قال تعالى : ) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ( الزمر : 18 .
أخواني وأخواتي أعضاء الهيئات التدريسية المحترمين ــ أحييكم بتحية الإسلام العظيم والخلق الرفيع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أعلموا إن الواحد منكم هو أحد الآباء الثلاثة ) أب أولدك وأب علمّك وأب زوجك (.
وهذا يضعكم في موضع المسؤولية الاجتماعية والتربوية ؛ ويضفي على مهنتكم شرف حق الأبناء على الآباء ، فأن بإخلاص عملكم واحترامكم لوظيفتكم تنال مطالب الأمم وتتحقق أهدافها في التطور والبناء ؛ وبحسن تربيتكم لطلابكم تسود مبادئ الخلق العظيم والشرف الرفيع ؛ كيف لا وأنتم تمثلون القدوة والأسوة بنظر طلابكم . ومجتمعكم قد استأمنكم أبناءه لا للتعليم فقط بل للتربية كذلك حسناً بالظن بكم وإكراماً لمقامكم .
والقدوة هو الذي يضع الكلمة في إطارها الصحيح من حيث تعليمه لغيره وتربيته لهم ؛ باعتباركم مسلمين فأن أول شيء يفترض عليكم في مجال اختصاصكم أن يكون أحدكم مستوعباً للعلم الذي يعطيه لأنه إذا لم يكن كذلك فأن التعليم ) مهمة الأنبياء العظيمة ( التي ورثتموها ستكون عملية تجهيل ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه وستصبح الفكرة التي يريد إيصالها غامضة وضبابية تغطية لجهله وتأكيداً لذاته ، فليكن الواحد منكم متقناً لمادته التي يدرسها فأن إيصال الأمانة وحملها مسؤولية عظيمة وليكن على مستوى أخلاقي رفيع يؤهله لإعطاء الفكرة التي يريد إيصالها للطالب نابعة من هذا الجانب مما يؤكد للكلمة الواصلة لذهن الطالب محبوبيتها له واندفاعه لتلقيها بقلب منفتح ؛ يرى في أخلاق أستاذه مادة تعزز قناعته وتدفعه للانفتاح عليها بشغف ورغبة كبيرين .
ولابد للأستاذ الفاضل أن يأخذ بالأساليب المتنوعة والتي بواسطتها يدخل الفكرة الى ذهن الطالب وأن يتحرر من الاجترار والتكرار الممل في أسلوبه وطرحه ؛ وهذا النوع هو مفتاح نجاح مهمتكم .
وعليكم أن تكونوا رحماء بطلابكم ؛ كي تفتحوا قلوبهم كما تفتحون عقولهم ؛ فيمتزج العقل مع العاطفة لخلق جيل سوي في تعليمه ومستقيم في تربيته .
ابتعدوا عن مناطق الخلل وتسييس العملية التعليمية والتي تشوش على الطالب تحصيله العلمي وتلجئه لتصرفات غير صحيحة محاباة لهذا أو ذلك على حساب العملية التعليمية .
تمنياتي لكم بالموفقية والنجاح
21 شعبان / 1427 هـ