You are currently viewing سلسلة حوارات مع فقهاء وعلماء الدين الإسلامي

سلسلة حوارات مع فقهاء وعلماء الدين الإسلامي

 

 

الكاتب الأستاذ علي آل قطب الدين الموسوي يحاور سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي أعزه الله 
 
سلسلة حوارات مع فقهاء وعلماء الدين الإسلامي
الحلقة الأولى

العلامة المفكّر الإسلامي المهندس الفقيه سماحة الشيخ ..قاسم الطائي.. عالم دين… مفكر من الطراز الرفيع.. له مقلدون وطلاب يدرسون في مستويات علمية عالية في الحوزة العلمية.
ابتدأ بالدراسة الحوزوية في جامعة السيد كلانتر. ونجح بدرجات عالية وخلال أشهر معدودة مالم ينجح فيه بعض الطلبة خلال سنين طويلة.
درس فترة من الزمن عند كبار اساتذة الحوزة العلمية مثل المرجع السيد علي السيستاني والمرجع الديني الشيخ اسحاق الفياض (حفظهم الله تعالى) والمرحوم المرجع الديني الشيخ علي البروجردي (طاب ثراه) والمرحوم المرجع الديني السيد الحمامي (طاب ثراه). ولكنه لازم استاذه الشهيد المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) طيلة سنين تصديه إلى قيادة الأمة.
الشيخ الطائي: عالم صلب العقيدة شديد على الباطل.
أفتى مرات عديدة بوجوب إقامة الحكم القرآني (عقاب المفسدين في الأرض) على المسؤولين الفاسدين، وهو حكم قرآني ينطبق على اللصوص وسرّاق المال العام.
مفكّر عراقي قدير.
غيور على العراق إلى أعظم حد، وفيُّ إلى شعبه. رجل وطني بمعنى الكلمة.

قاعدة تأريخية فنّدها الشيخ الطائي.
فنّد قاعدة تأريخيّة ظل الكثير يردّدها على مدى أكثر من ألف عام، وهي مقولة:
((إن علي بن بي طالب خُلق في زمان غير زمانه)).
فقال الشيخ الطائي: هذا عبث على الله.إنّ الله (تعالى شأنه) تنزه عن العبثية فكيف يخلق الله (تعالى شأنه) إنساناً في زمانٍ غيرَ زمانهِ ومكانٍ غيرَ مكانهِ.
أنا أعلق واٌقول: حقيقة لو نظرنا إلى الأشخص الذين كانوا مع علي بن أبي طالب سترى أن بعض رجالات مجتمع الكوفة في زمن علي بن أبي طالب ليس لهم نظير على مر التأريخ فمن مثل مالك الأشتر (رض) الذي يقول عنه الإمام علي (ع): كان لي مالك كما كنت لرسول الله (ص). وهي قوله لم يقلها علي (ع) حتى في الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة (سلام الله عليهما). كذلك اصحاب الحسين (ع) الذين ليس لهم نظير بالوفاء للإمام المعصومن والثبات على العقيدة. بتصريح الإمام الحسين (سلام الله عليه).
لم يخشى الشيخ الطائي جبروت النظام الصدامي، وبقى بجانب الشهيد العظيم محمد صادق الصدر حتى النهاية.
لم ينصفه الكثير، ربما بسبب ما يقول البعض من استعجاله اعلان الاجتهاد.
مهما يقول البعض يبقى سماحة الشيخ الطائي طاقة علمية وفقهية واصوليه وفكرية عالية. تستوجب على طلاب العلم والحقيقة الاستفادة من علومه وأفكاره.
الموضوع ليس استفتاء ويكون الجواب: يجوز أو لا يجوز
إنّما هو حوار استدلالي يطّلع عليه المهتمون والباحثون. وياحبذا أن يشاركنا به أهل العلم والفضل.

سماحة الشيخ الفقيه العلامة الشيخ قاسم الطائي .دامت إفاضاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوارية الأوّلى:
بعض الأشخاص يقولون لا يجوز الكلام على الفساد الإداري والسياسي لأنّ رؤوساء هذه الحكومة محسوبين على الطائفة الشيعية.
هل يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام الحكومة التي يرأسها شخص محسوب على الطائفة الشيعية أمر محل اشكال، ونحن في زمن الغيبة وعدم ظهور المعصوم.


الجواب:
بسم ال.. الر.. الر..
كونهم محسوبين على الطائفة الشيعية لا ترفعهم فوق درجة الحساب والتعريض للمساءلة كونهم امناء على هذا الشعب ومستقبله، بعد إن رفعتهم إلى مواقع القيادة أصوات المواطنين التي لولاها لما كانوا مسؤولين، وعلى هذا فهم مسؤولون إمام الله تعالى وإمام شعبهم.
ولو صح ما قالوا- وهو ليس بصحيح قطعاً- لانسحب على كل تصرفات السابقين ممن تربطهم صلة قربيه أو ولائيه مع المعصومين وليس لذلك من اثر في التاريخ.

والله لا ينظر إلى مسمياتهم وصورهم بل ينظر إلى قلوبهم وما كسبت أيديهم، بل أكثر من ذلك إن المؤاخذة عليهم اشد والمسؤولية اكبر لأنهم يدعون إتباع أهل البيت عليهم السلام، وقد ورد عنهم ((كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً)) وبإمكانك الحكم، وأين تضع هؤلاء المفسدين.
وفي تمييز أخر للمعصوم عليه السلام عندما سئل عن الغناء فأجاب بكبرى يمكن تسريتها إلى موارد أخرى، إذا ميز الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فأين تضع الغناء؟ فأجاب السائل مع الباطل فقال الإمام عليه السلام قد أجبت.
وهنا أين يضع السائل عمل هؤلاء؟
وأين هم من مقالة رسول الله صلى الله عليه وآله ((لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها)) فإذا كانت فاطمة وهي بضعة الرسول صلى الله عليه وآله لا تعفى من العقاب لو سرقت- والعياذ بالله- فكيف يلتمس العذر إلى هؤلاء.
والأمر بالمعروف مع ما تقدم مع مثل هؤلاء يصبح مؤكداً ومشدداً لما عرفت مما سبق لا انه محل إشكال.
وكوننا في زمن الغيبة علينا إن نكون على مستوى قبول الإمام عليه السلام لنا فيما لو ظهر، وألا فلا يقبل منا عذراً ((فما لكم كيف تحكمون)).


الحوارية الثانية:
كم هو الوقت الشرعي بين صلاة الفجر وشروق الشمس؟
هل هناك رواية أو قاعدة فقهية تقدّر الوقت؟
الجواب :
بسم ال.. الر.. الر..
معدل الوقت بساعة ونصف وقد يزيد أو ينقص على مدار السنة، وهو منحصر بين ظاهرتين طبيعيتين هما طلوع الفجر الصادق- الضوء الأبيض المعترض السماء في الأفق- وشروق الشمس بخروج قرصها من الأفق.
ولا توجد رواية- في حدود مطالعتي- تقدره إلا بما ذكر أنفا وأما تقديره من حيث المقدار فلا.

الحواريةً الثالثة:
هل تعتقدون بأهمية الدراسة المنهجية الأكاديمية في الحوزة العلمية ؟
ووضع ضوابط علمية أكاديمية شبيهة بالجامعات العلمية لمن يريد أن يرتدي العمامة.
كأن يكون هناك امتحانات ودروس نتائج وبحوث مكتوبة للطالب نختبر فيها صحة لغة المتصدي للخطابة والتبليغ. وقدرة المتصدي في البحث وتهيئة المحاضرة المكتوبة على أسس علمية صحيحة.
قرات أن الامام الصدر الثاني (طيب الله ثراه) قد أكمل امتحانات جامعة الأصول الدينية ونجح بدرجات عالية، كما إنّكم درستم دراساتكم الحوزوية الدينية في جامعة السيد كلانتر. واجتزتم النجاحات بدرجات عالية.
ملخص السؤال هل يكون العالم عالما بدون درس ولا شهادة تخرج، يعني هل تكفي المطالعة الخاصّة بإرتداء العمامة.
المقصود بالعمامة ليس الزي العادي، والزي من حرية الإنسان. ولكن المقصود بالزي الديني مع الثوب العرفي الذي يفهم المجتمع منه أنّ مرتديه هو طالب العلوم الدينية؟

الجواب
بسم ال.. الر.. الر..
لا تكفي المطالعة لوحدها لتسوغ للرجل ارتداء العمامة وإن كان ذلك من حقه، ولكننا نعتقد ان ارتداء العمامة- وهي التيجان للعرب- على ما في الخبر ينبغي ان توضع من قبل مراجع الدين احتراماً لموقعهم الاجتماعي والديني، وارتباطاً بهم في السير بهذا المسلك، وأما وضعها من قبل نفس الشخص فأمر مرفوض عندنا.

وإنما قلت المطالعة لا تكفي لأن في العديد من المطالب والآراء دقيّات لا يدركها أو يصل الى فهمها المطالع ما لم يستعن بالغير من خبر حالها وخاض غمار الدرس فيها، خصوصاً المطالب العلمية في الفقه والأصول، والعلوم الإلية لها من المنطق والبلاغة، والنحو والرجال، وهي بحاجة إلى مهرة في هذه العلوم لإيصالها صحيحة إلى المتلقي، وأما هو لوحده فقد يتوهم فهمها وأمرها واقعاً ليس كذلك، وهكذا هو سبيل العلم يأخذه اللاحق من السابق صحيحاً في سلسلة مترابطة الأجزاء إلى الوصول إلى المبدع والمؤسس لهذه العلوم.
وقد نبهت في محاضرات سابقة وكتابات قديمة على خطورة هذا أمسلك، وأن فيه انمحاء لصورة وواقع الحوزة ووجوها الاجتماعي وقيمتها الحضارية العظيمة في حياة المسلمين.
نعم للخطيب إن يطالع عن كثب التاريخ وسير المعصومين وإحداث المجتمع وأما إن يتكلم بالقرآن وتفسيره، والفقه وإحكامه، والأصول ومصطلحاتها والفلسفة وبراهينها فلا حق له في ذلك، بل عليه إتباع المناهج العلمية والطرق المقدرة في تلقي هذه العلوم.

((ملاحظة: كلمة ينبغي في الجواب يعني الاستحباب ولا يعني الوجوب)).
صاحب الحوار.

الحواريَة الرابعة:
تقوم أنظمة دول الجوار ومنذ ثمانية أعوام بقتل العراقيين أحياناً وأحيانا باختطافهم واهانتهم، سواء من حرس الحدود ومن الصيّادين في الأنهار والمياه وشط العرب، ومن القرويين والمزارعين الساكنين على امتداد الحدود العراقية مع دول الجوار (بدون استثناء).
السؤال هل من واجب الحكومة العراقية المطالبة بديّات هؤلاء المواطنين الأبرياء من قبل أنظمة الدول المعتدية الّتي قامت بقتلهم بدون محاكمة وبدون ذنب، ومن ثم تسليم الديّات إلى أرامل وأيتام هؤلاء الشهداء الأبرياء. أم ليس من واجب الحكومة؟؟

الجواب
بسم ال.. الر.. الر..
ذلك من أمهات واجباتها لأنها لا تتعلق بحياة المواطن فقط التي هي ملزمة بحماية حياته وتوفير الأمن له، بل تتعلق بالتزاماتها بحماية حدود البلد ومواطنيه وحفظ كرامتهم أينما كانوا، هذا من الناحية الرسمية.
وأما من الناحية الشرعية فالأمر أوضح إذ لا يجوز إن يذهب دم امرئ مسلم هدراً، وحيث إن العقد الاجتماعي الذي أوقعه المواطن مع الحكومة عندما انتخبها، هي ملزمة بموجبه للعمل على حماية المواطن والمطالبة بحقوقه.

ومن الغريب إن يسأل البعض هذا السؤال، وها هي دول الأرض تطالب بتعويضات ضحايا من جراء إعمال العنف أو الحرب مع الدول الأخرى، فقد غرمت ليبيا عدة مليارات تعويضاً لضحايا ركاب طائرة لوكربي في اسكتلندا من عقدين من الزمن، وها هي الدولة اليهودية تطالب بأسيرها لدى حماس، وهذه سنة جارية عقلائية عند البشر وقد اقرها الإسلام وأمضى طريقتها، وعلينا ان لا نقبل تعويضاً دون ما يطالبون من تعويضات وصلت إلى (200) مليون لكل فرد.

الحوارية الخامسة:
شيخنا ما هو معنى الليل النجومي؟
الجواب
بسم ال.. الر.. الر..
الليل النجومي هو الليل المحدود بوجود النجوم وظهورها للعيون، فيكون من جهة النهار ما بعد الفجر بمدة.

  قاسم الطائي
11/10/2011م الموافق 14 ذي القعدة 1432 هجري.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي آل قطب الدين الموسوي

 نقلا عن شبكة الوحدة الإسلامية

http://alwhda.se/?act=shownews&id=724