ان الاعلان عن جعل يومي الجمعة والسبت عطلة رسمية يثير أكثر من حســاسية لدى الشعب العراقي الذي يعتز بأعرافه وثوابته الاسلامية والعرفية ولأيام الأسبوع خصوصية معينة وممارسات خاصة تمثل بعض الشعائر العبادية والعادات الاجتماعية التي استقرت على كون الجمعة عطلة يتزاور فيها الناس ويمارسون بعض الشعائر كالزيارات للمعصومين وقيام مراسم الأفراح واللقاء بين الأحبة والاخوان وقد انسحبت بعض هذه الممارسات على يوم الخميس الذي يمثل مقدمة للتعطيل واستعداد عند معظم العراقيين لأداء واجباتهم الشرعية والعرفية في يوم الجمعة وكونه أهم الأعياد الاسلامية وقد ورد في فضله ما لم يرد في غيره من الأيام.وقد اعتادت الناس على اعتبار الخميس نصف عطلة والجمعة مكملة لـه حتى أصبح ذلك من مرتكزات مجتمعنا وأعرافه الخاصة به والتي يعتز بها.والمساس بهذا التعارف الطيب مضافا الى انه يسمى الى اعراف المجتمع وثوابته فإنه يمثل تجاوزاً عن إرادتهم والتصرف بثوابتهم من دون الرجوع إليهم على ما ينبغي في مثل هذه القرارات.هذا إذا لم نقل ان فيه مساً من جهة أخرى كونه يماثل ما عليه عدوهم اللدود – الكيان الصهيوني- وأمر مثل هذا يعطي انطباعاً لمحاولة تطبيع العلاقة مع هذا الكيان ورفضه قطعي من قبل الشعب المسلم.وإصدار قرار في مثل هذا الوقت الذي يمر به البلد لتشكيل حكومة مشروعة جاءت عبر صناديق الاقتراع يضعها في حراجة وارباك وعليها ان تحدد موقفها منه بوضوح تام وان لا تستعجل المساس بمشاعر الناس الذين اعطوها أصواتهم وتحملوا مشاقاً ومخاطر في سبيل انجاح عملية الاقتراع، واستحقاقهم للمراعاة هو الأولى من مجافاتهم بالقرارت غير المنطقية.

 

            قاسم الطائي

          13 محرم 1426