بعدما عجزت الدولة اليهودية اللقيطة من لي ذراع حزب الله ، وحماس راحت تعد ما يسمى محور الأعتدال العربي الذي تقع مصر على قمته في مواجهة الحزب أو المقاومة بشكل عام ، وقد أثمرت الجهود اليهودية وقوع مصر في فريسة المواجهة مع الحزب وراحت أجهزة الدولة وإعلامها تطبل بالإعلام من إلقاء القبض عن خلية للحزب تهرب السلاح إلى غزة لدعم المقاومين الفلسطينيين في مواجهتهم الشرسة مع الكيان والتي قلبت موازين القوى وإن كانت الساسة العوراء للدولة العربية لا تبصرها ، بل وتخفي مخاوف من تناميها و بروزها كقوة مؤثرة في ساحة الصراع العربي اليهودي . وأعجب ما في هذه الحملة التي وافقت الرغبة اليهودية فأعلن رئيسها بأن من الضروري أن تقع مصر في مواجهة أعدائنا المشتركين ، وهم إيران ، وحزب الله ، وحماس ، وكان الأجدر بها أن تهيء نفسها للمواجهة مع الكيان ولو بالأطر السياسية والقانونية أو بالأرتماء في أحضان الدعم العربي المهيأ أكثر من أي وقت مضى في حسم هذا الصراع الذي أكل منه الأخضر واليابس بلا نهاية مترقبة .
في الوقت الذي يتراجع الدعم العربي للمقاومة في مواجهة الغطرسة الصهيونية بالرغم من إستجداء القادة العرب في قبول مبادرة السلام العربية اليهودية ، وهي ترفض بصراحة لأنها بعبارة بسيطة لا تنظر أن أمامها مواجهة عنيدة يمكن أن يلجئها لقبول عرض تسوى به القضية الفلسطينية ولو على حساب بعض الحقوق المغتصبة . في هذا الوقت بالذات بتحشيد العالم بأجمعه لمناصرة الكيان ودعمه بكل السبل والوسائل الأعلامية والسياسية والعسكرية بعذ أن إرتكزت في أذهان الرأي العام العالمي أن حقوق دولة الكيان من أولويات السياسة العالمية ، ففي الوقت الذي تتراجع فيه الدول العربية لنصرة قضية العرب والمسلمين الأولى تتبرع دول العالم بنصرته .
وفي الوقت الذي يؤمل للدور المصري بثقلها العربي والسكاني أن يؤثر في إسترجاع الحقوق راح يزحف لعرقلة إسترجاعها بممارسات فاضحة لا يشك فيهامن له أدنى ممارسة في متابعة السياسة وألاعيبها .
مصر العربية ، أمة الأمجاد والتاريخ العريق ما قبل الأسلام وما بعدها ، أصبحت ألعوبة تلعب بها أيدي السياسة العالمية لضرب العرب والمسلمين ، فمن جهة تهجم عن طريق بعض علمائها ومفكريها على الأحكام الأسلامية ، والطعن فيها للإيحاء بأنها أحكام قد ولى زمنها وأنقضت أيامها وأننا في عصر التقنية الهائلة ، علينا أن نتحرك لتطوير كل شيء حتى الأحكام الشرعية ، ولم تكتف بهذا الدور بل راحت تعرقل محاولات رأب الصدع العربي . وتهيئة الأجواء العربية لمنطلقات عمل جديدة تأملت فيها السعوب العربية خيراً وإذا بها تشارك خجلاً بالقمة العربية في الدوحة ، في محاولة منها لإفشال محاولات لملمة الصف العربي .
وثالثة أثافيها في أعمالها المرفوضة والمخجلة والتي لا يرضاها الشعب المصري ، هي مواجهة في تصعيد لهجتها ضد المقاومة اللبنانية البطلة ، وستقود أخرى إن لم تكن قادتها ضد حماس في حرب الكيان مع غزة .
ليعتبر القادة العرب بأن المقاومة هي الخيار الوحيد أمامهم في تدعيم نظامهم العربي لمواجهة تحديات العصر بعد أن خسروا مواجهة العصر السابق مع الكيان الصهيوني وأنه مهما تكالبت قوى الدول وإجتمعت فإنها لن تنال من المقاومة شيئاً أو تثنيها عن سعيها في إسترداد حقوق شعوبها المغلوبة ، وكل ذلك لنكتة بسيطة نبهنا عنها أكثر من مرة ، ألا وهي أن الباطل كان زهوقا . وعكس نقيضها بلغة المنطق أن الحق لا يزال ثابتاً .