صرخات الاستغاثة التي يطلقها اهالي بلد جراء ما يتعرض له القضاء من عمليات تطهير وتهجير وقذائف هاونات وحصار ودمار وكل ما هو سيء ومذموم عند العرف قبل العقل وهما قبل الشرع .
هذه الصرخات التي تتفجر لها قلوب الخيّرين من ابناء الوطن حزناً وتموت بسببها كمداً لم تحرك ضمير من توجه لهم الاستغاثة .
فلا الحكومة المعنية الاولى قد استجابت وهو من امهات واجباتها لتدارك الوضع وايقاف التداعي الخطير الذي يراد ان يفرض نفسه كواقع مخيف يتستر خلفه مشروع تقسيم العراق ، شاء المواطنون أم أبو .
وعجز الحكومة المخيف يجعلها متهمة في امرار المشروع وتكريسه على ارض الواقع وهي تفقد مصداقيتها كحكومة شرعية انتخبها الشعب وتسقط هيبتها في فرض سيطرتها على اوضاع البلد مما يترك المجال مفتوحاً لمواجهات مسلحة ودموية يجد المواطن نفسه مضطراً لها من اجل حماية نفسه وكيانه ومنطقته وسيكون الرهان على نزع اسلحة الميليشيات الشمّاعة التي تعلق الحكومة عليها اضطراب عملها كذر للرماد في العيون .
ولا الاحزاب السياسية والكيانات المتسلطة بقادرة بفعل ما يدعى لنفسها من قدرة على قيادة سفينة البلد ، بأن تفعل ما هو الاقل المجزي مما تعبر عنه شعاراتها المرفوعة ، ولو على صعيد تفعيل القضية وتوجيه الرأي العام والرسمي لتدارك تصعيد الازمة وايقاف اعمال القتل الطائفي العشوائي .
والغريب ان بعض هذه الكيانات تندفع رافعة صوتها عندما تتعرض بعض المناطق الى مداهمات رسمية من اجل ايقاف ومطاردة الارهابيين والقاء القبض على القتلة والمجرمين وتصور في بياناتها ومؤتمراتها الصحفية وكأن المسألة مقصودة ضد هذا الطرف بالذات ، فاين هي الان مما تواجهه بلد وحصار مدينة الصدر ومنطقة ابو دشير واعمال التهجير في منطقة ابي غريب و ………..
هل ان هؤلاء ليسوا عراقيين واولئك عراقيون ام ان في الامر لغزاً قد تكون مشاركة هي فيه من حيث لا تشعر .
ولا الجهات الدينية التي وقعت بالامس وثيقة مكة وهو ما ينتظر منها وابناء بلد يستغيثون ، ام ان المسألة تسجيل مؤقت اعلامي ، استعراضي .
اين التزامها الشرعي والاخلاقي والعرفي تجاه ما يحصل في بلد وقد استهدفت بالامس شخصية وطنية عراقية معتدلة ، اسلامية ، علمية هو الشهيد عصام الراوي تغمده الله بواسع رحمته .
ولا الطبقات الشعبية والجماهيرية بقادرة على التعبير عن مشاعر غضبها تجاه ما يحصل ، ام ان على القلوب اقفالها .
لينظر دعاة الفيدرالية الى نتائج دعوتهم قبل اتمام أدلتها فكيف سيصبح الحال لو تمت فان تقتيلاً سوف يحصل بكل بشاعة وشراسة وتطهيراً سيقع لا محالة ، وتذكر هذه النتيجة قبل اوانها بمقطع في دعاء الفرج ( يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ) .
وربما ان ما حصل او سيحصل هو احد نتائج الفيدرالية المزعومة .
ان على اهالي بلد ان يعوا يقظين بان قضاءهم لا تدفع عنه الاذى الا ناسه واهله فليتصابروا وليترابطوا وليعلموا ان الله مع الذين امنوا وليذكروا كما هو حال كل عراقي في هذا الوقت بالذات ان حاله حال موسى u عندما قال له قومه ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) سورة المائدة : 24 .
ساعدكم الله على محنتكم وشد من عزمكم وثبت اقدامكم فانا لا نملك الا ان ندعو لكم على خجل من انفسنا بعد ان كان ما بيننا وبين قومنا ، قول مؤمن آل فرعون ( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) سورة غافر : 41 .
8 – شوال – 1427هـ