You are currently viewing بيان فتوى القتل القرضاوية

بيان فتوى القتل القرضاوية

 

فتوى القتل القرضاوية

ترددت في الاوساط الشعبية الشيعية الشيخ القرضاوي علاّمة زمانه وفريد دهره ووحيد امره، فخر المنافقين وزبدة المتزلفين في عصر غياب موازين الدين، وثوابت رسالة رب العالمين، بجواز قتل الشيعة! وقبل محاسبته علمياً واجتماعياً نشير الى ان الساكت عن هذه الفتوى أياً كان من مؤسسات دولية تدعي رعايتها لحقوق الانسان، ودول ورؤساء وعلى رأسهم الرئيس المصري الذي توسمنا فيه خيراً للامة العربية والاسلامية وهو يسمع وينظر الى هذه الفتوى وهي تطلق من فم القرضاوي علناً امام وسائل الاعلام وبشكل سافر لا يقبل التأويل ولا يحتمل التغيير، ان كل هؤلاء مشاركون له في هذه الفتوى التي تدعو الى القتل والارهاب ومقاتلة المسلم بفتوى المسلم، كل ذلك لإرضاء من يقف خلفه من رؤساء دول وامراء مملوكيات، وخلفهم من دول ورؤساء تدعي بانها راعية لحقوق الانسان وها هي حقوق الانسان تضرب علناً وتسحق جهاراً بفتوى شرعية, وأن هؤلاء جميعاً يتحملون نتائجها في الدنيا قبل الاخرة للقاعدة الشرعية (الراضي بالظلم والساكت عنه ظالم كفاعله).

فهذه دعوى ارهابية ينبغي ادانتها وفق المعايير الدولية التي تديرها الولايات المتحدة ومن يحذو حذوها من الدول الغربية، ومحاسبة فاعلها وتطبيق القوانين الدولية عليه كما تحاول هذه الدول تطبيقها على الرئيس السوادني والرئيس السوري، وقبلها على الرئيس العراقي، والجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية وغيرها من المؤسسات معنية لإدانتها والزام مفتيها الى التراجع عنها والتوبة الى الله منها.

ولنسأل هذا الامي- بنظرنا- ما هو مستندك لهذه الفتوى؟ فإن كان لك مستند فقدمه لنحاسبه وفق الاسس العلمية ولا اظنك تفهم مطلباً بسيطاً من مطالب ما تدرسه مدرسة اهل البيت من كتاب كفاية الاصول وهو ما يدرس في مرحلة السطوح العالية ولو جئت بأمثالك مدداً، وإن لم تأت به فحسبك جهنم هي مثواك وبئس المصير انطلاقاً من حديث (من افتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) وإن كان لك مستند فلتبينه لنا لنناقشه، وسأتبرع عنك بذكر ما يكون مستنداً لفتواك:

الاول: اما ان يكون الشيعة قد بدّلوا دينهم واظهروا في الارض الفساد، فيكونون مصداقاً ومورداً للمأثور (من بدّل دينه فاقتلوه)، والشيعة ليسوا كذلك فانهم موحدون ومتدينون بدين رسول رب العالمين وقد اخذوا دينهم من اهل بيته الكرام، ولا اظنك تنكر ان اهل بيت النبوة عليهم السلام هم اعلم من غيرهم بدين جدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وانهم لم يظهروا في الارض الفساد ولتشير انت كما اشار ملأ فرعون عليه ((ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)).

الثاني: التمسك بقاعدة نفي الضرر وأن الانتشار الشيعي وبروزه على الساحتين العربية والدولية وتغييرهم معادلة التوازن العربي اليهودي مما يسبب الضرر على معتقداته ومتبنياته الشرعية والمذهبية، وقد نسي بأن دليل نفي الضرر هو لرفع الاحكام الشرعية التي ينشأ منها الضرر، وبلغتنا الاصولية هو حاكم على ادلة الاحكام الاولية، وتطبيقه في المقام ان الالتزام او قبول مذهب التشيع مما ينشأ منه الضرر فيكون مرفوعاً بالدليل، وهذا منه غريب اذ ليس انتشار المذهب حكم شرعي ليرتفع بوجوب دفع الضرر، وليته تضرر من نشر الاخلاق الفاسدة والعادات الغربية التي تميّع شباب المسلمين وتفقدهم حياؤهم وتلوث فطرتهم وتسيء الى اخلاقهم وتجعلهم غرضاً لمرامي الشيطان واتباعه من اليهود ومن يدور بفلكهم، ولو كان قد افتى بوجوب قتل الصهاينة الغاصبين للقدس وقتل الارهابيين والنواصب لكان فخراً له وعزاً لمقامه وانى له ذلك وهو يعيش على موائدهم ويتعبد بأفكارهم مع الباسها لباس التقوى.

اننا نحمله مسؤولية الفتوى وتداعياتها ونلزمه بأحكام الشرع القويم من ان فتواه هذه هي بمنزلة المحاربة لله ولرسوله وحكمها معروف في منطوق الآية الشريفة }إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{.

واخيراً ننبه المؤمنين على ضرورة الابتعاد عن نقل وتداول مثل هذه الفتاوى التي كثرت في عصرنا الحاضر وتجنب الاستماع الى امثال هؤلاء من فقهاء السلطة ومثيري الفتنة.

 

قاسم الطائي

8 شعبان /1434

النجف الأشرف