You are currently viewing السلام عليك يا ابن الرافدين

السلام عليك يا ابن الرافدين

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليك يا ابن الرافدين…

العراق ارض السواد وارض الرافدين وواقع ضمن الهلال الخصيب وسمي هكذا لكثرة زرعه وخيراته مع وجود والدين كريمين هما دجلة والفرات جعله جنة على الأرض، لذا منذ الأزل وهو مرصود ومحتل آلاف السنين ما خلت من الاحتلال باستثناء فترة خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت خالصة للعراقيين بالولاية الإلهية.. وبعدها استمر الاحتلال فكان ضيعة للأمويين وبعدهم العباسيين وبعدها للعثمانيين وبعدها للغرب وآخرها الاحتلال الأمريكي.

شيخنا الفقيه.. أود أن اطرح عدة أسئلة بهذا الخصوص لمساحتكم:

1) لِمَ العراق منذ الأزل الى يومنا هذا تحت خير الاحتلال؟

2) كل من يقدم لحكمه ينهب خيراته ويقتل أبنائه وكأنه اشتراط الحكم؟

3) لم هو أكثر البلدان تعرضاً للبلاءات والحروب.

4) لم أهل العراق منذ الأزل بلدهم غني ومواطنوه فقراء وكالمثل العامي

((كالبعير يحمل ذهباً ويأكل العاكول))؟

5) لم الجميع يخشى من أهل العراق رغم ظلامتهم وتجويعهم واحتلالهم؟

6) لم يعتبر بيضة الميزان في المنطقة رغم الاحتلالات له إن استقر هو استقرت المنطقة والعكس أيضاً؟

7) هل ارض العراق أثرت في التكوين الخلقي للعراقي فأصبح هو وأرضه متشابهان الأرض محتلة دائماً والنفوس محكومة للغير ومستعبدة؟

8) لم شخصية العراقي متقلبة المزاج كالفصول الأربعة تختلف عن مزاجيات البشر اجمع والعراقي حائر بينهم بكل شيء؟

    سجل أنت عراقي        هويتك الوطن باقي

خادمكم محمد العسكري

بسم ال.. الر.. الر..

1   لأنه يشكل محور الأرض وقطب رحاها من حيث الموقع الجغرافي والإمكانيات المادية والثروات العظيمة، وهو صاحب أقدم حضارة في التاريخ كل هذه وغيرها تجعله طعمة للآخرين، ومحلاً لطمع الآخرين.

2) ذلك لأن أبنائه لا يتطبعون بسرعة مع المحتلين ولا يتحملون أفاعيلهم في تغيير هويتهم كما هو ديدن المحتلين.

3) ربما لما ينتظره من دور في تغيير العالم وعليه يكون البلاء مقدمات تمهيدية وإعدادية لهم للقيام بهذا الدور العظيم الذي يحتاج لإرادات قوية وقلوب حديدية، هذا مضافاً الى أن المسلمين بشكل خاص تكون الذنوب اقرب إليهم من غيرهم من حيث آثارها المتمثلة بعقوبات تكوينية من البلاءات وغيرها، لتنبيههم الى خطورة عملهم وأهمية موقعهم في المسيرة الإنسانية، ليرجعوا بسرعة الى دائرة الطاعة

4) لما ذكرته في الجواب الأول، وإن المتسلطين من المفسدين يتعاملون مع الشعب وفق منطق الجوع وسيلة للإتباع بغية الوصول الى سد الحاجة.

5) لأن الكل يعرف بأن هذا البلد إذا استعاد عافيته وخلصت نيات سلاطينه فإنه سوف يغزو الأرض ويتسيد العالم وأنه الشعب يحمل تديناً خالصاً وبدرجة عالية لا توجد في بلدان الغير.

6) ظهر جوابه من سابقاته خصوصاً الأول والخامس.

7) اعتقد أن الحرام هو من اثر في نفوسهم، وإن كان المعظم منهم غير مسؤول عنه من الناحية الشرعية، فيرتكبونه وهم لا يعلمون انه حرام، ولكن أثره في تكوينهم واضح فيتخذ القسوة منهم ولم تكن معهودة عندهم الى زمن عاصرناه، وفيهم حيلة قد كانت طيبة، ومصداقية انقلبت الآن خديعة، والارض تتأذى من المعاصي والذنوب، وإذا تكدرت النفوس استعدت لاستقبال الاحتلال بلا دافع في رد.

8) لأن ولاءاته متعددة ومحكوم لعدة اتجاهات ثقافية، ذاتية، كيانية، وطائفية، فهو تارة يندفع بإيحاء من هذا الولاء وأخرى يغيره بسرعة الى آخر، وتتحكم فيه أفكاره الذاتية منفردة أو ممتزجة مع خلطها بالكيانية أو الطائفية، وهكذا.

قاسم الطائي          

22 جمادي الأول 1432هـ