عالمية عاشوراء
((ومنيعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب))
يعيش المسلمون في العراق وغيرهم من أصحاب الأديان الأخرىذكرى عاشوراء الإمام الحسين إمام الإنسانية ونصير المستضعفين في الأرض ومجاهدالمستكبرين في ملحمة اصطفاف جماهيري وتحشيد إنساني لم تقدر عليه دول الأرض وشعوبهاومشهد من الالتمام والتعاون وإحياء الذكرى بقلوب منفتحة على الخير وهي مسترشدة بقيم الثورة الحسينية، ثورة الأحرار الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداًومع سرورنا لهذا المشهد فإننا ندعو الجميع أن يكونوا على الاستعداد التام والاستمرارية للتضحية في المسير يوماً ما الى القدس لتحريرها من ارجاس اليهود وإعادة الوجه الحضاري والديني لثاني القبلتين القدس الشريف، وأن يكونوا كذلك ي كلمواجهة مع أهل الباطل والظلمة في أي بقعة من الأرض وبذلك تتحقق المواساة الحقيقيةللإمام الحسين ونكون قد أدينا واجب المواساة واجر الرسالة، وقد أثبتت قواتنا المسلحة قدرات فائقة مستلهمة من العزم والإرادة الحسينية حساً عالياً بالوطنية وحماية الجموع المليونية وهي تجوب طرق وشوارع محافظاتنا العزيزة وعلى رأسها كربلاءالشهادة، فلهم منا ومن كل الموالين للحسين وأهل بيته شكر وتقدير ودعاء حفظ وعلومقام ورفعة، وهي تسجل صورة عالية من الانضباط وحماية أمن المواطنين، نرجو اللهوندعوه أن يبقوا على هذا الاندفاع والثبات ليُقلع الإرهاب الى غير رجعة.
إننا ندعو الحكومة العراقية في استثمار هذه المناسبة منخلال التحلي بقيم الحسين عليه السلام من التضحية والوفاء وحفظ الأمانة وإحقاق الحقوق ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والسعي الحثيث في بناء البلد، ومحاربة الفقر،وإسعاد الضعفاء، ورعاية المعوزين، وان يتقربوا الى أبناء شعبهم شعب حسين الشهادةوالشهامة وعليها أن تضع الآليات التي توفر لها تحقيق هذه الأهداف وهي ليست صعبةبقدر ما تحتاج الى نوايا خالصة وصافية من آثار كسر الآخر ومواطن الأنانية واستغلال المنصب ومحاولة التشبث بالسلطة كامتياز بقدر ما تكون مسؤولية ثقيلة للأداء والخدمة.
كما وندعو كل أحرار العالم أن يستلهموا من وحي هذه الذكرى لتنشيط أعمالهم وسعيهم في التخلص من الظلم والاضطهاد واستغلال الشعوب الضعيفة، وإفشاء الرعب والإرهاب وبث الدسائس وغيرها من أعمال السوء.
وندعو المفكرين والكتاب لتداول هذه الظاهرة المليونية والذكرى السنوية بالدرس والتحليل بغية الاستفادة القصوى منها، وفي عقيدتي سيعثرون على كنوز من المعارف التي لا تزال البشرية غافلة عنها، إن لم نقل أنها ستقف مبهورة لعظمة القيم الحسينية والمعارف الربانية، ونؤكد على تأسيس مراكز بحثية ودراسات إنسانية لهذا الحدث العظيم.
كما ونؤكد مراراً على ضرورة مشاركة سياسي العالمالإسلامي بالخصوص والعربي بالعموم في تظاهرة الأربعينية العالمية لتشهد أنفسهم وتشاهد أعينهم ملحمة الفتح الإنساني للحسين وسيغرفون منها زاداً يعينهم على إدارة شؤون شعوبهم وستزول من أنفسهم وسياساتهم منابت السيطرة والاستغلال والاستكبار وستنعم شعوبهم بالأمن والأمان، والسياسي الشجاع لا يضيع هذه الفرصة العظيمة.
ومن نافلة القول أن أدعو علماءنا الإعلام من المراجع الكرام وغيرهم من رجال الساسة ومشايخ العشائر على المشاركة في التظاهرة الأربعينية المقبلة وسأكون في خدمة من يروم المشاركة فيها.
وأدعو الله أن يحفظ العراق وشعبه، ويوحد صفوفه وينعم العالم بالأمن والأمان، ويوفق الجميع على بناء الإنسان الصالح أنه نعم المولى والمجيب .. ((وأنا لكم ناصح أمين))
قاسم الطائي
10/محرم الحرام 1434