الى أين يا ظالم ؟

 الكلمة التي اطلقها القضاء العراقي بحق الطاغية وان جاءت متأخرة ولكنها كلمة حق لا بد لها من ان تنطلق اتماماً للحق وجرياً على سبيل العدل ، وكانت هذه النهاية هي المسار الطبيعي الذي تقرره سنة الله في كونه للظلمة والمارقين عن جادة العدل والانصاف وتثبته الشرائع السماوية والاعراف الانسانية بما فيها قوانينها الوضعية .

      اذن هي مستوفية تمام الاستيفاء لشروط الصحة والحق وبالتالي فان أي توصيف آخر لقرار المحكمة سيكون مجانباً للحقيقة بل ظالماً كظلم من صدر الحكم بحقه .

  لان ذلك يرجع بالاخير الى الانتصار للظالم ومواجهة العدالة او الرضا بما وقع من الرجل كل تلك المظالم التي طالت شعوباً ثلاثة ، العراق ، ايران ، الكويت ، بما لها من قدرات اقتصادية وانمائية كبيرة ، ويبلغ عدد نفوس هذه الشعوب اكثر من تسعين مليون نسمة ، وفي الخبر – الظلم ثلاثة ، فاعل الظلم والراضي به والساكت عنه .

      فتخيل ان شخصاً يوقع الظلم على اكثر من تسعين مليون نسمة لا لشيء الا لانه متهور مقامر قد اخذته العزة بالاثم فتصور نفسه إلهاً يأمر فيطاع ويطلب فينفذ .

      وهذه الحقيقة واضحة ، وتاريخ الرجل الذي ملأت حقبة حكمه الاسود أصدق شاهد لا يكذب أهله .

      والضجيج الذي يثيره بعض المتزلفين والمتملقين ومن باعوا ضمائرهم قبل اقلامهم وآراءهم لتأييد ونصرة هذا الطاغية لم يكتووا بنار ظلمه وطغيان استهتاره بقيم الارض قبل قيم السماء ولم يصلهم منه الا اعلامه المسيس وتطبيله للقائد الضرورة ولو وصلهم ظلمه ووحشيته لشعبه كما لو كانوا قد عايشوه عياناً او تسلط عليهم فترة لعرفوا ان الله حق وهو يمهل ولا يهمل .

      الم تكن حكومات هذه الدول هي التي فتحت المجال وهيأت الارض والسماء للقوات المحتلة لاسقاط نظامه فما بالهم لم يعترضوا على حكوماتهم عندما فتحت الاجواء وسهلت السبل لعمل القوات الغازية ، الم تكن قيادة القوات في قطر ؟! الم يفتح الارض الاردن – الشقيق – كما ينافق بهذه اللفظة بعض الكتاب وقد رخّصت لقوات الغزو فتح جبهة غربية للعراق دخلت من خلالها مناطق الرمادي وغيرها في المنطقة الغربية .

      الم تكن عشائر تكريت هي التي وقعت على اوراق بيض ولم تقاوم الاحتلال عند دخوله ان لم تكن قد رحبت به وحققت له طمعاً في طبخة قد تنال أكلها وهي الان تتظاهر ضد الحكم – وبعض المناطق الاخرى .

      ما بال القانونيون يشككون في نزاهة المحكمة ويطعنون في مشروعيتها ، اين كان هذا التشكيك وذلك الطعن في محاكم الطاغية التي عبر عنها هو شخصياً مع القوانين بانها جرة قلم .

      واذا كانوا فعلاً قانونيين ، فهلا تنبهوا الى ان مادة واحدة فقط هي كفيلة باعدام بطلهم ورمزهم الطاغوتي وقد طبقها هو في فترات الحرب طويلاً وسام من خلالها آلاف الابرياء من ابناء هذا الشعب المسكين خمّنوا ما هي ؟ ان كنتم من اهل العدالة والقضاء .

     أختصر لكم الامر واردم فجوة جهلكم ، واقول هي المادة التي اعدم فيها النظام كل من تخلف عن اداء الخدمة او هرب من الجندية خصوصاً في فترات الحرب ، التي ابدع النظام آخر الابتكارات فيها وهي قطع الاذن .

      وهنا تقول انه عسكري يحكم كونه قائداً للقوات المسلحة وقد هرب من ارض المعركة وسلم الوطن للغزاة وقبع في جحره الذي اخرجته قوات الاحتلال منه ، وهو بهذا قد فر من خدمة العلم في اثناء المعركة فيعدم لهذه الجريمة .

      ام ان قضاءكم لا يشمل الحكام والطغاة بقدر ما يشمل المستضعفين والابرياء من المساكين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ، وقد فروا من الخدمة عن قناعة تامة بعدم احقية الحرب التي يخوضونها .

      وهو لا يفر الا باحقية حربه هذه فان كانوا قد فروا فمبررهم صحيح وان فر فليس له مبرر ولا يعذر فعله .

      فقلي بربك من يستحق الإعدام أكثر ؟!!

( فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يونس : 35 .

14 – شوال – 1427هـ

5 – 11 – 2006م