أثيرت في الآونة الأخيرة فتوى لأستاذ الحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر الدكتور عزت عطية ، مفادها إرضاع المرأة زميل العمل منعاً للخلوة المحرمة معتمداً على ما عمدت إليه السيدة عائشة. المحرم نكاحها شرعاً وليكون الممنوع دخول الأجنبي عليها ، حين كانت تأمر بنات أخيها وبنات أخواتها بإرضاع من تحوج الظروف الى دخوله عليها ليكون محلاً لها من جهة الرضاعة، بذلك رخصة الرسول (صلى الله عليه وآله) في دخول سالم مولى أبي حذيفة بعد رضاعه وهو كبير من زوجة أبي حذيفة ..((أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة)) هذه القضية أثارت حالة من اللغط الشديد في الشارع المصري ، خصوصاً في أماكن العمل التي تضم موظفين وموظفات .. خلف الله، عضو مجلس الشعب المصري عن كتلة الأخوان المسلمين، حزّ في نفسه أن الموضوع أثير إعلامياً بطريقة ساخرة وكأن هناك من يحبون أن تشيع الفاحشة .. أما الشيخ السيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية ، وهي أعلى هيئة فقهية بالأزهر والنائب عن جماعة الأخوان بالبرلمان ، رفض هذا الرأي معتبراً أنه خروج على إجماع علماء الأمة، ولا يجوز القياس على حالة خاصة، ومطالباً بالتصدي لذلك لانه يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين، لكن دكتورنا المفتي قال ..((إن بعض الناس قد تضطر الى إرضاع الكبير نظرة جنسية بحتة وتسائلوا : كيف يجوز لشاب أو رجل أن يرضع من أمرأة غريبة عنه؟ وفاتهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي رخص في ذلك. وأن من ينفذ أمراً شرعياً أو رخصة شرعية يقوم بعمل ديني في إتباع الشرع ، وفي الأعمال الدينية يستشعر المؤمن عبوديته وخشوعه لله فتنمحي النواحي الشيطانية ، وحينما يقوم الكبير بذلك للحصول على حقه ))…طيب يا دكتورنا يا مفتي ..ألا يثير رضاع الكبير الشهوات؟! ألا يعتبر كشف المرأة ثديها لغير زوجها كشفاً للعورة ؟ أليس كشف الشعر لزميل أقل ضرراً من كشف الثدي؟ ثم إن من الفقهاء الجهابذة من رأى أن المصة والمصتان من الرضاع لا تحرم .. ومنهم من أختلفوا حول عددها طرف يقول عشر رضعات وآخر يقول خمسة .. ما حد الرضعة؟ جمهور من العلماء رأى أن رضاعة الكبير تحتم ألتقام الثدي وملامسة الفم والشفتان له ، وجمهور آخر رأى أن صفة رضاع الكبير يحلب له اللبن ويسقاه.. نورنا يافقيهنا ويادكتورنا.. خلصنا -رجاء- من فرط هذا التشرذم والخلاف والسجال … قد صرنا طائفتين من الرجال والنساء … طائفة أستهوتها فكرتك فكتبت على لافتة بالبند العريض (ينصر دينك يا شيخ عزت عطيه) وكتبت على أخرى (ألتقام الثدي ومصه ضروره شرعية وفرصة لاتعوض) وكتبت على ثالثة (مص الثدي مدخل شرعي للخلوة) … بينما راحت الطائفة المعادية في مسيرة حاشدة ، رافعة شعار (المص يحلى النص ويبطله الخص ) وعلى لافتة تصدرت موكب المسيرة كتب (أثداء زوجاتكم وبناتكم وخالاتكم وعماتكم في خطر) وعلى أخرى كتبوا (الله لا ينصر دينك يا عزت يا عطية) .. عمت الفوضى أرجاء الشوارع وتفرق الناس شعوباً وقبائل فتناحروا .. نعم للمص .. لا للمص .. هذه هي الضجة والفوضى التي أثارتها هذه الفتوى المذكورة للدكتور في الشارع المصري خصوصاً والعربي عموماً ، وقد ذكرت لسماحتكم حالة الشعب المصري وردت فعله بشكل موجز ، وبما أن سماحتكم هو المدافع الحقيقي والمتصدي لكل شاردة وواردة تمس شريعة سيد المرسلين، داخل العراق أو خارجه لا فرق ، ما دامت المشكلة تمس صلب الدين الحنيف فنأمل من سماحتكم وكما عودتمونا بالإجابة الشافية والدامغة لهذه المهزلة وبيان رأي الشريعة المحمدية الأصيلة في هذا الموضوع الخطير وجزاكم الله خير جزاء المحسني. |
بسمه تعالى : سننفتح على هذا الحكم بفتح سجل دليله ومناقشته وفق مبادئ القوم . |