السلام على من اتبع الهدى وسمع القول فاتبع أحسنه . 

* في وصية للرسول ( صلى الله عليه واله ) قال : يا ابا ذر يطلع قوم من اهل الجنة الى قوم من اهل النار فيقولون ما ادخلكم النار وانما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم ؟ فيقولون إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله .

* وفي آخر عنه عن النبي ( صلى الله عليه واله ) قال : من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ، ومن سمع رجلاً ينادي بالمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم .

* قال الامير ( عليه السلام ) في خطبة له ، فانا لله وانا اليه راجعون ، ظهر الفساد فلا منكر مغَير ، ولا زاجر مزدجر ، لعن الله الامرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به .

* وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تسخطوا الله برضا احد من خلقه ، ولا تتقربوا الى الناس بتباعد من الله .

* وقال الباقر ( عليه السلام ) : من بخل بمعونة اخيه والقيام له في حاجته الا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر .

* سُمع امير المؤمنين (عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) : أيّما مسلم خدم قوماً من المسلمين الا اعطاه الله مثل عددهم خدّاماً في الجنة .

      وفوق الجميع قول البارئ عز وجل : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) سورة آل عمران ) .  ونوجزها بقول الامام السجاد ( عليه السلام ) : اللهم اني استغفرك لمظلوم ظلم في حضرتي فلم انصره … يستغفر الامام وهو المعصوم من ذنب ان يتقاعس عن نصرة مظلوم ظلم في حضرته . ومن الجلي الواضح – ان المطالبة باطلاق سراح المسلمين هو من المعروف الواجب الامر به ، واسرهم او سجنهم بلا وجه حق هو من المنكر الواجب النهي عنه . وهذه المشاركة في هذا الاعتصام الذي يدخل في عنوان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرصة لكم فلا تضيعوها فان اضاعتها غصة كما قالها أمير المؤمنين .واعلموا ان فوق هذا فان اجدادكم الغيارى الذين وقفوا بعز وكبرياء امام جدار الظلم والاسعباد سطروا ملاحم بطولة رجالية لن ينساها تاريخ العراق وتاريخ المحتل لازالت ذهنية والمحتل يتذكرها جيداً وهي تماطل في ان لا تتكرر – ارواحهم تطالبكم اعادة الكرة وتسجيل الموقف كي لا تضيع جهود اجدادكم وتخسر تجارتهم في إنجابكم – كونوا ابطالاً كما كانوا ورجالاً كما راحوا ، ولا تكونوا – على الوصف القرآني ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) سورة النحل ) ، انتم اسمى ان شاء الله وانتم اهل الارجوزة التي حفرت لها موقعاً في ذاكرة العراقيين ( الطوب أحسن لو مكواري ) . اعيدوا الى اذهان التاريخ انتم من اؤلئك بل انتم هم وان اختلف الزمان وتبدلت الاحوال وهي تقتضي تبدل الاسلوب واختيار العلاج ، واعتصامكم هو الاسلوب الامثل في هذا الظرف بالذات وهو احد وسائل الضغط والمقاومة المشروعة ، واذا لم تأت اكلها ألجئوا الى وسيلة المقاطعة لهم في كل شيء . وارفعوا اصواتكم وبالصلاة على محمد وآله – شعار الاسلام الخالد وانتم معتصمون امام قنصلياتهم كل ربع ساعة لتتحد اصواتكم بالدعاء كما اتحدت قلوبكم واعمالكم بالاعتصام .  واعلموا ان الله مع الذين اتقوا – لترجعوا الامة الى ماضيها المجيد – بصريح قوله تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) سورة آل عمران ) . واذا تأملتم بما صدرت به البيان علمتم ان عملكم هذا من الواجبات بل افضلها ومن المستحبات بل احسنها ومن العرفيات المعمولة بل ارفعها ، ومن الاخلاقيات بل اسماها ومن العشائريات بل أعزها .

والله ناصركم ما دمتم ملتزمون بما حق عليكم الالتزام به ،

( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) سورة محمد ) .

 

                                                                                             أخوكم

                                                                                        قاسم الطائي

                                                               14 – جمادي2 – 1427هـ