تظهر بين الحين والآخر دعوات مهدوية كما لاحظنا الكثير منها والملاحظ انها تستقطب الكثير من الناس من خلال أعمال يقوم بها أصحاب هذه الدعاوى مثل الاختفاء عن أنظار الناس وغيره وكذلك يلاحظ إن هؤلاء بعد سقوط وانكشاف القضية يبقون عليها ويقولون إن صاحبهم سيرجع من جديد ، نرجو من سماحتكم قبس من نور لإجلاء هذا الظلام وإطفاء هذه الفتن ليمكن معرفة الدعوى الحقيقية لمولانا ( عجل الله فرجه الشريف ). |
بسمه تعالى : يا أيها الناس احترموا عقولكم وصونوا أنفسكم واتقوا ربكم وأطيعوا إمامكم فإنّ كثرة الدعوات وانتشار الخزعبلات وتسارع الشبهات قد توقعكم في المهلكات ، فاسمعوا نصيحة ناصح قد جمع الخبرة والفكرة وخاض في جميع الشؤون مدة حتى فرس الأمور واطلع على بعض المستور وجاءكم بخبر رشيد . إنّ الرسول على قدر المرسل وما كان المرسل ليرسل إلاّ من يمثله بصدق وإخلاص قد علّمه كثيراً ورباه طويلاً فكان الرسول على صورة مرسله . والمرسل هنا هو الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) وقد سمعتم واطلعتم على مدعين كثيرين فهل وجدتم احدهم على صورة مرسله من التقوى العالية والأخلاق الحميدة والرحمة بالعباد وإرشاد الأهل للسداد ويكون مهدياً قبل أن يكون هادياً قد خبرتم هدايته قبل دعوته . وإنّ هذا لشرف لا يناله الإنسان إلاّ بتوفيق الله سبحانه ورعاية الإمام ( عليه السلام ) وليس لنفسه من نصيب ليقول أنا كذا وكذا فإذا ما أخبر من نفسه بذلك فيكون قد جار على نفسه بالنظر لها ولها الويل إن لم يغفر الله لها . كما ورد في المناجات الشعبانية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وجميع أهل الدعوات ممن نظروا إلى أنفسهم وجاروا عليها فاستحق الغضب واللعنه لا الرحمه ومن هنا طلب في الدعاء المغفرة لنفسه . ومن يلتقي الإمام ( عليه السلام ) لا يخبر بذلك ولا يشير إليه ومن أخبر فهو ممن يجازف بحياة الإمام ( عليه السلام ) ويعرضه للهتك والاغتيال وبذلك يكون قد أعان عليه ولم يعن له ( عليه السلام ) . وإنّ معظم هذه الدعوات تنبثق فجأة وبعناوين ضخمة لا تترك مجالاً لبسائط الناس التأمل في صدق مدعيها والاطمئنان له وتصاب بالذهول وتستعجل القبول فتتورط من حيث لا تشعر وإذا ما سقط المدعي في زيف الكذب وإزاحة ستار الخداع لم تتمالك شجاعتها في أن تحمد الله سبحانه على كشفه لهم قبل أن يتورطوا في أزيد من ذلك أو يندفعوا إلى أبعد منه ، بل تبقى مصرة على غيّها مستغربة لحالها ، ومتشبثة برأيها لا تريد الاستسلام للأمر الواقع والتشكيك في قناعاتها السابقة لآنّ الانسان حريص على الدفاع عن قناعاته وإن بان خطأها إلاّ الذين أوتوا حظاً من العلم ومقداراً من الوعي ، يبقى السذج يدورون في أفلاك أحلامهم وتصوراتهم الباطلة بأن صاحبهم قد غاب وسيرجع بعد حين . وإنّ أكثر هذه الدعوات مدعومة من قبل جهات أخرى تتصيد لأهل الحق في أن تشبه لهم الأمر وتلبس عليه المطلب بعد أن أعجزتهم الحيلة وغاب عنه الدليل في مواجهة حجة الموالين لأهل البيت وصحة اعتقادهم وقد قيل أن التشويش على الحق قد يأتي بالنتيجة ولو بعد حين والنتيجة المرجوّه هنا هي فك إرتباط الناس وقناعاتهم بضرورة ظهور الإمام ( عجل الله فرجه ) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ، لأنّ انكشاف زيف الدعوات ينسحب على تصرفهم في قبال دعوة الحق عند ظهور الإمام ( عليه السلام ) حيث تسقط من قناعاتهم بعد هذا المخاض الطويل من التجارب الفاشلة لدعوات الظهور بما في ذلك دعوة الحق للإمام المهدي ( عليه السلام ) وربما هو هذا المقصد من وراء هذه الدعوات من قبل الأعداء . إيقاظ …. ان المهم كون الإنسان مقبولاً عند الله وذلك بالالتزام بأحكامه وتعاليمه وإرشادات نبيه والمعصومين عليهم السلام وإذا كان القبول الإلهي محرزا بهذا الالتزام فالقبول المهدوي محرزاً إن شاء الله ، فإن وفق الإنسان لزمان ظهوره فهو مقبول عنده وإن لم يوفق فهو مقبول عند الله تعالى وهو المهم لأن إرادة الإمام كون الإنسان مقبولاً عند الله لأنه به القبول عنده . فما عليك يا أخي إلاّ الالتزام بذلك لتغنم . 26 صفر 1428 هـ |