You are currently viewing استفـــتاء عـــــن شخصــيةاأمير المومنين ع

استفـــتاء عـــــن شخصــيةاأمير المومنين ع

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

 

طالعت تصريحات بعض الكتّاب والمفكرين وحوارات بعض العامة من أن أمير المؤمنين عليه السلام عاش في زمان غير زمانه معتمدين على كلام له ((سلوني قبل أن تفقدوني)) ولو عاش في هذا الزمان لاستفدنا من علمه، لأن عقلية الفرد الحاضر وعلمه أكثر فهماً من باقي الأفراد السابقين على مر العصور، من باب الفرضيات.. ما هو رد سماحتكم على هذا القول؟

أبان الله أمركم وسطع نجمكم…

ولدكم محمد العسكري      

25  ذي الحجة  1431هـ       

بسم الله الرحمن الرحيم:-

 

هذا القول له احد تفسيرين، الأول منهما أن زمان شخص مثل أمير المؤمنين لم يكن قد حان آنذاك، وهذا التفسير خاطئ لأنه منافٍ للحكمة الإلهية التي اقتضت أن يوجد (عليه السلام) في ذلك الزمان ولو كان من ثمة زمان مناسب غير ذلك الزمان، لوجد فيه باعتبار هندسة عالم الإمكان من قبل الخالق جل وعلا، اقتضت ذلك وهو موافق للحكمة ويبقى قوله عليه السلام من باب التعريف بنفسه الشريفة لقوم لم يعرفوه حق معرفته بل أقصى فهمهم كونه صاحبياً جليلاً كغيره من الصحابة ولذا قارنه البعض بالشيخين، كما ورد في أهل الشورى السنة من قبل الخليفة عمر.

الثاني منهما: إن عدم معرفة المعاصرين للإمام (عليه السلام) قد تسببت في عدم استفادتهم من إمكانياته العلمية وقدراته المعرفية، وجوانب شخصيته الفذة، وإننا- أهل هذا الزمان-  لو كان فينا لاستفدنا منه، ومن علمه وقد نسي الكاتب أو المفكر أن هذه الاستفادة إنما جاءت لمعرفتهم بهذه الشخصية الفذة من خلال الكم الهائل من الدراسات والبحوث التي تراكمت على مر العصور حتى انجلت شخصية الإمام بشكل جعلها أكثر إيضاحاً عندنا من السابقين، ولولا هذه المعرفة التحصيلية لكان حالنا حال السابقين لأن شخصية مثل الأمير لا يمكن أن ينال منها احد البشر مهما أوتي من عبقرية، كيف والرسول صلى الله عليه وآله يقول (يا علي لا يعرفك الا الله وأنا) فقد حصر معرفته عليه السلام بما هي في الواقع به وبسبحانه، وأما معرفة الآخرين فهي بقدر فهمهم وإدراكهم لا أكثر..

 

 قاسم الطائي              

25/ ذي الحجة/1431هـ