You are currently viewing بيــــــع وشراء  ما يثــــير الرغــــبة الجــــنسية

بيــــــع وشراء ما يثــــير الرغــــبة الجــــنسية

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته…

يتداول في الأسواق وخصوصاً عند الصيدليات والمضمدين وغيرهما بيع ما يثير الرغبة الجنسية وهو على عدة أشكال، حبوب، بخاخ، بسكويت، قهوة.. وغيرها، وهي لكلا الجنسين. فما هو حكم بيعها وشرائها؟ مع العلم أن أغلفتها تحتوي على صور خليعة. وما هي نصيحتكم؟

الشيخ محمد الجبوري

بسم ال.. الر.. الر..:

إن إثارة الرغبة الجنسية وطغيانها بمثل هذه الحبوب أو المنشطات قد يؤدي كما هو الغالب إلى انفراط حالة الاعتدال والتوازن عند الإنسان، حيث يتحرك لإشباع رغبته الجنسية عند إحساسه بالحاجة إليها، وأما استعمال هذه المواد لأجل زيادة الإحساس بها وإثارتها بشدة قد يؤدي إلى مضاعفات أخلاقية وبدنية واجتماعية، فيها من الأضرار على المجتمع فضلاً عن الفرد ما لا يخفى.

منها في مجال الأخلاق والسلوك الإنساني، فقد تدفع به الرغبة إلى إشباع الحاجة عن أي طريق ولو كان محرماً، لأن بإثارتها قد تشتد بما لا تستطيع القوة العاقلة السيطرة عليها بل تصبح أسيرة لها، حيث يتحرك الإنسان بعد الإثارة بإشارة منها لا بإشارة من عقله وضميره وخُلقه.

ويترتب على ما سبق أن ينجرف المثار بعد أن يجد أن رغبته لا تغطيها الزوجة لوحدها أو أنها ليست على مستوى الاثارة الجنسية التي أوصله إياها استعمال المنشط، حيث يفتش على معطي الإثارة وإزجاء الرغبة ولما لم يجد طريقاً محللاً يرتكب الحرمة.

ويترتب عليه النتائج الاجتماعية السيئة من تحلل الارتباط الأسري وتفكك العائلة وضياع الاطفال، والتجاوز على حرمات الناس وهتك أعراضهم لو سنحت له فرصة الانقضاض فيما لو كانت الإثارة قوية جداً.

ناهيك عن النتائج الصحية السيئة، فقد ورد عندنا من أسباب قصر عمر الإنسان كثرة الجماع، وأن في قلته طول العمر، مع ما ورد ما ينفع كبار السن، بأن يتجنب الإنسان نكاح العجائز فإنه من موجبات قصر العمر.

وقديماً قال الفيلسوف الشيخ الرئيس ابن سينا

اقلل جماعك انه ماء                الحياة يصب في الأرحام

وعلى هذا، فإن هذه المواد غير جائزة الاستعمال ويترتب عليها حرمة بيعها وشرائها، يستثنى منه حالات علاج الضعف الجنسي عند احد الزوجين بعد استشارة الطبيب، والاستعمال عن إذنه.

وعلى السلطات الرسمية متابعة المسألة لخطورتها على مجتمعنا الإسلامي وثوابته العرفية والأخلاقية.

وعلى الإخوة أصحاب الصيدليات الاجتناب عن هذه المواد وحصر بيعها بطلب من الطبيب المختص وبمقدار الحاجة لرفع الرغبة الى مستوى الاعتدال .

قاسم الطائي          

17/ ربيع الثاني/ 1433هـ