غرائب زماننا
(الحلقة الثانية)
وأغرب هذه الغريبة إن الساسة لا تتحرك شفاههم بكلمة مع الرئاسة لإنصاف المظلومين والتخفيف عن مصاب ذويهم، وكأنهم راضون بفعلها، من رضي بفعل قوم كان معهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسبايكر ليس ببعيد.
ولا يفوتني أن أشير الى ملاحظة مهمة، من كان في دائرة القرار السياسي في أية سلطة ولم يفعل شيئاً لإنصاف الناس والتقليل من معاناتهم كان شريكاً مع الظلمة في فعلهم.
الغريبة الثالثة: إن هذه الحوادث تتكرر إما أسبوعياً أو شهرياً على أقل التقادير ولم يضغط الشعب على الحكومة لوضع معالجة حقيقية لهذا الداء العضال الذي أخذ الآلاف من أبناء الرافدين وكأن مقالة الرئيس الأمريكي (بوش الابن) الذي يجب ان يحاكم كمجرم حرب لتدميره العراق وقتله أكثر من مليون شخص منذ دخولهم العراق، المقالة التي قال فيها، ليكن عدد نفوس العراق خمسة ملايين لماذا خمسة وعشرون مليوناً؟ في إشارة واضحة، ورخصة دائمة لقتل أكبر عدد منهم وبأي طريقة المهم أن يقتل منهم، وكلامه الآخر يفتخر بانجازه أمام شعبه المغفل الذي خرجت ديمقراطيتهم وكشفت نقاب وجهها القذر وهم يقتلون لمجرد اختلاف البشر معهم في اللون، ولم نجد من يصرخ بوجههم ويقول لهم أين حقوق الإنسان أين قيمكم؟ يا من دمرتم بلداناً لهذه الكذبة.
ماذا قال، وهو يفتخر أمام الكونكرس بأنه يكفيه جعل العراق ساحة لمواجهة الإرهاب وهذا اعتراف منه في جلب الإرهاب للعراق، وهذا وحده يدينه ويحاكم عليه، ولكن أمريكا فرعون عصرنا ((ما لكم من إله غيري))
واستمرار الارهاب تحقيقاً لمقولتي بوش الابن لم تضع حكومتنا حلاً لها، وحلولها دائماً ترقيعية سرعان ما تنفتق من مكان آخر، ولو علمت أنها مسؤولة عن كل قطرة دم تقع من عراقي في أي بقعة منهم ومدانة به وستؤاخذ عليه يوم القيامة، لما نامت ليلها وتحركت نهارها لو كان لها ذرة ضمير أو بقية من انسانية، وهي تملك مفردات عديدة بامكانها ان تفعل أي شيء أم على رؤوسها الطير.
المكتب الإعلامي
لسماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
6 شوال 1437 هجـ