بسم الله الرحمن الرحيم
((رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ))
لم تكن المقاومة العراقية لترى النور وتنبثق من إرادات الخيرين في العراقيين لولا التأسيس الشرعي والوطني الذي قام به المرجع الفقيه الشيخ الطائي الذي أطلق شرارة الترخيص للمقاومة بعد صمت الكل من رجالات الدين والسياسيين، وفي ظرف حرج للغاية اصطف الجميع من العامة والسياسيين ورجال الدين إلى الوقوف صفاً ضد أية حركة أو فعالية قتالية تقوم ضد الاحتلال، وكأن الجميع مدان لهم بإسقاط النظام الطاغوتي، ولكن لا ينبغي أن يبدل الظلم بالذل، والكبت بالاستهتار والتعدي على الحرمات والمقدسات وانتشار الرذيلة والمناكير في أوساط مجتمعنا الإسلامي المحافظ.
ومن هنا كان لفتوى المرجع في شرعية المقاومة ما دام الاحتلال جاثماً على قلوبنا، وأن المستشهدين في مقاومته مما لو صدقت نواياهم هم أفضل من شهداء بعض المعصومين عليهم السلام كانت شرارة الانطلاق للمقاومة في مدينة النجف وكان يدير بعضاً منها سماحة الشيخ بنفسه، وقدم مكتبه أربعة من الشهداء وكان الشيخ الخزعلي ممن يتصل بمكتب الشيخ لأخذ الفتوى ونشرها وتعليقها في الأماكن المهمة لإشعار الناس بمشروعية عملهم، فكانت مطر الرحمة وشهادة الجواز في المقاومة ولسنا بحاجة إلى التعريف بمواقفه وخطه المتوازن طول فترة الاحتلال بل هو الوحيد أو من القلائل الذين وصفوا الاحتلال بصفته الواقعية دون الآخرين حتى إذا خرج الاحتلال أطلقت التوصيفات عليه بالاحتلال، ومشاركته من خلال بعض المجاهدين في عمليات جهاده في بغداد والبصرة والناصرية والحلة، ينبؤك عن ذلك بيانه الشهير في معاقبة الضابطين البريطانيين المتسترين باللباس العراقي في البصرة، ورسالته إلى القادة العراقيين لنبذ السفير الأمريكي، واعتبار المواجهين شهداء بامتياز مع صدق النية.
إنما نقول ذلك لكي لا يتجاوز التاريخ على الحقائق والوقائع ويغيب جهاد المرجع وهو كذلك منذ شبابه وليس هذا بجديد عليه يعرفه العارف وغير العارف في مواجهته للنظام، وفي كل فرصة كانت سانحة له.
ولكي لا تسطر كلمات المقاومة والتأسيس لها بأشخاص ما كان لهم أن يحركوا ساكناً لولا الفتوى الجريئة للمرجع الطائي، فحيا الله مواقف الأبطال، وعلى من غض النظر وتعمد تناسي المواقف، لعنه في الدنيا قبل الآخرة ذلك لأنهم سراق الحقيقة التي هي من حق الناس لا حق فئة قليلة.
((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء : 36]))
المكتب العام في بغداد
11- ربيع الأول-1433هـ