عن محاكمة صدام

ماهو رأي سماحتكم في محاكمة الرئيس العراقي المخلوع ؟ وهل في ذلك تداعيات دولية وإقليمية في المنطقة عبر إعتقاله ؟ وهل يمثل بداية لنهاية الحكم الأوتقراطي في المنطقة؟

بسمه تعالى:- 

لهذه المحكمة عدة وجهات تختلف بإختلاف نوعها .منها-وجهة النظر الدينية-وتعني أخذ العبرة والعظة مما يحصل لهذا الطاغية وغيره من الطغاة وإن الإنسان مهما بلغ من الإستعلاء والإستكبار فإنه واقع تحت القانون الإلهي الصارمفقد روي في مأثور الأخبار (كما تدين تدان) وقد أدان صدام شعباً كاملاً بل شعوباً كاملة وهو الآن مُدان. وكذا القانون الإلهي الصارم الآخر –المستبطن بقوله تعالى ) الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة  ( الروم54

وماورد من الحكمة –الظالم سيفي أنتقم به و أنتقم منهوهو كذلك مع هذا الملعون….

وهكذا نجد في التراث الإسلامي الشيء الكثير مما يعطي صورة واضحة لما يؤول إليه أمر الظالم .

وتنتشر وجه النظر هذه على الوجهات الأخرى السياسية ، والإجتماعية

فمن الجهة السياسية- ينطبق الثالث بوضوح – فقد سلط الله من هو اظلم وأقسى من هؤلاء المتواجدين والمتربعين على كراسي الحكم ، فأخذوا يشعرون أن يوم إزالتهم وإستبدالهم قد حان ، فراحوا يتوددون إلى الولايات المتحدة والأخذ بتوجيهاتها فيما يسمونه عملية الإصلاح السياسي .

وما محاكمة صدام إلا رسالة واضحة لهم بأن يوم مصيرهم المماثل لصدام سيبقى ماثلاً أمامهم يتراءى لهم كل حين وإن رياح التغيير قادمة فإن لم تكن منكم فستفرض عليكم كما حصل لصاحبكم كما وينطبق الثاني كذلك فإن إستهلال عمل الحكومة بمحكمة صدام تعجيز لها وتحميلً عليها فوق ماهي عليه من جسامة . لمسؤوليات وضخامة المهمات والتي أهمها المهمة الأمنية وإنهاء حالة الإنفلات والفوضى الأمر الذي يعطل الكثير من مساعيها في إنجاز أعمالها . وربما يزداد الوضع الأمني سوءً فوق ماهو سيء نظراً لما يمثله صدام لبعض الشرائح من رمز وقائد لازال يملك الشرعية في السيادة والسلطة وإن محاكمته غير عادلة مما يولد بعض ردود الأفعال المتشنجة والأعمال الإرهابية ، وقد تتحرك جذور الطائفية المقيتة بسبب هذه المحكمة المزعومة .

وينطبق الأول من الوجهة الإجتماعية ، من حيث أن المجتمع بأعمه الأغلب لازال يتخبط فيما هو الصحيح وماهو الخطأ ، وكيف نعالج الموقف  وماهي وجه النظر الصحيحة الشرعية والعقلانية في مواجهة الأزمة ، فقد إلتبس عليهم الأمر وأصبح الممعروف عندهم منكراً والعكس صحيح ، فمن إحتلال هو تحرير ، ومن إستعباد هي سيادة ومن مقاومة هي إرهاب ، وهذكذا فدانوا بما أدان به المحتل وأخذوا عنه مايقول ومايعلن – أي لم يزل دينهم على ماكانوا عليه في زمن صدام ، وكأن عودته تحت لافتة المحكمة يعطي إشعاراً بأننا لا تستحق ما من الله به علينا . وإذا لم يكن صدام نفسه فسيكون هناك غيره من الصداميين وبإسم آخر.15/جماديء1/1425هـ