الحسين ينتصر

 

 

  بعد مرور الأيام والسنين وذكرى سيد الشهداء (عليه السلام) تتجدد بثوب جديد حتى بات ثوبها الحاضر هو توجيه إنذار القلق الى دول الأرض المسماة بالعظمى وهي تراقب بدقة متناهية ، التماهي الشعبي العظيم الذي أنجزه الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومياته بدون استثناء ، بل لا نستبعد مشاركة المسيحيين في إحياء الذكرى الأربعينية  وإن لم نلمس دليلاً على ذلك . إنذار القلق كانت صورته أعظم من صور الأرض تجمعاً وتحشيداً ، بل وتضحية وتعب ، بل وتراصاً وأخوة ، بل وإيثاراً وتعاوناً ، بل رجالاً ونساءاً في منتهى الحياء والاحترام ، بل أمتد أثره حرّكه شعبنا الى دول الجوار فكانت حرارة الشهيد قد حركت فيه عنصر المولاة والإكبار لشخصه فوجدوا أنفسهم يتحركون راجلين إلى أرض الطفوف مشاركين إخوانهم العراقيين في أعظم حشد جماهيري تشهده أرض كربلاء بما لا تستطيعه كل قوى الدول الغربية مجتمعة أن تحشده وبكل ما تملك من طاقات جبارة إعلامية وسياسية ودعائية بل وتطميعية . كما أشرنا إلى ذلك مراراً .

 أن أكثر ما سيوجه هذا القلق إلى صناع القرار في هذه الدول هو كيفية مواجهة هذا المد وإفراغه من محتواه التضامني ، والذي به تحققت نبوءة لينين في شيوعية الشعب وقد بذلت دولته كل إمكانياته ولم تفلح في شيء إن لم تكن تقهقرت فرجعت على أعقابها منكوسة تجر وراءها فشل تراث كبير جندت له دول تسمى الاشتراكية ما لا يمكن تصوره من أرقام ملكية مالية لتحقق اشتراكية إرغامية على شعوبها ففشلت وقضت به مسيرة حياتها متراجعة عن ما يسمى ثاني قطبية القوة العظمى . وها هو الحسين قد حقق شيوعية منقطعة النظير ، فشاعت محبة أهل الخير والبذل كل ما تملك من مذخراتها المالية لتقديم خدمة الطعام والمنام إلى الزوار الكرام بقلوب ملؤها الحب والشوق للحسين ومن يحب الحسين ، ومن يزور الحسين ، فشاع مع الطعام والمنام ، المقام فكان الجميع بمقام واحد قد اختفت رمزية الفوارق الوظيفية فيهم بل والاجتماعية ، فمن الوزير إلى الفقير كل يخدم الحسين وينساق في خدمة زواره ، إنها ملحمة التاريخ المعاصر يسجلها شعب العراق العظيم . مع تفوق وفارق كبير بين شيوعية العراق الحسين وشيوعية لينين الذي مات بحسرة إنجازها شيوعية الحسين ، كانت ثمرة حب العامة من الناس فحققت إنجازها ، وشيوعية ستايلين كانت ثمرة رجال السلطة والسطوة ، فبائت بالفشل .

 وستستمر شيوعية الحسين من منطلقها العراق ، بل النجف إلى مختلف دول الجوار وستسحق حرارة حبه فوارق الدول وحواجز الحدود حتى ترضخ حكومتها لضغط حركة شعوبها الذائبة في حب الحسين ، ولن تقف إلى هذا الحد ، وإنما تتخطاه إلى دول أبعد من دول الجوار لا تجد بداً من الانصياع لحركة حرارة الشوق الحسيني ، إن استمراره نتيجة لقوة تأثيرها السحري على النفوس بخلاف شيوعية الروس فأنها كانت فرضاً تقدمه الحكومات لشعوبها ، تلك  الحكومات التي ارتبطت بالمد الشيوعي السابق حتى مجتها الشعوب وكرهت رائحتها فانفجرت تفتش لها من متنفس للحرية فلم تجد أمامها إلا منتجع حرية الغرب المزعومة وستكتشف بعد حين إنها أخطأت الطريق مرة أخرى . حينها ستجد نسيم الحرية مع حركة الشعوب بفعل الحرارة الحسينية .  أن العراقيين مطالبون أكثر من غيرهم للحفاظ على مكاسب ثورة إمامهم الحسين (عليه السلام) وستكون مسؤوليتهم أعمق وأعقد بكثير عندما تشن حرب الغرب ضدهم بأساليب شيطانية متعددة مباشرة تارة وغيرها أخرى ، علنية أو مخفية ، وكلها تقول بلسان حال قادتها (فانطلقوا وهم يتخافتون)الآية 23 سورة القلم

وسيجيبها الحسين (عليه السلام) من وراء ما حجبه عنا الذنب وغطته عن أسماعنا الحجب (هيهات هيهات لما تخططون) ليكمل حفيده المنتظر

 (عجل الله فرجه) مسيرة التغيير الكبرى لوجه الأرض فقد ملئت ظلماً وجوراً من قبل الطواغيت والجبابرة بألبستهم المختلفة وألوانهم المتعددة .  ومما مرّ وإن كان مختصراً ستعرف نوع العلاقة بين الحسين (عليه السلام) والإمام المهدي (عجل الله فرجه) ، فالأول ممهد والثاني منفذ ، وأدوات التنفيذ الكبرى أهل الحق الصابرين الصامدين مع تعاور الظلم وتمادي الجبابرة على شعب العراق البررة