You are currently viewing دستور زيارة الأربعين

دستور زيارة الأربعين

دستور زيارة الأربعين

البند الأول: ما يصيب الإنسان إما انه واقع في صراط رضا الله سبحانه أو في صراط سخطه، ومن الواضح أن ما أصاب الركب الحسيني هو ما كان في صراط الله، ولذا تُلقي بالقبول والرضا منه، والماشي الى كربلاء ما يصيبه يقع في صراط رضاه سبحانه، فعليه أن يتلقاه بالقبول، والتحمل والتجمل بأن لا يجعل همه الراحة والأكل والشرب.

البند الثاني: إن طريق الله مليء بالصعاب، ومن سلكه عليه أن يتحمل ما يصيبه تربية له أو تزكية أو رفعاً لدرجته، فإذا ما سرت وأصابك التعب والنصب فاعلم انه احد الثلاثة ستصيب منها لا محالة.

البند الثالث: إن الصعوبة تمر لا محالة، إما على خير وإما على جزع، والأول مأجور والثاني مأثوم، فإياك أيها الماشي أن تضيع الأول لتكون من الثاني وليكن أجرك مضاعف للدنيا بزيادة الهمة وقوة التحمل وتقوية الإرادة وبالآخرة توفية للثواب.

البند الرابع: لا تجعل همك وأنت تمشي متى وكيف تصل بل اجعل همك انك ستصل لا محالة وحينها لا تشعر بالتعب ولا التململ، وكانت همتك عالية ومقصدك سامي، وما عليك إلا أن تستهدف ما هو ابعد من الهدف لتصل إليه بخفة وراحة، كمن يجعل مقصده بغداد للقادم من جهة الجنوب، وللقادم من الشمال أن يجعل مقصده النجف بدلاً من كربلاء.

البند الخامس: لا تضيع وقت مسيرك إلا بالعبادة والذكر من التسبيح والتهليل والصلاة على محمد وآل محمد، والنداء (يا حسين)، وقراءة القرآن والأدعية لتتضاعف بذلك حسناتك ولا تقع في محقها أو حبطها وأنت تستغرق في كلام لا يعني لك شيئاً إن لم يوقعك بالغيبة والنميمة.

البند السادس: استثمر هذه التظاهرة والمسيرة باللعن لأعداء الله والإنسانية من المستكبرين (أمريكا وإسرائيل)، ومن المحتالين والمختلسين وسراق المال العام ليعرف هؤلاء وغيرهم كيف يغير الحسين عليه السلام بالنفوس ويحشد الطاقات ويرسم ملامح التغيير والإصلاح العالمي تمهيداً لدولة العدل الإلهي بقيادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وهو الآن يمشي مع الزائرين كما نعتقده.

البند السابع: لا تبخل بالدعاء للخيرين وخصوصاً للعاملين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولموتى المؤمنين، وعلماء الإسلام المتوفين، وشهدائنا المجاهدين، وعموم المشاركين في زيارة الأربعين، نساءً ورجالاً، صغاراً وكباراً، فإن الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراماً.

البند الثامن: الاصطفاف للصلاة جماعة عند كل موكب، وترك المسير أثناء وقت الصلاة وأدائها، فإن الحسين عليه السلام الذي تواسيه بمشيك لم يترك الصلاة وهو يحارب أهل الزيغ والضلال، وأصحاب المنكر والباطل، وأمر جميع من معك بالصلاة وأفضل الصلاة جماعة، فلا تفوتن ذلك وتفسح لنفسك أن تسرح في التشكيك بعدالة الإمام، فإن السائر للحسين مع التزامه بالبنود الدستورية عادل جزماً.

البند التاسع: التمثل بكل القيم الإسلامية العربية العراقية الأصيلة بالانفتاح على الآخرين من الزائرين ليعرفوا منك ومن غيرك كيفية تأديب الأئمة عليهم السلام والحسين خاصة لمحبيه ومواليه، ومنه ينتقل ذهنه الى نفس شخص الحسين وهو يرى محبيه على هذه الشاكلة، وستكون داعية صامتاً، خافضاً جناحك لأهل الملل والأوطان الآخرين.

البند العاشر: كن منتظماً ومنضبطاً فإن في الأخير يتحقق الأول وبالأول تمضي الأمور متسقة مستمرة بلا انقطاع، ومن الانتظام احترام النظام وإرشادات قوى الأمن التي سترافق مسيرك خدمة لسلامتك، واحترام كل مشارك ومساهم من رجال الدين وأداري المواكب والحضرات والحسينيات.

البند الحادي عشر: لا تبتذل في التجاذب مع الآخرين وتتدافع معهم عند رؤية تجمع منهم لأخذ بعض الشرابت أو (اللفات) من السيارات الواقفة أو المتحركة، فإن في هذه الصورة إساءة واضحة لهذه المسيرة وفتحاً لأبواب نقد الآخرين لها، كما أنها تدلل على حرص منك، عليك أن ترفضه وتنزعه عن نفسك، فالحرص لا يجتمع مع الكرم والشجاعة اللذين عليهما الركب الحسيني وتذكر رفض العقيلة زينب لعطايا أهل الكوفة ورميها من أيدي الأطفال.

البند الثاني عشر: لا تقلل من قيمة أي عمل يقدمه المشاركون من أهل المواكب الكرماء وبعض الزائرين ولو كان إلقاء السلام، وتلقى الآخرين بالبشر والسرور والدعاء، واجعل الإيثار صبغتك عند التزاحم مع الآخرين في المنام أو غيره.

البند الثالث عشر: لابد من جعل الشعارات المرفوعة عامة وفي إطار إسلامي محصن من دون تضميم لفرد أو جماعة أو طائفة أو فئة، وإنما هي إنسانية خالصة وفي إطار ثورة الإمام الحسين الذي لم يفرق بين احد من أصحابه مع اختلاف مشاربهم وأهوائهم.

وليكن الشعار المرفوع هو الصلاة على محمد وآل محمد ولبيك يا حسين، بانتظام وعند كل عشرة دقائق مثلاً.

البند الرابع عشر: إذا تعبت في مشيك فعليك بالنسلان- الإسراع- واكل البصل، وأن تختار أوقات الليل الأولى في مسيرتك، فإنك ستجد راحة في بدنك وبركة في مشيك من حيث قطع اكبر مسافة ممكنة فإن الأرض تطوى في الليل، واقلل من الأكل والشرب، واحتمي بالبصل إذا خفت أن يصيبك بعض الأوبئة وأنت في الطريق، وأن تمشي النساء على جوانب الطريق لا في الوسط والرجال في الوسط.

 

اخوكم قاسم الطائي     

حررناه في 25/محرم/1434 هـ

النجف الاشرف