بيان تظاهرات 31 أب 2013

قال تعالى ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً))

التعرض للمواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعةبإلغاء الرواتب التقاعدية والامتيازات المالية للسلطات الحكومية وإلزاماً بوفاء منوعدوهم بتحسين الأوضاع المعاشية، وصيانة أنفسهم من العوز والحاجة المذلَّين، أمرمطلوب شرعاً وهو ما تقره كل الشرائع السماوية، ومطلوب عقلاً وعقلائياً، فلا تجد منالعقلاء ألا وهو يطالب بحقوقه، وعرفاً حيث هو قائم على اعتبار المطالبة ولذا قيل(ما ضاع حق وراءه مطالب)، بل وعشائرياً هو مطلوب أيضاً.

وعلى هذا فالتعرض للمطالبين بالقوة والسلاحمن أية جهة كانت رسمية أو غير رسمية محرم شرعاً، من الناحية التكليفية، ومنالناحية الوضعية حيث تشتغل ذمة المتعرض بما يسببه من إتلاف بالأنفس والإضرار بها،ناهيك عن دعم وكفالة الدستور لحق التظاهر والمطالبة بالحقوق والمطالبات الإنسانيةلأبسط شعوب الأرض.

نعم على المتظاهرين أن لا يعتدوا بالتعرضلرجال الأمن الذين هم في خدمة الشعب، وعليهم حماية أرواح المواطنين المسالمين، فإنالواجب يفرض عليهم ذلك إلا في حالات رد الاعتداء بمقدار ردعه على أن لا يصل الردالى حد القتل فإنه جريمة محرمة شرعاً وقانوناً وهي من الكبائر التي يعاقب عليهاالفاعل بالخلود في النار، وهذا ما لا يراد لأفراد أجهزة الدولة الذين هم من أبناءهذا الشعب وإخوانه، وأن عليهم أن يتعلموا من التاريخ ويخلعوا لباس القوة والبطشالذي كان يمارسه النظام الصدامي السابق.

إن ترك المتظاهرين يعبرون عن آرائهم بحريةواتزان من دون التعرض للأموال العامة ودوائر الدولة واستفزاز أجهزة الأمن، وفتحالمجال لاندساس أناس مخربين في صفوفهم، وغيرها مما يشوه صورة المتظاهرين ويعرضهمللوصف بكونهم خارجين عن القانون، شيء حضاري يعبر عن قيم إنسانية نبيلة ندعو الجميعالالتزام بها، لإعطاء صورة عن شعب حي متحضر يملك من القيم ما لا يملكه شعب آخر ..مع احترامنا لجميع شعوب الأرض.

وهو نافع أيضاً للجهاز الحكومي الذي سيجدنفسه مضطراً لقضاء حوائج المواطنين متكأً على الضغط الشعبي التظاهري، ومستفيداًمنه في مواجهة خصومها السياسيين الذين لا يريدون لها النجاح في عملها، فإن حقالشعب فوق الحق الدستوري والقانوني لأنه مصدر السلطات.

قاسم الطائي         

25/شوال/1434