العِقال العراقي رمز النخوة
تعرض العِقال العراقي إلى الاستهزاء من قبل بعض الفضائيات المسمومة بأنفاسها العدائية للعراقيين ولشريحة خاصة منهم كما يظهر من أخبارها ومتابعاتها للشأن العراقي، فهي تسمي من يقتل بالإرهاب من مناطق الشمال الغربي بالشهيد فيما تسمي من يقتل من مناطق الوسط والجنوب بالقتيل، وتسمي الخارجين عن القانون من أهل الذبح والغدر بالمقاومة أو بالمجاهدين فيما تسمي من يواجه الاحتلال علناً ويقاومه ببسالة وشجاعة بالخارج عن القانون، وصبت جم غضبها الإعلامي على ما حصل في الجارة إيران من اعتراضات على نتائج الانتخابات هناك والى الآن لا زالت تراهن على خط المعارضين للسلطة ممن يسمون الإصلاحيين والتسمية المناسبة لهم هي المستغفلين حينما استغلهم الغرب فكانوا لعباً بأيديهم يتقاذفونها في الساحة الإيرانية.
هذه الفضائية – العربية- قد أساءت على ما نقله المصدر – الأنوار- بأن أهل العقال هم أنفسهم من صفق لصدام حسين وهاهم يصفقون و( يهوسون ) للقادة السياسيين الآن.
وهذه الفضائية قد تجاهلت عن عمد أو شبهة قيمة ووزن العقال العراقي، وقيمته الاعتبارية في الوسط الشعبي العراقي، وإن التعرض له يعني التعرض للشخصية العراقية الأصيلة التي تعتز بقيمها وأعرافها وأن قيمة الشخص للعقال في النظر العرفي العراقي كبيرة، فهو أهل النخوة والنجدة والغيرة والذمة والعشيرة، بما لا تعيه هذه الفضائية المسمومة، والتي لم تعرض ولن تعرض قيمة هذا العقال، وخطورة التعرض له أو الاستخفاف برمزيته التي لا يعادلها عند العراقيين إلا رمزية العلم العراقي.
وقد غاض هؤلاء المسمومين أن ينفتح العراقيون على السياسيين بشكل شفاف وواضح بعيداً عن مزايدات الإعلام واحتيالات السياسيين وإن تصفيق البعض أمام صدام الطاغية الذي دعمته أنظمتهم بكل وقاحة وجرأة على مشاعر العراق والعراقيين ولو كان ثمة قانون دولي منصف لأدانهم لاستهزائهم بمشاعر العراقيين. وإن من كان يصفق لصدام هم ثلة ممن انزووا على العقال العراقي لبساً وكسباً وهو منهم بريء، وأما الاصلاء وأهل الشرف والنخوة والقدرة، فلا اعتبار لصدام عندهم، إذ ليس في دنياه ما يغريهم ولا في نفوسهم ما يخوفهم به، يكفيك إطلالة بسيطة على مشايخ العشائر ورجالاتها لتعرف أن المصفقين هم من دعمتهم أنظمة الحكم هناك ووفرت لهم ملايين الدولارات ليعبثوا في الأرض فساداً، لست بحاجة إلى تقليب أوراق ما لدي من معلومات موثقة بشهود عيان على ما ذكرته.
إننا وإذ نستنكر تجاوز هذه الفضائية على قوانين عراقية محترمة، ندعو السياسيين العراقيين ممن تربطه بهذه الفضائية علاقة حوار أو ندوة أو جلسة أو تعليق أن يقاطعها ويعلن ذلك أمام رؤوس العراقيين، ليكون اصدق مشاعراً لهم واقرب اهتماماً بأعرافهم، وهو معبر صعب يختبر به السياسيون المعلنون عن أنفسهم في دعاياتهم الانتخابية بأنهم على عهدهم من رعاية المصالح العراقية وقيمهم الأخلاقية.
وهذه الممارسة فرصة يهينها الظرف الحالي لاختيار صدق نوايا السياسة، ومصداقية تصريحاتهم.
وفي عين الوقت على رؤوس العشائر الكرماء والاصلاء أن يوقعوا السياسيين عبر أوراق الضغط التي لديهم الآن للإعلان عن استنكارهم وشجبهم لهذا الباطل الذي ارتكبته هذه الفضائية.
(( وعند الصباح يعرف القوم السرى))
قاسم الطائي