عساها ( بخت ) مجهول المالك

وقعت ئحادثة مؤسفة في منطقة الدير ، جنوب العراق ، راح ضحيتها رجل مسكين فقد حياته ولا يعرف مصير آخرته ، فقد دفعته رغبته في التجاوز على الاموال اوقعت حادثة مؤسفة في منطقة الدير ، جنوب العرالعامة واخذ ما يتمكن من اخذه منها – فاعتلى عمود ضغط عالي للكهرباء وحاول قطع الاسلاك وهو غافل بالتمام ان منيته في ذلك العمل فكان له القدر بالمرصاد ، لان الاسلاك كانت تحمل تياراً كهربائياً عالي الفولتية ، فاحترق بالحال .

      وسوء توفيقه أو قلة وعيه ، اصبح عبرة لكل رائي فقد بقي متعلقاً بالاسلاك ولم يسقط الى الارض ليتشخص لكل ذي عينين .

      وانما قلت سوء توفيقه – اذ لعل الدافع له على ارتكاب هذا الفعل هو التزامه بمقولة مجهول المالك التي يقولها مشهور الفقهاء المعاصرين ، وما دام المال العام مجهولاً فبالامكان اخذ ما يمكن اخذه منه والتصالح به مع الحاكم الشرعي القائل بمقولة مجهول المالك .

      او قلة وعيه اذ لعله قاصر النظر في الحكم الشرعي للتجاوز على الاموال العامة او لعله لم يدرك ان القائل بكون المال مجهول المالك لا يأذن له بالاخذ كيفما كان ولو فيه اضراراً بالناس وبالمجتمع كما هو كذلك فأنه من غير المعقول لفقهائنا ان يجوزوا الاخذ بهذه الطريقة لارتطامها بعنوان آخر هو اختلال النظام العام ، وهذا العمل يخل به اكيداً فيحرم لذلك وان كان هذا المال في نظر الشخص المقلّد مجهول المالك .

      وبذلك يتضح ان مجهول المالك كعنوان هو المسؤول عن موت الرجل ( عساها بخته ) !