You are currently viewing الاسطورة والامثولة الحسينية

الاسطورة والامثولة الحسينية

                                                    الاسطورة والامثولة الحسينية
مقالة بقلم المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دامه ظله )
تعطي كلمة الاسطورة حدثاً مهماً قد يكون تخييلياً وليس حقيقياً تستفيد منه الأمة في تربية أجيالها وزرع مثل ما تعطيه هذه الاسطورة، ولكن مهما بدت الاسطورة عظيمة في تأثيرها مع تبني سلاطين عصرها لها تصمد الى مدة قد تصل في أحسن الاقوال الى عدة مئات من السنين، لأنها لا واقعية لها الا بحسب ما استهدفته.
واسطورة الحسين (عليه السلام) – لو صح لنا ان نعبر – ليست تخيلية بل هي واقعية دموية وأمثولة سقتها الدماء الزاكية لأبي الاحرار وأهل بيته وانصاره، وظلت خالدة في ذاكرة التأريخ تتمدد كل حين وتتجدد كل عام في سر لا يعلمه الا الله سبحانه، وها هي مقبلة علينا في اربعينية امامنا الحسين بثوب جديد غير معلوم عند الجميع ستتضح معالمه حين ممارستها وادائها الراقي ممن عشقها طوال وجودها الطويل، وليس من يزايد على أهل العراق، والجنوب والوسط بالذات، فهم ابطال ادائها وخبراء ديمومتها قدموا ما لا يعرفه عقل الغربي بل ونفس الشرقي من غير العراقيين، فإذا سألت عن الندى تجد كرم الامام الحسن (عليه السلام) وآثار حاتم الطائي ومضايف أهل الجود والكرم، وإن سألت عن بذل الانفس حباً واشتياقاً للإمام الحسين واسترخاص الغالي والنفيس يخبرك عنها قاعات الاعدامات الصدامية ورصاصات البعثيين في استهدافهم الراجلين وإذا سألت عن الترميم والتعمير للمراقد فهم السابقون أنه مشهد ملحمة واسطورة غذتها رابطة الولاء للإمام الحسين (عليه السلام).
وإذا سألت عن الشعر والنثر، والاهزوجة و النعي والمقالة تجد الانفاس العراقية لا تقدمها أنفاس، وكان هذا من قديم الزمان، حينما أشار الإمام الصادق (عليه السلام) الى أحدهم قائلاً كما تنشدونها عندكم أهل العراق.
إننا نقرأ ان العراقيين كانوا على استحقاق لهذه الظاهرة المليونية العالمية الايمانية الاخلاقية التعاونية العشقية مع الامام الحسين (عليه السلام).
ومن هنا فإننا نوجه نظر أهلنا وأخواننا وبناتنا واخواتنا على عدم التقصير في مشاركتهم بهذه الظاهرة وأن لا يسبقهم إليها أحد مهما كان فإن الانجاز العراقي قد ثبت فيها، فهي منه دائمة وهو منها اندفاعاً، ولنعبر عن انسانيتنا أمام العالم المتدني المادي ليتعرف عن الفرق العالي بالاخلاق والانسانية ما بين ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) وبين عصر الذرة بل لولا أدب الحديث لأطلق عليه عصر العـ….. وليفهم الجميع بأن العراق شاء الآخرون أم أبو هم قادة العالم وسينطلق منهم مسيرة الاصلاح العالمي التي يقدم الحسين (عليه السلام) مقدماتها لحفيده المهدي (عجل الله فرجه).
الكل بلا استثناء مسؤولون عن حيوية هذه الزيارة وصيانة قيمها وارساء قواعد المحبة الانسانية فيها وعلى الجميع التعاون والتكاتف وتسهيل أمر الاجهزة الامنية صانها الله بقدرته.
ولا يفوتني الى أكبر ضربة لمشاريع التقسيم في العراق ودعوات الانفصال منبوذة الى مزبلة التأريخ بهذه الملحمة الخالدة التي يرسم نتائجها الامام الحسين (عليه السلام) كل عام وهي تتجدد وتتقدم الى الأمام.
الحسين الطاقة التي لا يدرك كنهها الا الله والمعصوم يتزود منها الجميع بلا نضوب، بل تزداد مع زيادة المتزودين، وهو مَعلم الوحدة بيننا مهما إفترقنا وتباعدنا..

                                                                                      قاسم الطائي
                                                                                    30 محرم 1439