الجهاد بالسيف والكلمة

أولا:-جزاك الله خيراً وأجرك على صاحب الأمر (عجل الله فرجه) لأنك الملاذ الوحيد للإجابة على أسئلة الناس وخروجهم من حيرتهم .

ثانياً:-بعد الإشكال الأول حول الشهادة . والإشكال الثاني حول المجاهدين أنهم غير ملتزمين هناك إشكال ثالث وهو أن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام منهم من قام بالسيف كالإمام الحسينu ومنهم من لم يقم بالسيف كلإمام الحسن u فلماذا تطالبون  الناس أن ينهضوا بالسيف ما دامت هناك طرق آخرى. ولكم الأجر والثواب وثبت قدمكم على الحق.23/ربيع2/1425ه

بسمه تعالى:-قبل الإجابة لابد من بيان أن المطالبة لم تتعلق بطريقة معينة بل تعلقت بكل طريقة تندرج تحت عنوان الحق المشروع الذي تُقره كل الأعراف والقوانين والشرائع ، فرد الإعتداء واجب بلا مكابرة وحق مشروع للكل ، وإذا وُجد طريق آخر لرده فذلك لا ينافي مشروعية رده بالطرق الآخرى إذ لا ينحصر الطريق بواحد بعينه ، ليُقال بعد صحة الآخر .هذا أولاً

ثانياً:-أنه هل أعمل أصحاب الإشكال الطرق الآخرى ، ورأوا نتائجها حتى إذا كانت مجدية ، كان للإشكال مسوغ ومبرر ، أو أنهم يستشكلون حسب.

ثالثاً:-قد غاب عن هؤلاء ، إن تصرف المعصوم   u لم يكن بأزاء الإحتلال للأرض الإسلامية من قبل أعدائها وإلا لكان عملهم واحد . والذي يبرر سكوت أمير المؤمنين عن حقه في الخلافة . هو تربص الأعداء وأخطرهم الفرس والرومان آنذاك ويعرف ذلك من المتابعة التاريخية وتبرير الأمير  ر u قعوده عن المطالبة بحقه فهم لم يحصروا الخطر ، بالخطر الداخلي وإن كان كبيراً .

ودعاء السجاد u لأهل الثغور في الصحيفة كاشفاً عن رفضه للإحتلال وضرورة رفعه قبل حصوله ، بحماية الأراضي الإسلامية وجعل الرصد على طرق يحتمل سلوكها من قبل الأعداء الخارجيين.

وجواز بيع الأسلحة لأهل الشام والتي عللها الإمام الصادق    u بأن الله يدفع عنا وعنكم أعداء الدين ،يقصد بهم الرومان المتاخمين للدولة الإسلامية من الشمال.

وإرشاده الخليفة الأموي لضرب الدنانير الإسلامية وإلى الإستقلال الإقتصادي ونبذ التبعية للروم في ضربها عندما هدد هرقلهم بالإساءة للرسول الكريم في الدنانير.

وهكذا نجد أن النمط العام الذي لا يختلف عليه المعصومون هو حماية الإسلام والدفاع عنه ضد أي خطر أجنبي.

وأين هذا ممايقوله المستشكل من تباين مواقف الأئمة فإن هذا إذا صح فإنما هو بإتجاه إنحراف السلطة الإسلامية عن مسارها المرسوم لها من قبل السماء فأحد الموضوعين غير الآخر ، فلا وجه للمقارنة.

على أنه لو سلمنا عدم الفرق كما يتوهمه السائل ، فإن تباين رد الفعل للمعصوم ليس بصحيح …لعدة وجوه –أذكر منها

1.إن الخروج بالسيف كان لتوفر أسسه الموضوعية من وجود القاعدة المخلصة المطيعة لقائدها ولولاها لما خرج المعصوم لعدم قدرته بعد فرض عدم وجود القاعدة ، وأعتبر بخروج الإمام الحسن لمنازلة معاوية ومناجزته بالسيف وقد أشار إليه في بعض كلماته ثم حصل ما حصل لتفرق أصحابه وخيانتهم له.

وطلب الإمام الصادق  u عندما جاءه الخراساني طالباً منه الخروج وإستلام الأمر وإن له في خراسان (100)ألف مقاتل ، وقد إختبره الإمام ، برمي نفسه بالتنور ، فإمتنع وأمر أحد حواريه فرمى نفسه فيه وظل كما هو … والقصة المعروفة فقال له u كم عندك مثل هذا؟ ، فإمتنع وإنصرفبالمضمون.

ولو علم الإمام u الإخلاص ومطالبتهم بالحق المغتصب وإستعدادهم للتضحية لما تأخر بالخروج .

وترحمه لعمه زيد شاهد صدق على إجازته للعمل ضد الطغاة والمستكبرين لو كانت نية الخارج المطالبة بحق آل محمد.

إذن إختلاف المواقف لو صح كان بسبب الظروف الموضوعية لكل إمام .

ثانياً:-إننا نعتقد أن المعصوم   u لا يخطىء ، ومعنى ذلك أن سكوت الإمام الحسن   u وخروج أخيه الحسين  u ، كانا على صواب ، ولو تغير الحال جدلاً لما كانا كذلك والإمام المعصوم أعرف بتكليفه  ولا ينبغي تعليل تصرفه إلا من جهة إقناع ذوي النفوس الضعيفة أو ممن لا يفهمون العصمة ويُفهم ذلك من قوله     e (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)

هذا ، ولو أتيتهم بكل آية على أن يؤمنوا لك لن يؤمنوا – فمع وضوح القرآن في آياته ، والسنة في بياناتها والعقل في احكامه ، والعقلاء في تبانيهم والأعراف الشعبية والدولية في قوانينها ، والتاريخ في شواهده والتي أهمها صدقاً القضية الفلسطينية ، لا زالت تقدم أنهار الدم طريقاً للتحرر بعد أن إكتشفت كذبة القوانين الدولية لمجلس الأمن – وإلزامه الصهاينة بالإنسحاب من اللأراضي المحتلة وهي تمتنع وتزيد غطرسة وإستعلاء فمالكم كيف تحكمون.24/ربيع 2/1425هـ