سيادة الـ …………..

قد توصف السيادة بانها ممنوحة او مأخوذة أو ممنوعة ، ويدور فلك الشعب العراقي بين هذه التوصيفات الثلاث لسيادته ، فتارة يقال انها ممنوحة ، وهذا الوصف يستبطن ان جهة تفضلت بمنح هذا الشعب المسكين لسيادته ، ومن الطبيعي ان المنح يتضمن الأخذ من قبل المانح فهي قد اخذت سيادتنا ثم تفضلت بمنحها لنا ، وفي ذلك منة واية منة تذهب بالعز وتفقد الافتخار حينما لم تأت بقوة الارادة والاصرار على انتزاعها ممن سلبها الشعب وصادرها بقانون القوة ، وقد فتحنا اعيننا على ديننا فوجدنا مقولة حق : ( ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ) ، وان اسوأ شيء في الارض ان يسلبك آخر حقك ثم يتفضل به عليك ، فإن ذلك لا يحتمله الا الذليل ، العليل في خلقه واخلاقه .

      واذا احسنا التوصيف وتقربنا وانصفنا انفسنا كي لا ندخل في سلك المنافقين الى التعديل فهي سيادة ممنوعة واقعاً وحقيقةً ممنوحة ظاهراً واعلاناً والا قلي كيف تكون السيادة وبسط النفوذ عاجزة الحكومة عن التحرك في مناطق التوتر لحسم الوضع الامني وايقاف عمليات القتل العشوائي ، او تقف متفرجة عن متابعة عمليات الاختطاف الجماعي كما حصل في منطقة التاجي ، في عملية بربرية ارهابية استهدفت منتسبي منشأة النصر ، وعددهم يقارب المئة – ألم يكن باستطاعتها محاصرة منطقة الخطف وتحرير الابرياء ، او يفتش مكتب المسؤول العراقي في اعلى موقع الى ادنى موقع بواسطة الكلاب .. وهي نجسة قذرة كأصحابها ، او تتصارع الداخلية والدفاع على مناطق النفوذ فتمنع الواحدة الاخرى للدخول في منطقتها ومعالجة جريمة مرتكبة أو .. أو .. أو …..

      واما السفارة فهي مملكة العرش وسيدة القرار وصاحبة الانتداب ، وهل يستطيع المسؤول الاول ان يمنع حضور السفير اجتماعاتهم ؟!

      ولكنها ممنوحة في إطار الإعلام والنفاق السياسي للذين أعجزتهم الحيل من أن يسترسلوا بها لايجاد تبريرات متعددة لقول الحقيقة وإعلانها للناس .

      وانصاف العقل ومنطق العقلاء واحكام الشرائع وقوانين الامم كلها تصطف لتقول الحق الذي عجزنا نحن ان نطالب به او نتفوه لقوله ، الا وهو وصف المأخوذة فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، وما غُزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا .

      نعم هي مأخوذة منا من قبل غيرنا ، فهي مأخوذة بالعكس ، مسلوبة بالاصل فانطبقت على سيادتنا التوصيفات الثلاث ، الممنوحة ، الممنوعة ، المأخوذة .

      وهنا يطرح السؤال الحساس والدساس ، كيف يمكن ان نجعل ، المأخوذة منا لنا والممنوحة من قبلنا لا من قبل غيرنا ، والممنوعة على ان تسلب منا لا الممنوعة منا ؟!

      نعم هي سيادة لكنها سيادة السفير وملأه كما كنا نقول سيادة الزعيم .

      سؤال يفرض نفسه على المسؤولين اولاً ممن وصلوا الى السيادة – عفواً السلطة – والى الساعين اليها وانقطعت بهم سبل الفوز فتركوها مرغمين ، فراحوا يمنون انفسهم بفرصة اخرى لعل الزمان يجود بها عليهم ، والى الشعب والاصح ان نسميه الشعيب لان وضعه غريب لا يناسب ان يوصف به شعب آخر يمر عليه ما يمر علينا وهو يقف متفرجاً متلعثماً ، ولسان حاله يقول – ضيعت العتب يا هو اليدليني – .

      ومسك الختام كلامنا قول ربنا ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) سورة الكهف ) .

28 – جمادي1 – 1427هـ