة والمناظر المثيرة .
كما أن التشبع بصورة البطل الجميل وكأنه فارس الأحلام للفتاة أو البطلة العارية تقريباً وكأن ملهاة الشباب المتعطشين للممارسة الجنسية ، قد يدفع الطرفين إلى عدم الإقتناع بالزوج على غير مواصفات البطل أو البطلة فتحصل المشاكل وقد يجري ما لا يُحمد عقباه في أن يبحث كل منهما عن ضالته التي يمثلها البطل أو البطلة ، أو يحاول الشاب أو الشابة تقليد البطلين من جهة تخيلهما قدوة لهما وما يمثلانه من مستوى متطور للمظهر والجمال فيرهق نفسه وأهله في ما لا طائل فيه من المكياج والملبس . ومن هنا نقول أن مشاهدة هذا المسلسل مضر بالنفس من جهة تنمية عوامل التحلل والتسيب والإنفتاح على ما لا يُحمد عقباه ويشجع على التمرد وعلى الخروج عن العلاقة العائلية ، ومن هنا فمشاهدتها محرمة لأننا نقطع بحصول الريبة والتلذذ للأعم الأغلب من المشاهدين ،وشراء صور الممثلين معاملة سفهية وهي باطلة والأجور عليها محرمة على الأحوط . وهذا الإندفاع نحو التعلق بالبطل سرعان ما يزول ليبحث الفرد الطائش عن بطل من جديد .