You are currently viewing غرائب زماننا .(الحلقة الأولى)

غرائب زماننا .(الحلقة الأولى)

غرائب زماننا

………………………………..(الحلقة الأولى)

الغريبة الأولى: على الرغم من أن أي عراقي هو مواطن عزيز علينا وله حق الرعاية لحرمته علينا حياً وميتاً، ندفع عنه الضيم إذا حل به، ونقف معه إذا تعرض له السوء من أية جهة كانت فالكل متساوون عندنا قيمة وحرمة، ولكن نقف أحياناً مستغربين عن بعض التصرفات ونتساءل لِمَ هنا كذا وهناك كذا، فالفاجعة التي حلت بأبنائنا بالكرادة يوم الأحد 3/7/2016 وأزهقت عدة مئات من شبابنا وإخواننا تغمدهم الله برحمته، فأنهم عباده وهو أرحم الراحمين، وقد تفاعلت الجماهير بمختلف مشاربها معهم وترحمت عليهم وأخذ التناول الإعلامي لها أبعاداً عديدة واستمر بتفعيلها على الصعيدين الشعبي والإعلامي، فضلاً عن الرسمي، وهذا شيء جيد ومطلوب، ولكننا لا نجد الشيء نفسه مع معظم تفجيرات مدمرة طالت مدينة الصدر وقد وصلت ضحايا بعضها الى عدة مئات من الأبرياء، وهي لا تأخذ أكثر من يومين أو ثلاثة ثم يطويها النسيان وبدون أي تفاعل جماهيري على الصعيدين الإعلامي والرسمي، فيا ترى لماذا؟ هذا التمييز مع أن الكل عراقيون ومتساوون في حقوقهم ومنها حق إقامة التعازي والندبة لهم.
والغريب أن هذا الحدث المؤلم علينا جميعاً قد أخذ من اهتمام المؤسسة الدينية مأخذاً لم نر بل لم نسمع لها ولو بياناً تنديدياً مع تفجيرات مدينة الصدر ولا السيد محمد ولا غيرها!!
والأغرب من ذلك تعطيل وحداد من قبل بعض المكاتب وذهاب البعض للكويت للتعزية بتفجيرات وقعت قبل مدة في بعض الحسينيات ولم نرى لذلك أثراً في فاجعات مدينة الصدر.
الغريبة الثانية: رئاسة هذا البلد لا تحترم مشاعره ولا تعمل على التخفيف من معاناته وهي تماطل في توقيع الأحكام القطعية الصادرة بحق جملة من الإرهابيين الذين يتمتعون بأفضل الامتيازات بالسجون العراقية، وأيديهم ملطخة بمئات من دماء الأبرياء العراقيين، والرئاسة تحترم التزاماتها الأخلاقية والسياسية في تعهدها بعدم تطبيق أحكام الإعدام بحق من أزهق الأرواح وقتل الابرياء وأهلك الحرث والنسل وأيتم الاطفال ورمل النساء وهم اصحاب الحق الذين يجب أخذه لهم من هؤلاء القتلة والمجرمين، فبالرغم من هتك حرماتهم أحياءً تأتي الرئاسة لتننهك حرماتهم وهم أموات وتغل بذويهم الذين ينتظرون تطبيق عدالة السماء والارض والتي أخبر قرآننا {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة/179 والظاهر إن رئاسة بلدنا لا لب لها، وهذا وحده يكفي في مخالفة الرئاسة للدستور القاضي بعدم سن قانون أو تعطيل ما يخالف الشريعة فضلاً عن الاعراف والاعتبارات والإنسانية العقلائية، وقد نست رئاسة بلدنا الموقرة أنها بهذا مشاركة في الظلم وقابلة بالحيف ومعينة للقتلة والظلمة، انطلاقاً من التعليمات الشرعية والتي أهمها كلمة سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) من رأى منكم منكراً لا يتناهى عنه، فلم يغيره بيده أو لسانه كان حقاً على الله أن يدخله مدخله.