رمضان على الأبواب
يطل علينا شهر رمضان المبارك بالخير والبركة، والرحمة والرأفة، والإيمان والقرآن، ويدفع عنا شر الشيطان وخدعه ومكره، حيث تكون أبواب النيران مغلقة، وأبواب الجنان مفتحة، ومع هذه الإطلالة فنحن المسلمون مدعوون لاستقباله بما يليق بكرمه وعظم شأنه، حيث نسب إلى رب العزة والجلالة، فكان شهر رمضان شهره الذي خصه بما لم يخص به غيره من الشهور، فلننظر كيف سيكون استقبالنا له؟ وعلى أية صفة وخُلق نلتقيه، على خلق المودة والرحمة والألفة والإخوة، والانسجام والإحسان.
واخص بالدعوة الشعب العراقي، وسياسيه الذين عليهم أن يتقوا الله في هذا الشهر لأن في تقواه تنبيه لهم على ما يقع على الشعب من ظلم وحيف يتحملون مسؤوليته أمام الله والتاريخ، وهم يدعون لأنفسهم مواجهة ظلم وطغيان النظام السابق، فهل اختلف الظلم فأصبح مفهوماً مطاطياً، أو انقسم إلى ظلم حسن، وظلم قبيح، لنوصف ممارسات النظام السابق الملعون بالظلم القبيح ونوصف ممارساتكم بالظلم الحسن، وهذا لعمرك من العجب، فالظلم هو الظلم أينما كان ومتى حل. نعم، نقول إن الوضع في العراق معقد ومتداخل ومتشابك إلى درجة يصعب التخلص كلياً من الوقوع في الظلم، وهذا المقدار انتم معذورون فيه، ولكن الواقع يرفع من رصيد الظلم الواقع على الشعب ومستقبله اكبر من ذلك بكثير.
فليكن لكم شهر رمضان القادم مفتاح الخير والتواصل والتراشد في تشكيل حكومة وطنية تستمد بدء عملها من بركة هذا الشهر وخيراته، وتجعل الله نصب أعينها في خدمة المواطنين وتأسيس دولة قوية، تبتعد عن المحاصصة الخبيثة التي لم تجلب لنا إلا الدمار والخراب، وهي ما يعيق عمل المخلصين من أبناء البلد ومن السياسيين بدعوى تحقيقه مكاسب سياسية على حساب الأعضاء الآخرين الذين يكونون بالمرصاد لكل نفس خيّر، ومشروع إنساني يخدم الشعب العراقي حيث يضعون ألف عقبة وعقبة أمامه كي لا يرى النور ويحسب لصاحبه أنها لعبة الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، والذين يلعبون بأنفسهم كما يقول المثل العامي ((يلعب الجاهل بنفسه كما يلعب العدو بعدوه)).
أنها فرصة يقدمها لكم الشهر الكريم لتراجعوا أنفسكم وسير عملكم قبل فوات الأوان وخروج الأمر من تحت أيديكم بتربص من اخرين مثل مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة وبالتالي سيقول لسان حالكم، يا ليت الذي صار لم يكن.. ولكن لات حين مناص.
كي لا يخدعوكم بالخطر الشيعي
نبهنا قبل أكثر من سنتين بتحويل الصراع العربي اليهودي إلى صراع عربي (سني) ايراني (شيعي)، وفي هذا المقال نفس صاحبه فقال قولته:
- هل حقيقة أصبح التشيع شماعة يعلق عليها العرب مشاكلهم؟!!..
- وهل حقيقة أصبح الشيعة مشكلة مستعصية على الحل لتوجه بالتشدد الجديد؟!!.
- أليس الشيعة مواطنون يستحقون حقوق المواطنة؟!!..
- الفيصل يستعرض نقطة يجب أن لا يطنطن عليها العرب وهو أن الشيعة والسنة أمام القوى المستكبرة سواء..!!
كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة: (العرب امة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل)..!!
ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة الفيل، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الأشراك التي لم نكد نخرج منها بعد.
لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف: (لا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين)، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات!!؟..
لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان؟!!..
ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه؟!!..
لماذا يكررون نفس الغلطة الآن بالانجرار بشكل أعمى وراء المخطط الأمريكي لمواجهة (الخطر الشيعي) المزعوم، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتنامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين الذين يسومونهم يومياً عذاب جهنم وبئس المصير، ويدوسون على أقدس مقدساتهم؟!!..
فبرغم اصطدام المصالح إلى حد المواجهة العسكرية و(الإرهاب) بين الأمريكيين والإسلاميين في السنوات الماضية، إلا إن مصالحهم، ومن سخرية القدر، بدأت تلتقي في الآونة الأخيرة عند نقطة واحدة، ألا وهي مواجهة إيران. فمن الواضح الآن أن هناك خطة مفضوحة لإعادة إنتاج (تحالف أفغانستان) في مواجهة (الخطر الشيوعي) قبل ربع قرن من الزمان، كأن يُعاد تشكيل التحالف ذاته وبمكوناته ذاتها، ولكن في مواجهة (الخطر الشيعي) المزعوم هذه المرة.
ما أشبه الليلة بالبارحة..!! بالأمس القريب تنادى الإسلاميون من كل بقاع الأرض وشدوا الرحال إلى أفغانستان استجابة لنداء (الجهاد) الذي أطلقه الأميركيون وبعض الاستخبارات العربية لمحاربة السوفيات، مع العلم أن فلسطين كانت على مرمى حجر منهم، لكنهم فضلوا (الجهاد) في بلاد خوراسان لتصبح كابول المنسية، بقدرة قادر، مربط خيلهم..!!
كيف لا وقد زين لهم الأمريكيون وأعوانهم روعة الكفاح ضد (الكفار الروس)، وجمعوا لهم المليارات من الخزائن العربية السخية كي يطهّروا أفغانستان من الرجس السوفياتي بحوالي اثنين وثلاثين مليار دولار.. وفعلاً أبلى الأفغان العرب بلاءً حسناً ضد المحتل الروسي، وتمكنوا مع المجاهدين الأفغان، من طرد القوات الروسية، وظنوا وكل ظن إثم هنا أنهم سيتوجون كالفاتحين بعد عودتهم إلى أوطانهم، وأن أمريكا ستبني لكل واحد منهم تمثالاً من ذهب تقديراً لهم على بطولاتهم الخارقة في بلاد الشمس ضد الجيش الاحمر.
وهنا كانت الصدمة الكبرى بعد أن جاء جزاؤهم كجزاء سنمار، فتخلى عنهم رعاتهم وعرابوهم ومتعهدوهم القدامى من عرب وأمريكيين ونبذوهم، فوجد المساكين أنفسهم في ورطة، خاصة وأن بعض الدول العربية المصدّرة للأفغان العرب رفضت استقبالهم، وتبرأت منهم، وراحت تطاردهم وتحاصرهم وتجتثهم، كما لو كانوا ورماً سرطانياً، بتواطؤ أمريكي مفضوح، وكأنهم مجرمون لا يستحقون إلا السجن والقتل والسحل والحجر الصحي، فبلع بعضهم خيبته، وكظم غيظه، ومات البعض الآخر كمداً، بينما انقلب آخرون على الأنظمة العربية والأمريكيين الذين غرروا بهم واستغلوهم وقوداً في المعركة ضد السوفيات في أفغانستان.
وقد وصل الأمر إلى حد قيام الأمريكيين بالضغط على الأنظمة العربية، ليس فقط لتقليم أظافر الإسلاميين وتجفيف منابعهم، بل لتنظيف المناهج من الكثير من المفاهيم والقيم الإسلامية الجهادية، وحتى حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
بعبارة أخرى فحتى معتقدات (المجاهدين) التي استغلها الأمريكيون في المعركة مع (الكافرين الروس) غدت عرضة للتدخل والتعديل والتحريف الأمريكي. وكنا نظن بعد كل الذي حصل بين الطرفين أن الإسلاميين لن يغفروا لأمريكا فعلتها الشنيعة بحقهم مادياً ومعنوياً، وبأنهم تعلموا الدرس، فلن يعيدوا لعبة تقاطع المصالح القميئة ثانية، وإنهم أصبحوا مستعدين للتحالف حتى مع الشياطين للانتقام من العم سام ومن الذين ورطوهم في أفغانستان ثم انقضوا عليهم ونكلوا بهم.
لكن، على ما يبدو أن بعض الإسلاميين لم يتعلم الدرس، وما زال يستمتع بلعبة تقاطع المصالح المهلكة، فبدأ يبلع خلافه مع الأمريكيين، وكأن الذي حصل بين الجانبين من معارك طاحنة في الأعوام الماضية يهون عند (الخطر الإيراني) المزعوم الذي بدأ يروج له الأمريكيون ووسائل الإعلام العربية المتحالفة معهم بنفس الطرق التأليبية والتحريضية المفضوحة.
يا الله كم نحن مغفلون وقاصرون وقصيروا الذاكرة..!! هل يعقل أن الإسلاميين نسوا كل المآسي التي انزلها بهم الأمريكيون، وما زالوا ينزلونها، في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان ذاتها التي تعاون الأمريكيون و(المجاهدون) الإسلاميون على تحريرها من الروس؟!!
هل نسينا عبثهم في صلب العقيدة الإسلامية، لنبتلع طعمهم الجديد الذي يريد أن يزج بالشباب المسلم هذه المرة ضد إيران، كما زجه من قبل في معارك لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل؟!!..
هل نسينا خدعة الخطر الشيوعي كي نقبل بتلك الكذبة الكبيرة التي يسمونها الآن بـ(الخطر الشيعي)؟!!..
للتذكير والمقارنة فقط، كان الاتحاد السوفياتي يمتلك ألوف القنابل النووية، بينما ما زالت إيران في مرحلة التخصيب، ولم تتمكن من صنع قنبلة يتيمة واحدة..!!
لكن مهلاً كي لا تأخذكم الغيرة العمياء بعيداً، فاللعبة من ألفها إلى يائها لعبة أمريكية هوليودية من اجل أهداف أمريكية وإسرائيلية محضة ليس لكم فيها لا (خيار) ولا (فقوس).
هل نسيتم أن الذي مكّن إيران من رقبة العراق هي أمريكا وبعض الأنظمة العربية (السنية)؟!!..
هل ترضون بأن تحققوا أغراض تل أبيب، كما حققتم من قبل أهداف واشنطن في أفغانستان، وشاهدتم ماذا كانت النتيجة؟!!..
إذا كان لديكم مشكلة مع إيران فلا تخوضوها مع الأمريكيين، لأنهم لا يريدونكم فيها سوى أدوات وأحصنة طروادة لتحقيق مصالحهم فقط، رغم زعمكم بتقاطع المصالح.
لماذا لا يسأل المتحمسون لخوض معركة أمريكا وإسرائيل ضد إيران هذه المرة السؤال تالي: ماذا جنينا من مساعدة أمريكا في طرد السوفيات من أفغانستان، ثم ماذا كسبنا من تمكين الأمريكان من رقبة هذا العالم ومن رقابنا ليصبحوا القوة العظمى الوحيدة التي تصول وتجول دون وازع أو رادع، وتستبيح بلادنا ومقدساتنا بلا شفقة ولا رحمة؟!!..
ألا نتحسر على أيام القطبية الثنائية عندما كانت أمريكا تجد من يردعها في مجلس الأمن، وعندما كنا نجد طرفاً نتحالف معه، أو نستنجد به في وجه الجبروت الأمريكي الرهيب؟!!..
آه ما أجمل أيام السوفيات..!!!
آه ما أجمل أيام الردع المتبادل..!!
آه كم كان خوروتشوف رائعاً عندما حمل حذائه وراح يدق به منصة الأمم المتحدة بكل عزة وكبرياء..!!
هل أصبح وضع الإسلاميين في العصر الأمريكي أفضل مما كان عليه في العصر الأمريكي السوفياتي؟!!.. لقد ضحك الأمريكيون على الإسلاميين بتصوير السوفيات على أنهم جاؤوا لإفساد أفغانستان المسلمة، ونشر الرذيلة فيها، ووضع الإناث والذكور في مدارس مختلطة.
أما الآن فالأمريكيون يتباهون بتحرير المرأة الأفغانية من (الاضطهاد الإسلامي) ودفع الأفغانيات إلى السفور، وتشجيع الفسق، وبيع اللحم البشري، وتزييف عقول الشباب الأفغاني، وحشوها بالمخدرات والسخافات والموسيقى الغربية الهائجة بحجة التحرر.
(وهكذا يفعلون في العراق حيث بارات الخمر والملاهي الحرار منتشرة في منطقة شيعية في بغداد)
الم يعلق الأميركيون صور نساء كاسيت عاريات على جدران كابول بعد غزوهم الأخير لها مباشرة كدليل على تحريرها من تعصب طالبان؟!!..
والسؤال الأهم: كيف يتنطع البعض للوقوف مع الأمريكان ضد إيران بينما ما زالت أفغانستان درة الجهاد الإسلامي تحت أحذية اليانكي الثقيلة؟!!..
أليس أولى بكم أن تحرروا أفغانستان أولاً قبل الهيجان ضد إيران؟!!..
متى يدرك الإسلاميون أن أمريكا لا تفضل سني على شيعي بأي حال من الأحوال، فالجميع بالنسبة لها، إرهابيون وحثالة وقاذورات، كما سمعنا من كبار كبارهم، ونسمع يومياً على رؤوس الأشهاد. وعندما يتغوط الضباط الأمريكيون على كتاب المسلمين في غوانتنامو لا اعتقد أنهم يميزون في تلك اللحظات الحقيرة بين إيراني وسعودي، أو حنبلي وشافعي، أو وهابي ونصيري، أو درزي واسماعيلي.
( يا جند الشيعة والسنة، أعداء محمد هم أعداء علي، وقنابلهم كمدافعهم، لا تعرف فرقاً بين الشيعة والسنة).
ليس المسلمون وحدهم فرقاً ومذاهب، فالمسيحيون ينقسمون إلى عشرات الطوائف والفرق، لكنهم في وقت الشدة يقفون صفاً واحداً، والفاتيكان قبلتهم، بروتستانت وكاثوليك، وكذلك اليهود، متى سمعتهم بربكم، أن يهودياً تحالف مع مسلم ضد يهودي حتى لو كان الأخير من مذهب الشياطين السود؟!!..
متى تحالف كاثوليكي مع مسلم ضد إنجيلي أو أرثوذوكسي؟!!..
هل يقبل أي يهودي أو مسيحي أمريكي أن يكون أداة في أيدي المسلمين كي يقتل مسيحياً أمريكيا آخر أو يناصبه العداء، حتى لو كان من أتباع القرود الحمر؟!!.. بالمشمش..!!
فلماذا نقتل بعضنا البعض إذن على المذهب والطائفة والهوية، ونخوض معارك دونكوشوتية إرضاء لغاياتهم ومخططاتهم؟!!..
متى تكبر عقولنا وننضج ونتوقف عن خوض معارك الآخرين بدمنا ولحمنا الحي وثرواتنا وعقيدتنا؟!!..
متى نقول لموشي ديان إننا امة تقرأ، وتفهم، وتتعظ، وتفعل؟!!..
الرسائل
هي لغة التخاطب بين المتباعدين مسافة لا قلباً ولا علقة، ولها طرفان، مرسِل ومرسَل إليه، وغالباً ما يكون المرسِل هو الأشد اشتياقاً إلى المرسَل إليه، وبهذا الاشتياق يسرع بالمبادرة إلى كتابة الرسالة وإرسالها إلى المرسل إليه، وهي كما تكون من الأول المرسل إلى الثاني المرسل إليه قد ينعكس حالها فيصبح المرسل إليه هو المرسل والعكس صحيح، كل ذلك للاشتياق المذكور وقد يستبدل الاشتياق بالحاجة، فيكتب صاحب الحاجة إلى الآخر الذي يتصور أن قضاء حاجته عنده، فيبادر في إرسال رسالته، متضمنة مقدمة اطرائية، وتعابير عن حالة اللوعة من البعد والفراق، ولكنها ليست المضمون الحقيقي، بل هي مما تسمى عند أهل الفلسفة بمقدمات إعدادية، أي توجد ثم تعدم لتوصل إلى المطلوب، أو ما يسميه أهل المحاورة بتلطيف الجو قبل الدخول في المطلوب، تهيئة لنفسية المخاطب لقبول طلب المرسِل واستجابة لحاجته.
ولكن قد توسع مدلول الرسالة حتى شمل ما يقرره المسؤول إلى المسؤول عنه أو ما يرسله الكبير، نصحاً وإرشاداً أو توجيهاً للصغير، أو ما تعلنه وسائل الإعلام من أمر الرئيس إلى مرؤوسيه، أو ما يوجهه وجيه وكبير أهله ومجتمعه، لا إلى شخص مخصوص يتضمن توجيهاً معيناً أو تنبيهاً لأمر أو إرشاداً لفعل أو نصحاً لشأن.
وفي كل هذه المجموعة التي يضمها عنوان الرسالة يوجد عنصر مشترك يجمعها جميعاً ألا وهو وجود علاقة ما بين المرسل والمرسل إليه، فقد تكون عاطفية أو عملية أو سياسية أو اجتماعية أو دينية أو توريطية.. وهكذا
ولا يمكن أن تخلو رسالة من العلاقة المذكورة ولو خلت لما كانت رسالة بل صارت أمراً إذا كانت من العالي أو التماساً إذا كانت من الداني، وحتى الأمر والالتماس هو إبراز للعلاقة المذكورة بهذا الإطار في الأمر أو الالتماس فإذا كانت أمراً فهي دالة على قلة شأن المرسَل إليه وضعفه وهو انه أمام الآمر، وإذا كانت التماساً فهي أيضاً دالة على ذلك ولكن للمرسِل، دون المرسَل إليه، فالالتماس هو عكس الأمر من حيث المرسل، والمرسل إليه.
وربما تكون إطراءً ورضاءً على المرسل إليه، أو إرضاءً له وبيان أهمية موقعه وسعة حجمه في دائرة التأثير والتعبير، أو التدخل لحسم أمراً ومعالجة أزمة.
وربما بوجه آخر أن لا ينظر إلى الرسالة إلى من حيث المرسل والمرسل إليه دون حاجة إلى النظر إلى موضوعها أو مضمونها وبالتالي تقيّم بحسب ذلك، فإن كانت من المرسل الرحماني إلى المرسل إليه الرحماني كانت رحمانية، وإن كانت من المرسل الشيطاني إلى المرسل إليه الشيطاني فهي شيطانية، وإن كانت من المرسل الشيطاني إلى المرسل إليه الرحماني كانت شيطانية، وإن انعكست انعكس الأمر، ذلك لأن الشيطاني لا يلتقي مع الرحماني فهما طرفا نقيض، لا يجتمعان أبداً، ومن هنا نستنتج أن من رضي عنه الشيطان فقد ابتعد عن الرحمن، ومن رضي عنه الرحمن فهو لا يلتقي مع الشيطان، ولا يقبل له إلا اللعن والهجران..
الحواشي
غالباً ما نطلق كلمة الحاشية أو الحواشي لتبرير بعض الأخطاء التي تقع من مواقع مهمة في الدولة على الصعيدين، السياسي والديني، فما أن يقع تصرف غير مقبول ضمن معايير القبول المناسبة لهذا الموقع أو ذاك حتى ينبري بعض المدافعين أو الفضوليين إلى تبرير الخطأ وإبعاده عن رأس الهرم إلى ما يسمى بالحاشية، وإنها هي المسؤولة عن هذا الخطأ أو ذاك، وإنها تمثل في نظرهم وتد الفعل والسلوك، وهي صاحبة الشأن وقائدة القول والفعل، وقد أصبح هذا الادعاء أو التبرير سلوكاً عاماً يدفع به الأتباع أخطاء المتبوعين ويخلق أكثر من تبرير شماعته الحاشية.
وقد يثار في هذا الاتجاه السؤال التالي: هل ثمة رابطة ما بين الحاشية، ومن تعمل له الحاشية، أو أنها تعمل بشكل تلقائي انتفائي، فتتصرف كما يحلو لها، وتربط نفسها بما تراه أهلاً لإعطائه التبرير؟
ومن جانب آخر يثار السؤال الآخر، هل المتبوع أياً كان عنوانه في الصعيدين السياسي والديني، هو من عين الحاشية وادخلها في دائرة عمله والاهتمام بشؤونه أو انه مغلوب على أمره فيها؟ وهو سؤال مقلوب عن انه قائد هذه الحاشية أو هو مقود لها؟ وهلا قرأ الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}آل عمران118، فإن كان قائداً فهو يتحمل مسؤولية قيادته لها، ولا معنى لتبرير الأخطاء الواقعة فيمن عينه من الحاشية أو قبله منهم أن يكون من حواشيه وحواريه، وإن كان مقوداً فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة، وعليه أن يتنحى من عنوانه ويترك سبيله إلى من يقوده من الحاشية خوفاً من تلبيسه أخطاءهم وتحمليه أوزارهم، وهذا الأخير اضعف احتمالاً من الأول، لأن الحاشية مهما كانت فهي مرتبطة عنواناً ووجوداً فيمن جعلها أو رضيها حاشية له، ولا وجود لها من دون وجوده، بل لا احترام لها ولا قيمة اجتماعية عندها إلا من خلال متبوعها ورئيسها، وبالتالي فالتبرير الذي يقوله الجهلة من العامة وغيرهم لا أساس له ولا منطق يحميه، وشأن يداريه، إنما هو دفاع أهوج عن المتبوع غير اللائق بما يعتليه من موقع، والأفضل له أن يتنحى منه ولا يتورط فيه أو يورط من خلاله. وهذا يحتاج إلى شجاعة كبيرة وإرادة عظيمة لا يحملها إلا القلة، وإذا لم يظهرها بتخليه عن موقعه فليظهرها بطرد وإدانة من يخطأ من حاشيته، ولا تأخذه فيه لومة لائم، وما يعيقه إلا أن يظن بقيام شأنه واستقرار مكانته معلقاً عليها، وظنه في غير محله، لأن التوجس خيفة في انهيار شأنه فيما لو طرد المسيء أو عاقب المتجاوز، معناه ضعف وضعه وقلة حيلته وبهذا الضعف سيضطر إلى مجاملة المسيء وغض النظر عن المتجاوز، وهم بهذا يزدادون غياً وعلواً ويتصورون أن الأمر الكذائي سياسياً كان أو دينياً قائماً بهم، وبذلك يتصرفون بما يحلو لهم من دون اعتبار لشأنية الموقع أو المكانة، ويزدادون كلما تقادم الزمن رسوخاً وتجذراً في العمق فيصبح قلعهم كقلع جبل من مكانه، وسيتورط من يحميهم ويعظم شأنهم لسكوته عن ظلمهم وعدم إبدائه اعتراضاً وامتعاضاً عن سوء سلوكهم، وسيجد نفسه في نهاية المطاف مضطراً لتغطية انحرافهم وزلات أقدامهم في تعاملهم الاجتماعي وأدائهم الخدمي، وحينئذٍ ستكون النتيجة انه منقاد بهم لا قائد لهم.
وكم له نظير من حواشي بعض الوزراء والوجهاء بل الفقهاء.
ومن أمثلته ما قام به بعض مدراء مكاتب الوزراء، بالتوقيع نيابة عنهم لأغراض تمشية معاملات ابتزازية، تقدر بآلاف الدولارات، وبعض حواشي مكاتب العلماء ممن استغلوا اسم العالم لأخذ أموال من الآخرين بحجة الدعم في حملاتهم الانتخابية أو استلام مبالغ عنهم بدعوى حاجة بعض المكاتب لهذا الدعم في مقابل إعطاء أماني لهم بوقوف المكتب معهم.
ويبدو أن هذا اتجاه عام سار ويسير عليه المعظم من أهل الوجاهة السياسية والدينية والخروج عنه يمثل استثناءً لا نظير له، كما حصل في بعض المكاتب عندما طرد احد الحواشي شر طردة، وزجر بقسوة أذهبت النوم من عينيه، وإن كان قد تجرأ وتلفظ بكلمات غير مهذبة وليست لائقة، لأنه غير مهذب ولم يتعلم في مدة عقد كامل من الزمن، وقد استغل اسم المكتب لابتزاز أموال من بعض الشخصيات واستثماره في التعيينات لقاء مبالغ معروفة، والتستر خلفه للقيام ببعض السلوكيات المنحرفة، وربما اتصاله ببعض الجهات لغرض الترصد والتجسس على المكتب، وكان هذا الحاشي قد تجذر إلى درجة يصعب قلعه ولكنه قلع وأدين ورتب عليه الحق من قبل المكتب وأعضائه.
فليكن هذا خروجاً عن مألوف الحواشي واستصعاب قلعهم عند إساءتهم واستهتارهم. فلله در هذا المكتب وحيا الله فعله، فنحن بأمس الحاجة إلى شجاعة عدم المداهنة والمجاملة على حساب الدين والمجتمع.. (فإن الساكت عن الظلم، ظالم لا محالة).
خداع المفتين
كشف الفخذ جائز إذا لم يترتب عليه فتنة!!
أوضح أستاذ الفقه في جامعة أم القرى الدكتور محمد بن سعد العصيمي أن كشف الفخذ جائز إذا لم يترتب عليه فتنة موضحاً أن العلماء اعتبروا الفخذ من العورة المخففة التي لا يجب سترها في ما عدا الصلاة. وأفاد أن العلماء جعلوا قاعدة تنص على أن ((المباح إذا ترتب عليه فتنة فإنه يكون محرماً)) مستدلاً بكشف الرسول صلى الله عليه وسلم عن فخذه وعدم سترها حينما دخل عليه الصحابيان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم سترها حين دخل عليه عثمان رضي الله عنه، فلما سئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال: (( ألا استحيي من رجل تستحيي منه الملائكة)).
ولفت العصيمي إلى أن هذا الحديث يدل دلالة واضحة على انه ((لا حرج من كشف الفخذ إذا لم يترتب عليه فتنة، حيث وصف العلماء الفخذ بأنه عورة مخففة، أما العورة المغلظة فإنه لا يجوز كشفها إلا حال الضرورة)).
~~~~~~~~~~
وهذا خداع..
من حيث أن كشف الفخذ للرجل جائز بالشرط المذكور ولكنه لم يقيده للرجل بل ترك الفتوى مطلقة مما يوحي للقارئ أنها تشمل المرأة وبالتالي ستكون دعوى للسفور مبررة بجواز فتوائي شرعي، انه استدل بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) ، ومن حقنا أن نسأل المفتي: هل كان الاستحياء من عثمان أولى بالرعاية من الاستحياء من الله سبحانه وتعالى؟ لا اعتقده سيجيب بأن الأول أولى وإلا كان معناه أن رعاية المخلوق أولى من رعاية الله سبحانه.
وإن أجاب بالثاني فيثبت عدم صحة الرواية، إذ لا يعقل من مثل من هو على خلق عظيم كما وصفه الحق سبحانه أن يكشف فخذه أمام الآخرين، وإلا كان على غير الوصف في القرآن، وفيه احد محذورين، إما عدم استحقاقه للوصف وفي ذلك تكذيب للقرآن والعياذ بالله، والله يقول {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}النساء122، وإما استحقاقه للوصف، وفي ذلك يثبت عدم صحة الرواية.
والشاهد على عدم الصحة، هو أن نسأله (أي المفتي) هل يكشف فخذه أمام زائريه أو ضيوفه خصوصاً إذا كانوا على درجة عالية من الاعتبار والتقدير عنده، الجواب كلا، إذ لا يليق بشأنه أن يفعله، وحينئذ نسأله هل تصدق فعل سيد الكائنات لهذا الفعل وهو القائل (لقد أدبني ربي فأحسن تأديبي) وليس من الأدب عند الرب كشف الفخذ أمام الآخرين.
ثم ما هذا التقسيم للعورة المخففة والمغلظة حيث تجوز الأولى وتحرم الثانية مع أن الموضوع هو العورة وكشفها محرم بالاتفاق عند الجميع ومن هذا التقسيم خداع آخر، فإن عورة الرجل هو الدبر والعضو الذكري خاصة وعورة المرأة جميع بدنها إلا الوجه والكفين، عند معظم من علماء الإسلام، وبالتالي، فالعورة منها ما زاد على القبل والدبر، وهذا الزائد هل هو العورة المخففة لتجوز، والقبل والدبر هو العورة المغلظة كي لا تجوز.
وقد خلط المفتي بين الأمرين ليلتبس الأمر على المستفتين.
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات 24.
يا أهل العراق عليكم (بالطين خاوه)
في حرارة الصيف اللاهب والتي وصلت في أحيان كثيرة في هذا الموسم الى أكثر من خمسين درجة وهي الدرجة الحرارية التي أجازت الهيئات ومنظمات حقوق الإنسان التعطيل الرسمي عن الدوام وهو إجراء احترازي للمحافظة على حياة الموظفين من تأثيرات هذا الارتفاع الحراري على أبدان العمال، وحيث لم يعمل بهذا الإجراء في دوائر الدولة العراقية، باعتبار أن أبدان العراقيين تعودت الدرجات الحرارية المرتفعة، وأصبحت ضعيفة المناعة أمام درجات الحرارة المنخفضة بحيث يصاب المعظم بالزكام والإسهال وغيرها من الأمراض المتسببة من البرد، لأن البرد في العراق أصبح يدرج ضمن الأرقام القياسية العالمية بدرجة تتراوح بين 30م و33م كما يشاهده أصحاب المكيفات والسبلتات، والوصول الى هذه الدرجة القياسية يعيقه، الطاقة الكهربائية غير المتوفرة في العراق، إلا على نحو (ناكوط الحب) لا تبرد ماءً ولا تحفظ طعاماً، ولا تكيف هواءً، وانقطاع التيار للدرجة القياسية بالمرصاد، وفي خضم هذه المشكلة فقد ينصح العراقيون بالتفكير ببدائل جدية، تحفظ لهم درجة حرارة أجسامهم دون طعومهم، ومائهم، وهي غير مكلفة مالاً، نعم هي مكلفة عملاً، إذ تحتاج الى تنظيف، ثم تجفيف، ثم سحق وتنعيم (بالهاون)، ثم يخلط مع الماء ليصبح طيناً، يدهن به الجسم، وستجد درجة الحرارة وقد انخفضت الى الدرجة القياسية للسبلت أو المكيف، وهذا البديل يمكن استخدامه في الدار خاصة، عندما يعود المواطن الى مسكنه وعائلته بعد نهار يلفح الوجوه، ويغير الجلود، وأما خارج الدار فلا يمكن لاعتبارات أخلاقية، وأعراف اجتماعية تمنع من استخدامه، لملازمته لكشف البدن، والذي قد يثير ريبة عند الناظرين، فيحرم الكشف من هذه الناحية.
ومن هنا فهذا البديل يواجه مشكلة قبوله اجتماعياً، وانحصار استخدامه بيعاً، ولكن للضرورة أحكام كما يقولون، وقد تقتضي ضرورة الحياة العراقية استعماله بكثرة في البيت، ومع زيادة الحاجة الى استخدامه، فتجار السوق السوداء، وأهل الحيل وتجار الشورجة، سيكونون بالمرصاد لرفع سعره الزهيد الى أرقام قد يعادل أمبير المولدة مع خصم نسبة من السعر بحكم قلة مدة استخدام الطين خاوة في مقابل ساعات تشغيل المولدة.
وقد تدخل الأزمة في نطاق الصراع في توزيع مهام الوزارات المسؤولة عن حفظ درجة حرارة البلد أو البدن، وستدخل كل من وزارة الكهرباء، ووزارة الزراعة أو التجارة حيث يضطر البلد بضغط الاستعمال الكثير للمادة الى تغطية الحاجة المحلية عن طريق استيرادها من دول الجوار حصراً لقلة صادرات بعضها الى العراق، وقد يضطر مجلس الوزراء أو الرئاسة الى التدخل لحسم الصراع الوزاري حول الطين خاوه.
وسيتحرك البرلمان الى التدخل بقوة للتصويت لصالح مولدات الكهرباء التي باتت قنابل موقوتة تستهدف أرواح الأبرياء بدلاً من توفيرها للكهرباء المباح في معظم دول الأرض.
ويُخاف أن يعجز البرلمان في سعيه لحل الأزمة، فيصار الى تكليف مجلس الأمن، أو الهيئة العامة للأمم المتحدة لإرغام الساسة العراقيين الى حسم المسألة بأسرع وقت ممكن وإلا دولت وأصبحت مطمعاً للشركات الأممية تستثمر المادة في العراق.
سماحة آية الله الشيخ قاسم الطائي ( دام ظله ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من الامور المهمة في شهر رمضان المبارك ليلة القدر ومن الامور المهمة في هذه الليلة أحيائها بالعبادة ومنها مئة ركعة .
والغالب من المؤمنين يصلون ستة أيام أو أكثر قضاء ما في الذمة فهل تكفي صلات القضاء للحصول على الثواب المتحصل من مستحبات العبادة ليلة القدر هذا أولاً .
ثانياً – لو لم يكن على امام الجماعة قضاء ما في الذمة فهل يجزي ان يصلي مستحباً والمأمومين يصلون واجباً وهو القضاء ، او يصلي قضاء ما في الذمة وهو ليس عليه قضاء .
الشيخ محمد الجبوري
بسمه تعالى :
الاستحباب الثابت لصلاة المئة ركعة في ليالي القدر يؤدى بكيفية خاصة مذكورة ولا بد من المحافظة على هذه الكيفية عند آدائها ومعناه أن أداءها بغير هذه الكيفية لا يعتبر امتثالاً للأمر الاستحبابي وإنما هو امتثال لأمر آخر لم يرد نص بخصوصه وأنه من الاعمال المختصة لليالي القدر .
ثم ان القضاء واجب والمئة ركعة مستحب وقيام الواجب مقام المستحب مما لم يثبت بدليل .
نعم يصدق على المكلف انه يعبد لله في هذه الليلة ولكنه لم يتعبد له بالكيفية المطلوبة أستحباباً التي ارادها الشارع فيستحق الثواب على ما افرغ ذمته من الواجب لا على استحقاق ثواب الامر المستحب .
وعليه ينبغي للمؤمنين ان يتقيدوا باعمال ليالي القدر كما وردت من المعصومين ( ع ) لا ان يجتهدوا بما لا دليل عليه .
2- لا يجوز الائتمام بمن يؤدي المستحب .
والله يوفق للرشاد .
قاسم الطائي
سماحة المرجع الديني لفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
يتناول على ألسنة بعض الخطباء روايات مفادها أن من علائم آخر الزمان كثرة المساجد والتي منها ما روي عن أمير المؤمنين (ع) (مساجدهم من البنا عامرة ومن التقى فارغة …الرواية) فهل هذه الرواية وغيرها والتي تفيد نفس المدلول صحيحة ؟ وعلى تقدير صحتها ألا تتعارض مع تأكيد الشارع المقدس على بنائها والحث عليها على الحضور فيها أم لها توجيه آخر يراه سماحتكم نرجو تنويرنا بإجاباتكم.
ولدكم أبو سرى
من مدينة الناصرية
بسمه تعالى:-
لا تعارض في ما بين مضامين هذه الروايات لوضوح أن المنقول عن الأمير (عليه السلام) هي كثرة المساجد الخالية من التقوى، وتأكيد الشارع على بناء المساجد هي فيما كانت محلاً للتقوى والتقرب الى الله تعالى واحياء شعائر دينه.
ويؤكد ذلك النص القرآني {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
قاسم الطائي