ظهرت الكثير من الانحرافات خصوصا بعد سقوط اللانظام الصدامي ومن أهم وأخطر الانحرافات ظاهرة ما يسمى بـ(الكبسلة) بين الشباب وسماع الاغاني بحيث يسمع صوت الأغنية من مكان بعيد لشدة الانحراف واللامبالاة بشعور المسلمين وخصوصا بعض الأغاني ما يسمى باغنية البرتقالة والتفاحة والشلغماية وغيرها من اسماء الفواكه والخضروات حيث يسمون الكبائر من منكراتهم بأسماء نعم الله تعالى وهذه الأغاني عبارة عن مجموعة من الساقطات في حالة شبه عارية وفي حالة تغنج وميوعة ومطرب يغني لهن، بحيث أخذت هذه الاغنية خصوصا البرتقالة تنتشر بسرعة على لسان الشباب غير الواعي وحتى بعض كبار السن وبعض النساء بل حتى كثير من الأطفال تراهم في الشارع يرقصون ويغنون بهذه الأغنية المنحلة، شيخنا الاستاذ ما هو السبب وراء ظهور وانتشار هذه الانحرافات أولا؟ وما هو تكليف الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مع العلم ان بعض الناس عند نهيهم عن المنكر يزدادون عتوا وعزة بالإثم وبعضهم بحجة الديموقراطية ويقول عيسى بدينه وموسى بدينه، وما هي نصيحتكم لهؤلاء الناس والشباب خصوصا عبر تذكيرهم بعذاب الله عز وجل؟ |
بسمه تعالى:انه الفراغ الذي يعاني منه الكثيرون هو ما يجعلهم يلتجئون إلى مثل هذه الترهات والخزعبلات لاملاء هذا الفراغ، ولإيقاف مثل هذه الظواهر ومنع انتشارها يتطلب الامر عملاً ضخما مشترك فيه مؤسسات وأفراد، لأن الضخ الاعلامي لفتح الطريق امام انتشار هذه المفاسد لا يمكن ان يواجه بشكل فردي وعمل شخصي مع كونه مطلوبا في حدود تأثيره. ان وضع المؤسسات والجمعيات والمنظمات الشبابية والمراكز الاعلامية بشكل تأخذ على عاتقها تبني مشروع اشغال الشباب بما هو نافع ومفيد من النشاطات الادبية والثقافية والرياضية والعلمية والاجتماعية وتشجيع القابليات والمواهب المركوزة في نفوسهم ويوجهها في الاتجاه الصحيح. وفاعلية المنبر الحسيني عبر خطبائه الواعين يعين في مواجهة الظاهرة لأنه يذكر بالآخرة ومسؤولية الانسان عن أعماله في الدنيا ويبين حرمة الغناء وانه من الكبائر المتوعد على صاحبها بالنار ويوضح مفاسده الخلقية والاجتماعية ويؤدي إلى التخنث والميوعة وما إلى ذلك من مفاسد وصلت إلى اكتشاف ان الغناء يزيد في الزنا وانعدام الغيرة وقلة الحرمة وعدم الاهتمام بالشرف والكرامة، وتنشيط التوعية والارشادات خلال ما يمكن تأسيسه من إذاعات وصحف ومجلات لمواجهة الظاهرة وبيان مفاسدها. كل هذه الوسائل وغيرها تساعد في مواجهة مظاهر الفساد وانتشاره وتولد المناعة المناسبة المطلوبة عند الغير هل ان يتورط في ارتكاب مفسدة من هذا القبيل. وأنصحهم ان يتذوقوا الايمان والالتزام واحترام شخصياتهم واحساسهم بانهم بناة المستقبل وأمل الأمة كما يتذوقوا سماع الاغاني ومتابعة آخر الموضات والقصات الشعرية ثم لينظروا أيهما أبقى نفعا وأحسن منقلبا وأجود احتراما وأعلى تقديرا ليتعرفوا بأنفسهم طريق الخير.20 ذي القعدة 1425 |