إن التمادي والاستخفاف بمشاعر المسلمين والتعرض لرموزهم الدينية والقيادية والتي يعتبر الاعتقاد بها من علامات الأيمان والتسليم لها والارتباط بها ارتباطاً بالإسلام والتدين بتعاليمه ، والمساس بها جريمة كبرى والسكوت عنها اكبر جرم منها لان السكوت يهيء لأعداء الإسلام للاستعداد إلى اعتداءات أخرى أقسى وأمر .      والجريمة التي تعرض لها مرقد الإمام الهادي ) u ( في سامراء هي اعتداء على الرسالة والرسول ( ص) واعتداء على آهل البيت (عليهم السلام ) وعلى المسلمين عموماً ، وهذا الاعتداء بهذا الحجم يدفعنا جميعاً للوقوف صفاً واحداً لا لإدانة الجريمة حسب بل السعي والمثابرة للدفاع عن المقدسات والرسالة والحد من تمادي الأعداء الذين يثيرهم سكوتنا عن النصرة وسكوننا عن الفعل الرادع لهذه الانتهاكات ويدخل في نطاق المدافعين واستحقاق الواجب الديني والوطني ، بل العرفي والعقلائي كل من :

      1- أهالي مدينة سامراء الذين كانوا ولا زالوا يتبركون بهذا المرقد المشرف ويعتقدون بحرمة صاحبه وعلوا مقامه حين يجعله أهلها مقسوماً به عن محاوراتهم ومحادثاتهم ، بل يطلب البعض منهم إن يتكتف الأخر ويتوجه للإمام لإحراز صدقه. مضافاً إلى إن هذا المرقد يمثل عمقاً تاريخياً لهذه المدينة وبعدا سياحياً ومورداً اقتصادياً لأهلها ، كل هذا يضعهم في موقع المسؤولية أمام هذه الجريمة البشعة ويترجم سكوتهم بالإدانة لهم والتعصب لمذهبهم والمفروض تعصبهم للإسلام والإمام الهادي   ) ع ( من أوضح مصاديقه قرباً لرسول الله ( ص) وجهاداً في سبيل الإسلام وتثبيت أركانه التي انتم تدينون به وتقع المسؤولية على :

      * المسؤولين الأمنيين للمنطقة .

      * المسؤولين على الوقف المبارك .

      * المسؤولين الحكوميين من المحافظ ودونه .

      * على الأهالي القاطنين هناك .

     * على جميع العراقيين الزائرين .

      2- مسؤولية الجمعية الوطنية وأعضائها الذين انتخبهم الشعب وحمّلهم مسؤولية حماية مصالحه ومقدساته وقيمه الدينية والحضارية ، والسكوت عنها جريمة بحق شعب بكامله .

      3- مسؤولية الحكومة العراقية ، وان اعتذارها بالحيلولة عن وقوع نزاع طائفي أو احتقان مذهبي غير مقبول لانها ممثلة للجميع لا لفئة دون أخرى .

      4- مسؤولية الاحتلال – وهي الأهم في سلسلة المسؤوليات ونعتبره مداناً في هذه الجريمة حينما تخلى عن مسؤولياته في حماية الشعب المحتل ومصالحه .

      5- الشخصيات الدينية لمختلف الطوائف ورؤساء العشائر ووجهاء القوم فان من مستحقات الوجاهة حماية المقدسات الدينية والمبادرة لحمايتها وعدم التهاون في الاعتداء عليها وتمرير الجريمة بلا عقاب . وعلى جميع أئمة المساجد والحسينيات وخطباء المنبر الحسيني أن يرفعوا أصواتهم بالإدانة لهذه الجريمة وبيان آثارها ونتائجها على المسلمين عموماً ، وان يستثمروا هذه الأيام الحسينية للتعبير الواضح والصارخ ( هيهات منا الذلة ) قولاً وعملاً عبر :

      أ- حث الناس على الذهاب إلى سامراء والتواجد المكثف هناك ويعتبر هذا في نظرنا واجباً شرعياً عينياً على المسلمين المحبين لأهل البيت ( عليهم السلام ) بل عموم المسلمين ، فان التواجد المكثف يرعب أعداء الدين والوطن ويدلل على قوة المسلمين وشوكتهم وتلاحمهم والاعتذار بان هذا فعل غير مناسب في هذا الظرف تخاذل كتخاذل الذين تركوا الإمام الحسين ) u ( ، كما أن الاعتذار بأمور أخرى تقصير واضح وانتكاص عن نصرة من نتذرع إلى الله بهم ونتوسل بهم إليه .

      ب- إن الظرف الذي يواجهه محبو أهل البيت ( عليهم السلام ) صعب ومعقد للغاية والتاريخ ينظر إليهم ، ويسجل موقفهم في هذا الظرف بالذات وأنهم هل يكونون على مستوى هذا الولاء أو يؤثرون العافية والسلامة وليس لي من الأمر شيء .

      ويجب أن تكون أدانتهم واضحة لمن يقف وراء هذه الملابسات وليس هو إلا الاحتلال الذي لا نختلف فيه مع أي شخص كما نختلف على غيره من الأعداء .

      ج – ضرورة إقامة صلاة الجمعة بالصحن هناك وتحمل المشاق في سبيل ذلك ويشمل هذا الجهات التي تقيم صلاة الجمعة وخصوصاً إخوتي في مكتب السيد الشهيد ( قده ) .

      مسؤولية الشعب المسلم بان لا يسكت عن الإساءة ويستمر في الاحتجاجات والمظاهرات الساخطة على الاحتلال الذي أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه ، وعلى الحكومة التي يكون الفرد منها متحصناً بعدة مئات من الحرس المدججين بالسلاح والمحصنين بالسيارات المدرعة ، وهم في حالهم تاركون الشعب المسكين يواجه مصيره المجهول في القتل والترويع بلا حماية وحراسة .

      كما أن ترك المراقد المقدسة والمعالم الحضارية للبلد بلا حماية وحراسة لائقة بأهل هذه المراقد المشرفة تقصير واضح لا يقبل لهم عذر فيه .

      وأخيراً نوجه نظر العراقيين إلى أن توجيه الإدانة إلى جهة بشكل انفعالي بلا مبررات إدانة واضحة أو غير مقنعة يخدم مصالح أعداء البلد .

      نسأل الله أن يقف هذا الشعب مع حكومته وقفة واحدة يترجم وحدته اجتماعياً وسياسياً ضد سياسات الأعداء والمتربصين .

والله معين لمن أعانه


  مكتب سماحة آية الله

 قاسم الطائـي ( دام ظله )

 النجف الأشرف   

 23/ محرم الحرام / 1427هـ