بسم الله الرحمن الرحيم
((أُذِنَ لِلَّذِينَيُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج: 39]))صدق الله العظيم.
وإذ يعيش المؤمنون في العالم الإسلامي وفي غيره ذكرى عاشوراء الدامية في كل صورها وأحداثها ومآسيها وكيف أرست قواعد الجهاد ضد المستكبرين والطغاة في عموم المعمورة، فإننا أيضاً نعيش ثورة من نوع جديد وحركة حياتية جهادية عززت في نفوسنا أمل النصر وأحيت أمل الشهادة، فقدعبرت المقاومة الفلسطينية في غزة من أدائها في مواجهة العدو اليهودي منتقلة من حالة الدفاع عن النفس الى حالة الهجوم وخلق أوضاع نفسية مقلقة للكيان الغاصب الذي ذاق مرارة صواريخ المقاومة اللبنانية عام (2006) وها هو يعيش صواريخ المقاومة الفلسطينية وبنطاق أوسع طال عاصمة الكيان.. تل أبيب.
وإذ نحيّ شعبنا المسلم صموده وهو يدافع عن قيم الأمة وشرفها وقد فهم بعد طول تجربة بأن أهل الدارهم أدرى بما فيها مستعيناً بالله وواثقاً بنفسه وقراراته، ونتمنى أن نكون في صفوته مع مقاتليه لنعيش أحدى اللذتين من الفتح أو الشهادة كما علمتنا تجارب الأيام، وسيرة الإمام الحسين عليه السلام.
فإننا ندعو العالم أولاً بالوقوف مع المظلوم ضد الظالم وأن يصدق ولو مرة في حياته السياسية الشعارات التي يرفعها فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية العيش، وتقرير المصير، وأن يوقف بالضغط على الكيان الصهيوني عدوانه الوحشي على أبنائنا في غزة.
كما وندعو العالم الإسلامي باتخاذ الموقف المشرف والصحيح دون الاكتفاء بكلمات الاستنكار والتنديد وهويطلقها وما كاد ليفعل لولا الحرج، أن يستعمل النفط كسلاح في معركة الشرف هذه التي تبشر بأن عهد الانتكاسات والهزائم قد ولى والى الأبد.
وأن يتوحد في موقفه السياسي والإعلامي، وأن يجتمع في منظمته الإسلامية لتقرير الموقف من هذا العدوان.
كما وندعو العرب الى الاجتماع الفوري في قمة عربية طارئة وأن تشدد على المشاركة في هذه المواجهة بكل الوسائل المتاحة، وأن تسمح لشعوبها بالتحرك والتظاهر.
كما وندعو العراقيين شعباً وحكومة، بأن على حكومتنا الموقرة أن يكون لها الموقف المشرف من هذا الحدث، وأن لا تتراجع في موقفها الداعي لاستخدام سلاح النفط.
كما وندعو العراقيين شعباً أن يشتركوا في هذه المنازلة ولو بالدعاء عند كل صلاة بالموت للكيان الصهيوني وأن يترحموا للشهداء هناك، وأن يساهموا في التخفيف عن عوائل الشهداء بما هو ميسور مادياً.
وأن يستغلوا ذكرى عاشوراء للدعوة الى نصرهم وتثبيت أقدامهم، ولتكون كلمات إمامنا السجاد عليه السلام في الدعاء لأهل الثغور خير دافع.
وأن يشغلوا مواقعهم الالكترونية وبمختلف الاتجاهات، وبالخصوص في توجيه رسائل تصبير وتشجيع للشعب الفلسطيني وإرسال رسالة لليهود هناك بأن حكومتهم لا تريد لهم العيش بسلام، وأن حق الشعب الفلسطيني يجب أن يحترم، وأن الظلم لا يمكن أن يدوم وأن الحق لابد أن ينتصر.. علّهم يهتدون أويرجعون.
((وَإِذَ قَالَتْأُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْعَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[الأعراف : 164])).
المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله )
3/محرم/1434هـ
النجف الأشرف