You are currently viewing بيــــان مقتل الشيخ حسن شحاته

بيــــان مقتل الشيخ حسن شحاته

             

          

                 

          

  بسم الله الرحمن الرحيم

 ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَقُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْيُرْزَقُونَ))

لم يكن العقل البشري الذي انفتحتامامه افاق الارض والسماء فاصبح يطوعّها كيف ما شاء ويرفل بنعيمها وخيراتها بعد انوصل الى مديات بعيدة من التمدن والتحضر فكانت الحياة بكل ابعادها ميسورة للإنسانوموفورة لديه، ولكن هذا التقدم المادي لم يصل الى حد احترام القيمة الانسانيةوالكرامة البشرية، فأخذت البشرية في بعض شعوبها تتوحش وتتقاتل في انتهاك الانسانواغتيال قيمته وانتهاب كرامته لا لشيء الا لمجرد الاختلاف معهم في الرأي والاتجاهوالاصطباغ الديني، والأسوأ ان القاتلين هم من اهل الدين وحملة الشريعة التياتخذوها معولاً للهتك واشاعة الفاحشة ووسائل للقتل وفتاوى للذبح لمجرد الاختلافالمذهبي، مع ان الجميع ينطوون تحت ضابطة الاسلام وهي الشهادتين فمن شهد بها حُرّمدمه وعرضه وماله وهذا باتفاق الجميع.

وها هي جريمة هذا العصر المتحضر تنالالشيخ حسن شحاتة ورفاقه (رحمهم الله) لا لذنب اقترفوه ولا لأمر ابتدعوه ولا لسنةغيروها بل لمجرد اتخاذهم مذهب اهل البيت طريقاً، وسيتحمل مسؤولية اغتيالهم فتاوىالقتل التي صدرت من القرضاوي وامثاله ممن باعوا حظهم بالأدنى، كما يتحمل مسؤوليتهاالازهر الشريف الذي يمثل معلماً من معالم الدين الاسلامي في تاريخه الطويل واثراًبارزاً في العلوم الاسلامية وكان دوره الحضاري مما لا ينكر ولا ينسى الجميع انهاسس في عهد الدولة الفاطمية كما ان بناء مدينة القاهرة كان في عهدهم.

ولا يفوتنا ان الرئيس المصري محمدمرسي يتحمل مسؤولية الجريمة النكراء لسكوته او لتشجيعه للتطرف الديني وفتاوى الدم.ثم اين العالم؟ الذي يتشدق بالقيم الانسانية وحقوق الانسان من دول ومرجعيات دولية،وهي تتعامل بانتقائية واضحة تتضح فيما لو تعرض اليهودي للخطف دون القتل والهتك.

اننا وإذ نستنكر هذه الجريمة وندينفاعليها والراضين عنها والساكتين عن فعلها ونعزي ذوي الشهداء الابرار ونسأل اللهان يحييهم بهذه الشهادة المباركة التي لا تنال الا بالاستحقاق الواقعي، فهنيئاًلهم الشهادة وجعلنا واياهم ممن سار على ركب الشهداء بقيادة سيدهم الحسين عليهالسلام.

وانا لله وانا اليه راجعون…

قاسم الطائي   النجف الاشرف

16/ شعبان/1434