عز الدين سليم في الذمة

الشهيد واحد من الشخصيات الوطنية التي عاشت للاسلام أولاً ولبلدنا ثانياً في سيرة جهادية استمرت عدة عقود ، كان فيها الشهيد حاضراً في ساحات الجهاد والعمل من اجل الاسلام والاطاحة بنظام الطاغوت البعثي ، وكان في حضوره محفزاً وفي كلامه مقنعاً ، يضاف اليها مجموعة من الافكار الاسلامية المتنورة التي بحثها الشهيد من خلال مقالاته وكتاباته المتعددة التي تعبر عن فهم معمق للاسلام ومفاهيمه وافكاره .

      ويزيد في شخصيته تألقاً تواضعه وبساطته فقد فتحت له القلوب ابوابها حتى لا يجد الفرد نفسه إلا محباً أو محترماً للرجل شاء ام ابى ، وقد عبر عن هذا نائب عضو مجلس الحكم غازي الياور في تأبين المرحوم الشهيد قائلاً ، بكلمات الحسجه العراقية مثل عز الدين سليم لا يكره أو يعادى .. وكفى شهادة تضاف الى سجله الزاخر .

      الا ان الشخصيات المرموقة ذات الابعاد المتعددة لا تعدم الحساد ممن يكيدون لها ويتحركون ضدها لان في وجودها اشعاراً بعجزهم وقلة زادهم في ساحات المواجهة التي تتطلب بعداً اخلاقياً افتقرت اليه ميادين عمل المعارضة وشخصياتها بدوافع واهية لا تكون الا وسوسة شيطان عندما يبرر القائمون على المعارضة بان السياسة لغة المصالح لا ممارسة الاخلاق فيها ، فكان لا بد من ان يصطدم المرحوم بالعديدين منهم ، ويحاصر في زاوية ضيقة من قلة الامكانيات وبساطتها ، فقد التقيته وهو رئيس مجلس الحكم وليس له من الحماية الا بعض افراد من خاصته لا تسمن ولا تغني من استهداف في ظل ظروف الارهاب المعلن على الشخصيات الوطنية النزيهة .

      ويكفيه فخراً انه انتقل الى جوار ربه وهو نظيف الثياب لم تتسخ باقذار المال العام الذي ينهب جهاراً ، ولم يجمع من حطام الدنيا حتى بيتاً يضم عائلته بعد رحيله .

      وقد قال كلمة حق امام سلطان جائر مثنياً على التيار الصدري ووطنيته وحاجة المجتمع العراقي في هذا الوقت بالذات الى مثله ، فكان عقابه من قبل شياطين الانسن والاحتلال عسيراً ، واغتيالاً بشعاً قد خلف عند محبه لوعة ولابناء شعبه خسارة لم تعوض .

      رحم الله شهيدنا يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً ، والهم أهله وذويه صبراً وفخراً ، انه نعم المولى والمجيب .

      (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) سورة آل عمران)