رسالة الى حماس

(( لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون))

    تحصنوا بموقف الحسين بن علي الشهيد الذي انتصر دمه على غطرسة القوة والسلطة وجبروت الظلم والطغيان الذي تبلور على مر السنين بصور مختلفة من حيث الاشخاص متفقة من حيث الاهداف ، فكان رمزاً للشجعان ومناراً للفرسان وخصمه في مزبلة النسيان وعليه لعنة الثوار وغضب الاحرار .

    ان استحضار معاني الثورة الحسينية التي نعيش ايامها ونتفاعل مع احداثها خير معين وافضل رافد لدعم أرادتهم وتقوية شوكتهم ، فكونوا لها متمثلين وعلى هداها سائرين ولا يهمكم كثرة جمعهم وتكالب الباطل على دعمهم فأنتم  تصغون وستصنعون الحياة لاجيالكم وترسمون التاريخ مفخرة لبلدكم ان قوة الالة العسكرية اليهودية مهما عظمت فهي صغيرة امام ارادة الابطال وهمم الشجعان ، وهي الجُدُر التي أخبر الله أنهم لا يقاتلون الا من وراءها ، باسهم بينهم شديد ، انها ملحمة أخرى قد تكون كتبت لكم لترسموا ملامحها في عصر قل فيه الشجعان وكثر فيه أشباه النسوان ، لتعيدوا للانسانية رونقها وتزيلوا عنها غبار تخنيثها .

     ان الاستحضار سيثور فيكم كل معاني التضحية والاقدام التي نحن بأمس الحاجة اليها وسيحشد لكم غضب الموالين والمحبين للحسين ثورات دائمة على الظلم والطغيان فافتحوا اذهان شعبكم على ثورته لتنالوا من فيض عطائه حينما تستصرخون الحياة مع الذل في مقابل الموت بعز . وان شعباً مهما كانت الهجمة عليه بمنطق انه يريد ان يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد ، فاستمعوا يتخافتون وانطلقوا مجتمعين . ولكن الحياة تصنعها المواقف الشجاعة والارادات الصلبة لا المواقف الخجولة والمقالات المنمقة بمنطق لا طاقة اليوم بجالوت وجنوده . ولم ترسم على صفحات التاريخ الا المواقف الشجاعة والبطولة والتضحية وهي لا تتخذ الا من قبل اهلها ولن تصل اليهم جاهزة من الاخرين لقد صبرتم طويلاً ولا يعدم الصبور به الظفر وان طال به الزمن . واذ لانملك قدرات المشاركة العملية في القتال معكم ولكننا نملك قلوب الدعاء لكم والايمان بقضيتكم ، والدعاء هو سلاح الانبياء الذين صنعوا تاريخ الامم والشعوب وهذا أقل ما يمكن تقديمه لكم ، مع اجازتنا لكل وسائل الدفاع عن انفسكم وحكمنا بوجوب الوقوف معكم بل والقتال بينكم لمن كان قادراً ومتمكناً وامرنا بضرب المصالح اليهودية اينما كانت والمتعاونين معهم هذه بضاعة دعمنا وهي مزجاة فنسال الله أن يتصدق علينا بقبولها ويستجيب دعائنا بنصرة إخواننا أهل فلسطين البطلة أنه نعم المولى ونعم المصير .

النجف الأشرف –  2محرم 1430هجـ