( النصيحة خشنة )
قضية الانفصال من وجهة نظر المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله )
النصيحة خشنة
في رد للإمام الرضا (عليه السلام) على بعض مواليه من اقاربه وغيرهم حينما أخبروه بأن بعض من هو قريب عنه يرتكب ما لا يناسب ولا يجوز، فلو نبهتهم ونصحتهم فأجاب أن النصيحة خشنة، بالمضمون.
ومع خشونة النصيحة فقد تكون مما لا بد منها إذا تطلب الموقف والامر ذلك وكان بدرجة عالية من الخطورة والنتائج السيئة والتي لا يعذر فيها من يحتمل فيه التأثير ولم يفعل، كما إن القول بعدم مؤثرية النصيحة والموعظة في مثل هذه الحالات بدعوى عدم التأثير وانحسام النتيجة، ليس بصحيح لقوله تعالى ((مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) في اشارة الى قول جماعة للواعظين بأنه لا فائدة من وعظكم للآخرين لأن الله معذبهم أو مهلكهم فكان الجواب ما تقدم.
والمشكلة القائمة بين المركز والاكراد فيما يتعلق بالاقليم نقرؤها بتشاؤم لأننا نرى بحسب قرائتنا للمشهد بأن النتائج كارثية على العراق والكرد بالخصوص وستذكرون ما أقول لكم، ومن هذا فأنا انصح الاخوة الكرد :-
1- أياكم وإن تكونوا من الثقاة على ثقة فكيف بثقتكم بالشيطان الاكبر الذي سينكص ويقول لكم بلسان سيده الاكبر ((ما أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) إبراهيم/22.
2- من حاول استثمار الظروف غير السليمة وقع في المحذور غير المنظور.
3- من لعب بالنار أوشك ان يحترق فيها.
4- العافية في ضمن بلد كبير كالعراق أثمر وانمى من الغافية في ضمن كيان صغير وضعيف حيث ستكونون طعمه للآكل وبلغة للطامع.
5- لا تمنوا على العراق انتمائكم إليه فإن ذلك صنيعة من خارج وضريبة دفعها العراقيون في هذه العقود المتمادية.
6- الحق ان يكون مستقبلكم نابع من اراء جميع العراقيين لا من الاكراد خاصة.
فإن انضمامكم كلفهم من النفوس والاموال ما يجعل لهم حقا في تقرير مصيركم وإلا فأنهم معنا في الخيرات وعلينا في الازمات.
7- التبجح بالدستور يلزمكم التزام بنوده واحترام مشاركتكم في اقراره، وهو ينص على وحدة العراق، وهذا ما الزمتم انفسكم به.
8- سيركم وراء اليهود والامريكان يضعكم في دائرة الاتهام ولو كنتم برآء واقعاً ومساكين سابقاً ومنبوذين لاحقاً.
9- أمامكم مشهد جنوب السودان وكيف اصبح في خبر كان وأمسى داراً للبوار واعتباراً من دون استعبار فخذلهم من سيخذلكم ولات حين مناص قولكم الاتي ياليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً.
10- الأكل على مائدة العراق أدوم وأبرك من الاكل على فتات الاحلام وصدقات ما تتصورون انهم اخوان، وليسو الا ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً))
هذه عشرة كاملة اقرؤوها وعوها جيداً لعل فيها ما تحفظون به ماء وجوهكم وحياة شعبكم وجغرافية كيانكم، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله سبحانه، فقد أخذ على العلماء الا يقروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم.
قاسم الطائي
يبعث سلاماً لجميع العراقيين
وهو الناصح الامين
25 ذي الحجة 1438