احقا انك مفتي؟
ذكر الدكتور علي جمعة مفتي مصر على موقعه HTTP://ALIMAMALALLAMA.COM/FAQS.PHP/ID=30 فتاوى مقروءة- فتاوى الفرق والمذاهب- الشيعة- من هم الشيعة؟ وهل هناك خلاف في العقيدة بين الشيعة والسنة؟
((لا خلاف في أصل العقيدة؛ فهم يؤمنون بالله ويؤمنون بالرسول، ويؤمنون بأن الكعبة هي القبلة وبأن شهر الصيام هو رمضان، وبأن الصلاة خمسة، وبأن الظهر أربعة.. الخ.
فليس هناك خلاف في هذا، لكنهم يفضلون سيدنا علياً على سائر الصحابة، ومصادرهم لا يأخذونها الا من سيدنا علي (رضي الله عنه).
ونحن نقول لهم: انتم قصّرتم وحجّرتم واسعاً، فهناك ألف وثمانمائة صحابي روينا عنهم في أهل السنة وانتم تروون عن واحد فقط)).
اذ اننا نسأل فضيلة الدكتور الموقر بأن مفهوم الصحابي مفهوم فضفاض (كما يعبر أهل السياسة)، وبتعبيرنا مفهوم مجمل له أكثر من دلالة، فعليك تحديده ليتسنى لنا الجواب، مع اننا لا دخل لنا بالصحابي بما هو صحابي، إذ أمره الشخصي لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد، وإنما يهمنا مقدار تفاعله تأثراً وتأثيراً برسالة الرسول الكريم محمد الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم).
إذن لابد من تحديد ما تريده من مدلول للصحابي، إن كان هو مجرد مصاحبته لبعض الوقت لفترة الرسول الكريم، وإن مجرد الصحبة أو تعاصر زمانه ولو في بعضه للرسالة يعطيه صفة الصحبة المحترمة التي تفرض نفسها على عموم المسلمين، فهذا غير منطقي ولا يقره عقل ولا عقلاء، ولم نعهده بالشرائع السابقة، فهل إن أصحاب الأنبياء (عليهم السلام) كانت لهم تلك المنزلة الرفيعة لمجرد الصحبة؟ نعم منزلته بمقدار تفاعلهم مع رسالة نبيهم واحترامهم لها ودفاعهم عنها، وهو كذلك ما نقوله نحن.
فإذا أريد هذا المعنى، فهل لك أن تجيبنا بأن كل أصحابك هم على منزلة واحدة ومكانة متساوية؟ أو هم متفاوتون منزلةً ومكانة؟ من الواضح انك ستجيب ليس كلهم على شاكلة واحدة، فمنهم من استفاد منك علماً ومنهم من استفاد منك جاهاً ومنهم من استفاد منك منصباً ومنهم من استفاد منك مادة، ومنهم من استغل (صحبتك) واستثمرها لأغراضه الشخصية و.. و..، وأنت في جميع هذه الصور تقدر من صاحَبَك لأجل رسالتك وصحة أفكارك وسار على دربك وأكمل مشوارك، فهذا لا تساويه مع الآخرين.
وإذا لم ترض بهذا العرض العام فكيف تتصرف لو طلب منك شخصاً أن تكتب عن شخصية فذة في تاريخ مصر، ولها أخلاف لا زالوا أحياء، وأصحاب كانوا لها ولهم أخلاف أيضاً، فهل يقضي عقلك أن تنقل عن هذه الشخصية من أخلافها أو من أخلاف أصحابها؟.
يرشدك إلى ذلك قوله تعالى ((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
وكيف توجه كثير من المظالم وقعت من الصحابة والقرآن يقول ((أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ))
وهلا ساويت شعورياً وسلوكياً بين ابنك البار المطيع الخلوق وابناً لك ليس على هذا النحو، وهل تقدم كلام الاول وتبني على صحته أو على كلام الثاني.
هذا كله مع الفارق الكبير بين علي (عليه السلام) وغيره حتى تمنى بعض الصحابة بعض خصاله، (واحدة من ثلاث) قالها سعد بن أبي وقاص عندما طلب منه معاوية سب علي (عليه السلام).
الم تسمع قول الفراهيدي لبيان أفضلية علي (عليه السلام) باستغناء علي عن كل صحابي واحتياج الجميع له حتى قال الخليفة عمر (( لولا علي لهلك عمر)).
هذا المقدار يكفي، ولا اعتقده يقنع به ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)).