قول الحق اعظم
كتب المرجع الفقيه قاسم الطائي ( دامت بركاته )
رسالة مغرور
تناولت الاخبار تصريح ناري للرئيس ترامب وأنه سيشدد الحصار على العراق فيما لو مرر قرار اخراج القوات من العراق وإنه لن يخرج حتى يدفع العراق مبالغ خيالية صرفتها الولايات المتحدة على العراق، وبنت قاعدة جوية ضخمة بداعي أنها كلفت مليارات من الدولارات، وعلى ضوء هذا التصريح بدأت أبواق من لا يريدون للعراق الخير والاستقلال التخويف من خطوة من هذا القبيل وأنه سيدفع العراق الى الافلاس ورفع حماية أموال العراق وغيرها من كلمات من لا يحترمون انفسهم وبلدهم وغالباً ما يفكرون بعقلية غيرهم.
وسأتعرض لهوس ترامب، وأنه لا قيمة قانونية ولا سياسية لكلامه:
أولاً: ان غزوها للعراق بلا مبرر قانوني ومسوغ دولي وقد ضربت مجلس الأمن عرض الحائط وأقدمت على خطوتها في غزو العراق، ومن جراء ذلك فهي تتحمل جميع الآثار المترتبة على فعلها غير الاخلاقي.
فإن قلت: ان شخصيات معارضة من طلبت من أمريكا غزو العراق.
قلت: لا قيمة لطلبهم لأنهم لا يمثلون الشعب العراقي وإنما يمثلون أنفسهم ومصالحهم.
وعليه تتحمل أمريكا خسائر جيشها ومعداتهم وقتل جنودهم وتتحمل أرواح العراقيين الذين قتلتهم ويصلون الى مليون شخص بحسب تقاريرهم أنفسهم ناهيك عن تدمير كل مؤسسات الدولة ومشاريعها، وحل الجيش والشرطة وهيكلتها بعناصر ليست لها خبرة في الإدارة والبناء نعم لهم قدرة قتالية ولكنها بدون تنظيم تصبح وبالاً كما هو حاصل.
وأما بناء القاعدة فنقول أما بموافقة الحكومة أو بدونها.
فإن كانت بموافقتها فقد رفعت الموافقة ولا حق للأمريكان في ذلك إلآ إذا كانت ثمة شروط تقرر تحمل العراق خسائر بنائها أو بقاء قواتها، والخسائر لا تصل الى مليار دولار في أقصى حدها وباعتباري مهندس استطيع تحديد مبلغ الانشاء، ويطرح منه ايجار الارض التي بنت عليها القاعدة.
وإن كانت بدون موافقتها فللعراق اخراجهم ورفع البناء على ارضهم بلا أي مقابل.
ناهيك عن تحمل الحكومة الامريكية قتل العراقيين وتدمير بلدهم فعليها الاعتذار من الشعب العراقي وتعويض خسائره من الارواح والأموال وقلنا سابقاً على العراقيين المتضررين من الاحتلال تقديم شكاوى ضدهم والمطالبة بالتعويض وعلى الحكومة تنفيذ هذا الاجراء.
وأما لغة الاشقياء، وأني سأجعل العراق كذا وكذا هذا هواء في شبك وتأباه العلاقات الدولية واحترام مصالح وإرادة الشعوب، فالعراق ليس صنيعة للذين خلفوك ولا ولاية أمريكية فتخرج صفر اليدين صاغراً، فأن التصرف بمال الغير موقوف على إذنه وموافقته وإلا كان اعتداءاً يجب ردعه ورده، وأمريكا لا تراهن في مواجهة مع دول لها موقف ثابت وصلب وهذا ما لمسناه من سياستهم.
نعم إن هذه لغة أولاد الشوارع لا رؤساء دول، فأسع سعيك وكد كيدك والله لن تميت إرادتنا ولا توقف سعينا في اخراجك وقواتك.
وانصحك ان لا تلعب بالنار فإن ابناء الحسين وخالد لم يأبهوا الموت بل يستأنسون به، ويدفعهم إمامهم المهدي إرادة منه ليراهم أهل النصرة والإرادة وهذان الأمران لا أنت ولا الدنيا بأجمعها تستطيع نزعها من العراقيين.
إسمع نصيحة ناصح جمع النصيحة والمقة
إياك وأحذر ان تكن من الثقاة على ثقة
من عبد الله المؤمن
قاسم الطائي
أحد مراجع الدين
11 جمادي 1 1441