رسائل

 إلى / فخامة السيد رئيس الجمهورية .

            إلى/ السيد دولة  رئيس الوزراء .

            إلى / الجمعية الوطنية .

            إلى / القوى السياسية .

 

    قال تعالى ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) سورة هود ) .

    

 صدق الشاعـر وأجاد فـي قولـه :

اسمع نصيحة ناصـح           جمع النصيحة والثقة

إياك واحذر أن تكون           مـن الثقـاة علـى ثقـة

 

      فان للثقاة خيانة في بعض الاحيان ، فما اوثق من العين وهي تريك السراب ماءً ، والاذن تسمعك الخطأ صواباً ، فلستم بمعذورين ان وثقتم بمحذور ارى السفير يكثر غشيناكم وهو الغريب دخلته ، السيء وصلته ، الحقود كلمته وقد قاسمتموه في سعيكم وجعلتموه موضع سركم ، افظاهره غرّكم ام باطنه سرّكم ؟!

      معالي القادة ، يا من استأمنكم الشعب حياته واودعكم مستقبل اجياله ، لكم مني السلام …

      اما بعد : فان السفير يوردكم ثم لا يصدركم ويوقعكم ثم لا يعذركم فأجتنبوه ولا تقربوه وان حضر اجتماعاتكم فاصموا اسماعكم ، وان تدخل في شأنكم فاسمعوه رأيكم واستعينوا بالله وشعبكم من حشرته فيكم ومن شيطنته معكم ، واعلموا انكم من بادر وتصدى للمهمة الوطنية متكلاً على خبرته الذاتية وسيرته النضالية ، واليوم انتم اهل الصولة واصحاب الرأي وساسة البلاد فان احسنتم الفعلة شكر الله سعيكم ومدح الشعب فعلكم وسجل التاريخ مآثركم وافتخرت الاجيال بموقفكم فقد صنتم الامانة وحفظتم الوديعة ، فيبقى اثركم قائماً فيهم حالاً عندهم تعكسه زفرات القلوب ولحظات العيون وبسمات الاطفال وتتشرف بذكره مذكرات الاطفال وكتب الرجال وستبقون احياءً ما دام امانتهم لديكم مصونة ومستقبلهم عندكم محفوظ ، واعلموا ان الموقف الشريف لا يسجله الا الرجل الشريف .

      واذا تراجعتم عن ما قلدكم الشعب امره وتراكضتم غير ملتفتين الى تمزيق وحدته وارضه طاردتكم لعنة اجياله ودونكم في سجلات اعدائه فلا نسل لكم سيتشرف بانتسابه اليكم ولا عشيرة سترضى بانتسابكم اليهم قد ضيعتم ثروة الاجيال وجهاد المخلصين وخسرتم صفقة الشعب المسكين .

      لا لشيء لانكم اخطأتم اللحمة وتقحمتم العصبة فذهبت ريحكم وتمزقت قوتكم فضاقت عن مصالح شعبكم ووحدة بلدكم ولم تسع الا لمصالحكم او احزابكم او تكتلاتكم فاصبحتم طرائق قدداً بعد ان كنتم جمعاً لبداً .

      فالله الله ، اناشدكم ان تتناسوا خلافاتكم وترجعوا الى ايام نضالكم في خلاص شعبكم وبناء مستقبل بلدكم كي لا تصلوا الى نقطة ( إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) سورة الأعراف ) .

      ما اردت بهذا الا نصحكم وتمحيض تذكيركم فان الذي يفوت لا يدرك :

ان القلوب اذا تنافر ودها            مثل الزجاج كسرها لا يجبر

      اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واسأله ان يوفقكم للسداد ويريكم طريق الرشاد ونعوذ به ان نقول يوماً على بلدنا السلام .