You are currently viewing رد سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي على وزارة الاوقاف المصريه

رد سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي على وزارة الاوقاف المصريه

             وزارة الأوقاف المصرية :

إسرائيل جارة ولا يجوز الجهاد والحرب معها!!

 

(( طالبت وزارة الأوقاف المصرية الأئمة والخطباء بالتطبيع مع إسرائيل بحجة أنها من دول الجوار وأن الإسلام وصى بالجار وأمرنا بحسن معاملته. ففي الدورات التدريبية التي تنظمها الوزارة بمراكز التدريب الثقافية المختلفة والمنتشرة في محافظات مصر والتي تهدف إلى تدريب الأئمة والخطباء الجدد، قامت وزارة الأوقاف بتدريس مادة جديدة للأئمة لم تدرس لهم من قبل وهي مادة العلاقة مع دول الجوار وخاصة إسرائيل، حيث يتم تدريس هذه المادة في محاضرتين فقط، ولا يتم الامتحان فيها في نهاية الدورة التدريبية )).

 

هذا الخطاب من وزارة الأوقاف المصرية مخادع وينطوي على مخالفات شرعية وأخلاقية عديدة، وترسمه أنفاس سياسة التطبيع التي تبنتها الحكومة المصرية منذ ثلاثة عقود، وهي تستغل الدين توظيفاً في دعم سياستها التطبيعية، وعندما يتدخل الدين لتصحيح أوضاع وانحرافات ومظالم يجاب بأن هذا تدخل في السياسة وينبغي للدين أن يبقى بعيداً عنها، ولكنهم يتوددون بالدين لدعم سياستهم الخائرة.

وأهم ما في هذا المقال

1) كيف يكون جاراً وقد غصب ارض أهاليها بالقوة والطغيان واستخدم كل وسائل الترهيب والترويع بما لا يمكن سد فوهته أو إسدال الستار عن عورته. لمعرفة الداني والقاصي له. والتشكيك فيه من صناعة سياسة القوة لا قوة السياسة كما يعبرون في عالمهم السياسي.

وإذا لم تكن جارة، بل هي متعدية على حقوق الجيران ومتجاوزة عليهم ظلماً وعدواناً، وهذا من قلب الحقائق، وتلبيس الأمر، واستحمار الخلق.

وعليه (فدولة الكيان الصهيوني) ليست من دول الجوار بل هي من دول العدوان.

2) مهما فعلت فهي جارة، تستر على جرائم يندى لها جبين الإنسانية وقبول للظلم والاحتلال كأمر واقع لا مفر منه، ولكنهم لم يسامحوا منتخب الجزائر ومشجعيه عندما هزمهم في مسابقة كرة القدم، مع قرب الأخير منهم صلةً

لارتباطه معهم رحماً، والقرآن يصرح {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الممتحنة8، ولعل الأوقاف المصرية قد تدفع يوماً لرفع آيات من هذا القبيل تزلفاً للكيان الغاصب.

3) المعاهدة ملزمة للحكومة المصرية لا للشعب المصري، فهي غير ملزمة لهم، وقد خرج على رئيسه فقتله استعراض النشوة العسكري، ثم أين صدق ((اليهود)) والله يقول (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ) المائدة 82 وهل الأوقاف لم تقرأ هذه الآية أو أن الشارع يتكلم بواقع التجربة وليس بواقعية الحقيقة التي يعرفها وعلينا الاهتداء بها.

4) وهلا سمعت الوزارة الموقرة {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء155 عندما نقض أجدادهم مواثيق الأنبياء وقتلوا بعضهم، واستكبروا مع آخرين، وورث هؤلاء أولئك والمشي على سجيتهم والأيام والأحداث كشفت زيف عدم نقضهم ما يلتزموا به.

5) صدق الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) واثبت الدهر مكامن القوة في التشريع الإسلامي وصدق انباءاته، حينما قال: (كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف).. وهذه منها.

6) الوصية للجار، الجار المستقيم وليس الظالم والمستبد والمطلوب شرعاً ونقلاً وعرفاً مواجهة الظلمة بكل وسيلة ممكنة، وعدم الرضوخ والانبطاح أمامهم كما تريد وزارة الأوقاف المصرية ذلك.

{فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}