حول السجاد واجساد الشهداء ودفنهم

ورد في بعض الروايات إن الإمام السجاد (عليه السلام) قد دفن الأجساد في اليوم الثالث بعد الواقعة حيث وصل إلى كربلاء عن طريق المعجزة. فعلى صحة الرواية المذكورة لمجيء الإمام السجاد (عليه السلام) ودفنه الأجساد الطاهرة فما هو وجه الحكمة الذي نستطيع ان نفهمه نحن من مجيء الإمام (عليه السلام) في اليوم الثالث بالتحديد علما فرض صحة الرواية كما قلنا فهل هناك بعض وجوه الحكمة التي ندركها لهذا الفعل؟ وماذا تقولون في أصل هذه الرواية؟

بسمه تعالى: يمكن أن يكون حضور الإمام السجاد (عليه السلام) عبر الوسائل الطبيعية وليست الاعجازية وان كانت الأخيرة غير ممتنعة، وذلك لاحتمال ان موكب السبايا لم يصل بعد الى الكوفة لحاجة الجيش الى الترتيب ودفن الموتى واعادة التشكل وأخذ الأسرى وعدهم وتجهيز معدات السير وغيرها مما تتطلب وقتا قد يتجاوز اليومين في تلك الأزمنة، وامكان ان يرجع الإمام (عليه السلام) الى موقع الحادثة لدفن الأجساد الطاهرة حتى وان وصلوا الى الكوفة غير بعيد، إذا علمنا إنه باشر الدفن ليلاً مع بعض أهالي بني أسد، الأمر الذي يعني إمكان مجيئه بالليل ورجوعه كذلك والمسافة بين الكوفة وكربلاء تسمح بذلك، وكل أشكاله من أين حصل الإمام على وسيلة نقل وهي الفرس لا غير للمجيء الى كربلاء، ويندفع بإمكان استعارته أو إجارته أو غير ذلك.

وإذا تم هذا وهو محتمل معتد به لا حاجة الى المعجزة وإذا لم يتم كانت الحاجة الى المعجزة متعينة مع ان المصادر التي طالعتها لم تذكر المعجزة وإنما ذكرت إطلال الإمام على بني أسد لمساعدتهم في دفن الأجساد الطاهرة وتشخيصها لعدم علمهم بأشخاصهم بعد قطع رؤوسهم.

وإذا لم يتم الدفن في الثالث، كان احتمال وقوع العذاب والهلاك على أهل الكوفة او العراق بل والعالم الاسلامي الذي خذل الإمام (عليه السلام) غير بعيد بدليل قوله تعالى {قل تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب} أو ان الثلاثة هي مدة العزاء على الميت كما ورد في بعض الأخبار وان الحسين (عليه السلام) قد عزته ملائكة السماء فاقتضى الأمر ان لا يزيد عن ثلاثة. والله العالم.15 محرم الحرام 1426