لم يمر شعب من شعوب الارض بمثل ما مر به شعبنا الصابر واهلنا الطيبون واخواننا المسلمون ، الفقراء المستضعفون ابناء مدينة الصدر الخيّرون ، امثولة الصمود وعنوان الصبر واحباب الرب ، حسدتهم الاخوان وحرمتهم الايام وعصرتهم السنون واشبعتهم قهراً ومنون ، ولكنهم مؤمنون وبقضاء الرب راضون ، وبقليل من العيش مقتنعون فالويل لمن رامهم بسوء وفاجئهم بقتل .
لا تحزنوا يا أخوتي انهم حاسدون وعن الدين مارقون على اعتاب اسيادهم جاثمون ، فان كسرتم ظرفهم واوجعتم ظهرهم ، ولوا مدبرين وفي مزبلة التاريخ منهزمين .
نأسف لكم نيابة عن شعبكم ان ترككم مستفردين وطعم للظلمة معرضّين لا لذنب ارتكبتموه ولا لخبز عنهم أبعدتموه فقد غضتوهم بصبركم وقوة شكيمتكم امام الجبابرة تقفون ، ومع المستضعفين تنجدون .
غاضهم جمعكم وارعبهم صمودكم امام اعتى طغاة الارض واكبر فسدته جرماً واعمق افعاله خبثاً ، فلما لم يستطيعوا مواجهتكم ، راحوا يكسرون زجاجكم ويتبعون اخباركم انتهازاً لفرصة تفجيركم وإيغالاً بحقدكم .
ثم لم نجد من شعبكم غير بيانات تنكير وتنديد ، وتباكي وتحييد حتى ملّت كلماتهم وسقطت من اعين الجمهور تعبيراتهم فكأن على رؤوسهم طير تصريحاتهم ، يغرد عليكم بمؤتمر صحفي تحزموا به امتعتكم خوف اشتعال النيران في اروقة اماكنهم .
وانتم تأنون من الوجس ونشفت دموعكم من البكاء وترككم الاصدقاء قبل الاعداء ، فاحزموا امركم وصفوا قلوبكم مع ابناء شعبكم وتراصوا فيما بينكم وترابطوا لوحدة بلدكم فان عدوكم يتبختر وعلى تقاتلكم يعيش فاعقروه جملاً واضربوه مارداً قد سامكم الموت سجالاً بين طوائفكم واكلاً لابناءكم وسعياً لضرب تلاحمكم .
الى من تشكون ، لاحزاب تحزبت ام لحكومة تشكلت بل تشنجت ام لاحتلال تغطرست بل تلاعبت فلا الكبير يدرك ولا الصغير يفهم ، ان دعونا لخيرهم اتهمونا وان سكتنا أكلونا وان مشينا لحقونا وان نقدنا فارقنا اخواننا حرصاً عليهم اسياداً وابقاءً لنا عبيداً .
لم لا تفقهون كلامنا ولا تسمعون اصواتنا ألسلطة نازعناكم او لاموال صارعناكم او لحصة جاذبناكم او لدنيا عاندناكم ، بل حرصنا عليكم وخوفنا من خياركم فإنه لا يؤدي إلا الى تمزيق وحرب وتشريد .
وها هي ثمارها قد اينعت واوراقها قد ازهرت كنا كما كنا وكنتم ما لا نريده لكم فالله يحكم بيننا وبينكم وهو ارحم الراحمين .
حتى غدا حالنا قد تفوه به الشاعر منذ سنين :
الذنب للأيــام لا لــي فاعتب على صرف الليالي
بالحمق ادرك المنـى ورفلت مــن حلل الجمـال
الله يراقبكم والتاريخ يلاحقكم ، والاسلاف تتعقبكم والموت ينتظركم ، ولن يهدأ لكم بال ولا يطيب لكم خلال أردتموها قسمة فكانت نقمة .
فلا زالت الفرصة امامكم تنتظر جوابكم قبل ان اغلق الحديث وأشكو الى رب رحيم بلسان حزين(إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)الأعراف :150
– ذي القعدة – 1427هـ