رسالة توجيهيه
الى – الخطيب الحسيني
لقد غنمتَ موقعاً يغبطك عليه المحبون ويحسدك عليه المبغضون فإن التشرف بخدمة النهضة الحسينية شرف ما بعده شرف، ومقام لا يناله ويوفق إليه إلا ذو حظ كبير حتى أصبح وجه المذهب وعلامة الدعوة وسفير القضية الى كل اصقاع الأرض بعد أن تهيأت لك وسائل الاتصال والوصول بصوتك الى كل مكان فأصبح صوتك مسموعاً وكلامك متبوعاً وهنا تكمن خطورة خطابتك أنك تتعامل مع أخطر قضية وأقدسها في تاريخ الانسانية قد تمثلت بها كل قيم السماء والأرض في قلوب طاهرة لم يدنسها من آثار الجاهلية شيء وكل قيم النذالة والانحطاط الاخلاقي والانساني في صورة بشعة لم يعهد لها التأريخ مثيلاً ولن يكون لها مثيلاً ولهذا فهي تشكل فاصلاً بين الحق والباطل فمن تفاعل معها بضمير حي ووجدان انساني خالص كان من أهل الحق، ومن تقاطع معها بضمير ميت ووجدان غير خالص كان من اهل الباطل ومن وقف ولم يكن من هؤلاء ولا من أولئك فهو من أولئك المرجون لأمر الله سبحانه.
ومن هنا يتعين وأنت تؤدي وظيفتك ان تعمل جاداً وتتحدث مخلصاً لزيادة فريق أهل الحق ونقصان أهل الباطل وبذلك ستوجه ضربة موجعة لأعداء الإسلام والأشد عداوة وهم اليهود {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}المائدة/82 والذين آمنوا في جملة من الروايات تصدق على الإمام علي (عليه السلام) وأهل بيته كما ولا تسعى لإثارة ما يفرق بين المسلمين على اساس طائفي وأنت تظن أنك تصنع خيراً، كلا، إنما عليك أن تذكر محاسن أهل البيت (عليهم السلام).
إذا أردت اتباعهم وزيادة الموالين لهم، فإن الناس كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام) ((لو سمعوا محاسن كلامنا لأتبعونا)) وهذا هو الهدف وهذه وسيلة الوصول إليه.
وإذكرك بالاصلاح الذي طلبه الإمام الحسين (عليه السلام) في أمته، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وليكن هذا شعارك في خطابتك، فإن فرص المنكر قد أنتشرت وتشعبت، وأخذت وضعاً لا يلاقي رفضاً لا من أهل الساسة ولا من العباد، فأخذت تفتح الملاهي، والمساجات، والكوفي شوب بإدارة نساء وفي المناطق الموالية أهلها لأهل البيت يخبرك عن ذلك مرورك السريع في الكرادة ببغداد وستجد من أمر المنكر عجباً وهذه فرصة الانقضاض على الباطل يقدمها اليك امامك الحسين وهو ينظر اليك كيف تعمل لرفعها ودحرها، وهذا هو ميزان ارتباطك الحقيقي بإمامك الحسين حيث حدد الهدف والوسيلة وبمقدار تفاعلك معهما تكون الرابطة لك مع الحسين (عليه السلام)
ولا يفوتني ان اذكرك بإن الاسلام المحمدي الأصيل يتعرض لهجمة تقودها قوى الشر في الأرض من اليهود واذنابهم الغربيين والشرقيين في بث الفوضى وإثارة النعرات وفتح المناحرات بين أهل الاسلام مستخدمين علامة – داعش – ومكافحة الارهاب وهم من صنعوه.
وعليك بالفات نظر المسؤولين عن المظالم الواقعة على المواطنين من رفع الضرائب وزيادة اسعار الوحدات الكهربائية ورسوم المعاملات بما لا يتمكن تغطيته المواطن المسكين، وإن تكون الوزارت لكل المواطنين وليس ضيعة للكتل السياسية توارثوها من فقرهم المدقع وحرمانهم المعهود، وإياك والمجاملة (فإن المؤمن لا يجامل ولا يداهن ولا يتبع المطامع) ومن لم ينه عن المنكر فليس بمؤمن وإن كان موالياً قال صلى الله عليه وآله) من المؤمنين من لا ايمان له، قالوا كيف يا رسول الله قال ذلك الذي لا ينهى عن المنكر.
مع دعائي لك بالتوفيق ..
مكتب المرجع الديني الفقيه
الشيخ قاسم الطائي
24 ذي الحجة 1437
النجف الاشرف