سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

يمر المجتمع الإسلامي عموماً وموالوا أهل البيت عليهم السلام بأنواع البلاء والتمحيص ووردت في ذلك أحاديث كثيرة وعلى صعيد الفرد حيث أن المؤمن كلما زاد إيمانه اشتد بلائه وإذا أحب الله امرئ ابتلاه.. وفي نفس الوقت إن الله (عز ذكره) لا يبتلي المؤمن إلا وله القابلية والاستعداد على مواجهة البلاء مما يؤهله إلى النجاح في الامتحان وإذا كانت نتيجة الامتحان هي الفشل فلا يعرضه الله لذلك. هذا كلام ضمني لأستاذكم السيد الشهيد اصدر (رض) الموسوعة/ الغيبة الكبرى.

ولنا أن نتساءل:

1- إن الامتحان نتيجته إما الفشل أو النجاح، وإذا كان احتمال الفشل بعيد أن لم نقل بالعدم تبعاً لقابلية الفرد فإذا انتفت القابلية انتفى الامتحان وهذا مم يرجح جانب النجاح فحينئذٍ يكون مضموناً، فما غرض الامتحان؟

2- كثير ما يفشل الفرد المؤمن في الامتحان وعدم الصمود أمامه بكل أشكاله فهل مؤهلات هذا الفرد كانت متوفرة لديه أم لا وعلى تقدير العدم فلم يعرضه الله لذلك؟ وإذا كانت متوفرة لديه ودرجة النجاح كبيرة جداً فما هو واعز الفشل؟

3- من خلال المقدمة المطروحة من لا بدية توفر القدرات التي تؤهل الإنسان إلى النجاح وعلى قدرها يمتحن بينما نجد في كثير من الأدعية منها (لا تحملنا ما لا طاقة لنا) وغيرها الكثير بنفس المضمون فما الداعي من الدعاء فإذا لم يكن ذلك الاستعداد متوفر فلا يوجد امتحان أي سالبة بانتفاء الموضوع؟

احد مقلديكم    

من مدينة الناصرية

بسمه تعالى:

1) إن الامتحان وتعريض الفرد له فرع قابلية الفرد، طبقاً لقوله تعالى ((لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)) البقرة286، ولكن هذه القابلية متفرعة على إرادة الفرد فإذا اعمل إرادته نجح في الامتحان واستحق بهذا النجاح درجة وتهيأ لأخرى أشد، وهكذا يتصاعد الإنسان في مراتب الكمال كلما ازداد تحملاً، وإذا لم يعمل إرادته وضعفت همته فشل في الامتحان وانكشفت قلة شأنه. وما ذكره من عبارة السيد الشهيد (قده) ليست هي واقع ما يريده (قده).. فراجع الموسوعة.

2) ظهر جوابه في سابقه.

3) ليست معنى الآية هو ما فهمته لأنه يصبح من السالبة بانتفاء الموضوع، بل المعنى لا تعرضنا ما لم نستطع تحمله مع وجود المقتضي لتحمله لاحتمال فشلنا فيه.

18/ جمادي الأولى/1431 هـ