1- أثير استغراب اجتماعي حول رفع توصيف الشيخ بلقب آية الله، والاكتفاء بلقب الشيخ مما أثار أكثر من تساؤل بعنوان لماذا، ولأي شيء ؟ . راجين توضيحكم للمسألة.
وقد وجدت كثرة من يطلق عليهم هذا اللقب، بعضهم بحق وبعضهم بباطل لاستبعاد استحقاقه لمدلول هذا اللفظ الذي يعني من مصطلح أهل الحوزة ـ الاجتهاد ـ مما طبع هذا المفهوم بطابع التبسيط والتسطيح فافقده حرمته وموقعيته. ومن هنا كان الانسحاب عن هذا اللقب لا لعدم الاستحقاق كما يتصوره بعض الناس، بل لحمايته من الأمرين المتقدمين وصيرورته مفهوماً معطلاً لا يدفع الى التفاعل معه، لان المستحق إذا أنسحب من توصيف نفسه كان انسحاب غير المستحق للتوصيف أولى، وبالتالي سيهجن هذا الإطلاق ويرفض إذا وصف من لا يستحق نفسه به أو وصفه غيره. هذا أولاً.
وثانياً: – أني وجدت علماءنا العظام وممن فجروا التاريخ أحداثاً عظاماً بسطاء في عرض أسمائهم خالية من أي توصيف كما يشاهد على عناوين كتبهم وهم أسوة لنا في الإقتداء والتواضع والحق أن نهتدي بسيرتهم لان في التواضع رفعة، وفي مقولة أني عالم جهل كما هو مضمون بعض الروايات.
وثالثاً: – إن هذا التوصيف فيه أخلالاً لمقام الإمامة الذي تعتقد بأهمية العظيم الذي لا تدانيها أهمية ، وهو توصيف الأمام بآية الله أو آية الله العظمى كما ورد في زيارة الإمام الجواد (عليه السلام) السلام عليك أيها الآية العظمى ، ومع توصيف الإمام بهذا الوصف مقتضى التأدب أمامهم أن لا يوصف أحدنا نفسه بذلك .
2- ورد أن المقاومة شيء والدفاع شيء آخر، فأحدهما غير الآخر، فهلا تفيدوننا ببيان الفرق بينهما ودمتم موفقين لفعل الخير.
هما مختلفان مفهوماً ومنشأ، فالمقاومة مصطلح سياسي والدفاع مصطلح شرعي ويراد بالأولى، معنى الممانعة من الانفعال باتجاه فعل أو حدث معين فيمانع كي لا ينفعل أي أنها تحصل قبل وقوع الحدث لمنع وقوعه ويراد بالثانية، أن يحمي كيانه بدفع ما وقع عليه، أي أن الدفاع بعد الوقوع لا قبله.
والدفاع يستبطن المقاومة لأنه حينما يدفع عن نفسه الشر أو الغزو يريد أن يمنع من نفسه انفعالها وتطبعها بما وقع عليها فحينما يدفع الاحتلال بمنع نفسه ومجتمعه من أن تنفعل معه وتقبل به أو تطبع عليه وكأنه أمر طبيعي لا ضير فيه.
ومن هنا تصبح النسبة فيهما هي العموم والخصوص المطلق من جانب الدفاع لان كل مقاومة هي دفاع ولا عكس.
وقد يكون الدفاع قبل الوقوع كاستعمال الحق في الدفاع بتوقع ضرر ما سيقع عليه أو غزو يتوجه إليه وهو من مبادئ الدفاع التي تقرها هيئة الأمم المتحدة وقد استخدمته الدول الغربية كحق أبان حرب حزيران على العرب عام 1967 متذرعة بتهيؤ القوات المصرية والسورية لشن حرب ابادة ضدها.
ولعله لهذا المعنى لا يفرق في الاستعمال الموردي بألسنة السياسيين والإعلاميين بين المقاومة والدفاع. وهناك فروق أخرى نكتفي بهذا المقدار.
3- ظهرت في الحوزة العلمية إرهاصات تتحدث عن علاقة الشيخ الطائي بالسيد مقتدى الصدر الذي التقى بمجموعة من طلبة المنهجية وطلبة مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر (قده) ودار بينه وبينهم حوار تمركز حول موقع الشيخ الطائي ومحوريتة في التيار الصدري الذي يتزعمه ظاهراً مقتدى الصدر, وقد انصب حوار المحاورين حول أحقية الشيخ الطائي لقيادة التيار الصدري وتحريك عناصر القوة الاجتماعية والقابلية العلمية فيه بعد انحسار طلبة التيار من الدرس الحوزوي وقد أثير في الأثناء سؤال حول أعلمية الشيخ الطائي بصفته أحد طلبة السيد الشهيد على الإطلاق وله علاقة تاريخية مع السيد الشهيد ممتدة إلى عام 1989م.
وقد كان جواب السيد مجانباً للحقيقة وبالنفي مدعياً بان من يدرس ثلاث سنوات كيف يكون أعلم من الذي مارس الدراسة أكثر من ثلاثين سنة. وقد وضع شرطاً بأنه لم يكمل دورة كاملة عند السيد الشهيد، سوى ربعها. وعليه لا يصلح للأعلمية.
وقد ألححنا على جناب الشيخ ليجيب على هذا الكلام وقد تداوله العامة عبر التصوير الذي عرض على الجماهير.
وقد تفضل علينا بالجواب التالي. وقد رتبته على نقاط:
النقطة الأولى:- ذكر لنا أن التقييم ذو ضابطة مفادها أن المقيِّم ينبغي أن يكون أعلم من المقيَّم ليحيط بما لديه ويصبح تقييمه عن علم واحاطة، والأمر ليس كذلك للفرق الواضح بين الشخصين من الناحية العلمية يعرف ذلك أبناء التيار قبل غيرهم والسيد يعرف ذلك جيداً، ويعلم كما صرح مراراً وأمامي أيضاً في لقائي معه بدار والده الشهيد (قده) بأنني أخلص طلبة السيد على الإطلاق فلم أجامل ولم احايل ولم أتصيد فرص بروز السيد وانتشار مرجعيته. ولعل الشيخ سيعرض ما دار في اللقاء بعد أخفاء إعلام السيد له.
النقطة الثانية: – أن السيد وقع تحت ضغط نفسي بعد الإحراج الذي وقع فيه من جراء أسئلة الطلبة ولذا تفاوتت أجابته وتهافتت فقال من الابتداء بأنه ليس فاضل ولا يستطيع أن يقيّم ثم أجاب في وسط اللقاء بان فلان وفلان وفلان وأقولها بصراحة ليسوا مجتهدين، ولا أعرف من أعطاه الحق أن يقيّم وقد فاته ما قاله قبل ذلك، وليس هذا الأمر الوحيد في اضطراب الجواب بل هناك أمور كثيرة في اللقاء.
النقطة الثالثة: – أن السيد قد عكس حالة عاشها مع أحد طلبة السيد على الشيخ الطائي لا زالت الى الآن آثارها تثير فيه الحساسية المفرطة من دعوى الاجتهاد، فضلاً عن الاعلمية.
النقطة الرابعة: – لقد فات السيد بان السيد الشهيد (قده) لم يحصر أمر الرجوع بعده الى فلان- لأنه أكد قوله بآخر – أنا قلت الآن أن السيد كاظم هو الأعلم وأما في المستقبل، فأحد طلبتي – له باب وجواب -……. الخ.
كما أشار السيد الشهيد الى الشيخ الفياض وبأنه قابل لان نحول إليه الأمور فيما يختص بالشأن الحوزوي – ومن هنا يكون احتمال الاعلمية لأحد طلبته ممكناً وغير مستبعد كما يراد له من قبل التيار تمسكاً بمقولة لا أساس لها من الصحة – ونفس كلام السيد الشهيد بالرجوع الآن الى الحائري يدفع تلك المقالة.
النقطة الخامسة: – أن السيد وبحكم علاقته مع الشيخ الطائي ذات الامتداد البعيد الذي يصل الى منتصف مرجعية السيد الشهيد (قده) في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي، وبفعل بعض الاحتكاكات فيها فيما سبق قد أثرت كثيراً على صفو هذه العلاقة، واترك بيان هذه الاحتكاكات لوقت آخر تكون مرهونة به.
لعدم سماح الظرف بعرضها ليحكم ذوو البصائر والعقول وأصحاب الفطرة النظيفة أي الفريقين أحصى لما لبثوا عدداً.
وهل تعلم أن اللقاء مع أهميته للتيار الصدري لم يصور ولم يعلن عنه مع أن مكتب السيد صور كل اللقاءات حتى مع الملحدين ( كالسفير الروسي).