الوضع الذي آل إليه مصير الخط الصدر وما يمثله من دور فعال وعظيم في أحداث الساحتين السياسية والحوزوية يدعو الى التأمل والوقوف بحزم أمام كل التصرفات الانفعالية والارتجالية لبعض المنتمين ، التي وضعت هذا الخط أمام مفترق طرق بين الاستمرار على نهج المولى المقدس الذي أوصى مراراً وتكراراً بالمحافظة على الحوزة وقيمتها الحضارية في تربية المجتمع على طاعة الله ونهج أهل البيت ( عليهم السلام ) وعندما كان يصرح بالرجوع الى الحوزة فإنما يقصد من يكون مؤهلاً علماً أي فقهاً وعملاً أي موقفاً واضحاً وثابتاً لا يتأرجح ويميل حيث تميل الرياح .
وحرصاً على الحيلولة دون أنجرار الخط الى نتائج قد لا تنفع معها الرتق ولا يؤثر بها النصح ، تعجل بعض المخلصين والمؤسسين لهذا الخط والذين وقفوا مع مرجعية المولى المقدس قبل بروزه وبعد ظهوره بل وبعد استشهاده حريصين ومدافعين على نهجه .
واستجابة لدعوات الخيرين للملمة الشمل وإعادة اللحمة والأخوة الى وضعها السابق أبان فترة ما بين استشهاد المولى المقدس وسقوط الطاغية حينها كانت الأمور متسقة والأوضاع مرتبة أكد فيها الخط أصالته وقيمته العلمية والعملية على صعيد العمل الاجتماعي والحوزوي .
تعجل بعض المؤمنين بطرح المشروع التالي ليقطع العذر أمام من يقول ولا يفعل ويصرح ولا يعمل بل ولا يتقدم خطوة الى تحصين الخط بلم الشمل ، وهذا المشروع أمام الجميع من يقبله ومن لم يقبله عليهم جميعاً تقديم المبررات الكافية أمام الجمهور الصدري المتعطش الى مثل هذا الإجراء الرحماني والذي سيفجر الساحة العراقية ويلهبها حماسة .
يطرح المشروع وفق التصور الآتي :
1- إلغاء الخصوصيات الشخصية الحوزوية بمعنى ، إلغاء انعكاسها على واقع العمل الاجتماعي والسياسي للتيار الصدري – بمعنى أن يتخلى الأقطاب الثلاثة عن مسمياتهم الحوزوية بعيداً عن هذا الجانب ، ويحتفظوا بها لأنفسهم في الدائرة الحوزوية فقط .
2- العمل تحت العنوان الجامع الذي يتشرف بانتسابه الجميع ، وهو عنوان التيار الصدري ، ولا يداخله أي عنوان آخر ، ويعلن ذلك على الملأ .
3- عدم السماح لتدخل أية شخصية حوزوية تدعي انها من التيار وان كانت قريبة من احد الاقطاب ، مهما كان وزنها – لتبقى الأطراف بعيدة عن تأثيرات ما يسمى بالحاشية .
4- يعقد مؤتمر عام لاقطاب التيار مع بعض الشخصيات الدينية المهمة الاخرى والشخصيات السياسية – الوطنية المؤثرة للاعلان عن نفسه والشروع بمرحلة العمل الوحدوي المشترك ، ضمن الثوابت الشرعية والاطر الوطنية .
5- يفتح المجال لشخصيات التيار من غير الاقطاب ان تعمل تحت مشورته وعنوانه ، شريطة استقلالها عن اية جهة وطنية او اجنبية وان كان بصورة الدعم المالي والمعنوي ، ويعتبر هذا الشرط رئيسي لاخلاص وطنية الشخص ورجوعه الى حاضنهِ التيار الاصل الذي اسسه الشهيد الاول وبرّزه الشهيد الثاني ( قدس سرهما ) واستمر على منواله الاقطاب الثلاثة ( الشيخ الطائي ، والشيخ اليعقوبي ، والسيد مقتدى الصدر ) ، وان اختلفت طرق ادائهم لمهمة تكملة المشوار ولكنها واضحة المعالم على صعيد الاجتماع والسياسة .
6- يعتبر هذا الكيان الراجع هو الممثل الشرعي لكل من كان يقلد الشهيد الصدر والى الان ، بل لكل العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم ، وتخرج قراراته ، باعلان رسمي بموافقة جميع الاقطاب الثلاثة ليشعر الثلاثة بمسؤوليتهم الشرعية والاجتماعية في اتخاذه .
7- ينظم التيار باقطابه الثلاثة خطاباً سياسياً موحداً يعلن عنه اسبوعياً في صلوات الجمعة المقامة في المحافظات يتبنى وجهة نظر التيار في عموم القضايا التي حدثت خلال اسبوع أو اكثر .
8- يتبنى التيار خطاباً واضحاً يتمحور حول اخراج الاحتلال وتحصيل الاستقلال والسيادة الحقيقيين عبر الطرق التي يتفق عليها الاقطاب الثلاثة ضرورة عدم مقاطعتها مع توجهات الكتل السياسية الاخرى ، ممن اخذت طريقة العملية السياسية ، لان الكل يستهدف هدفاً واحداً معلناً هو تحرير العراق .
9- يشكل التيار بخطاب اعلامي واضح وسيلة ضغط على كل المشاريع والخطط التي تستهدف تمزيق العراق وتفكيك وحدته الوطنية وتعريض دولته للتشتت تحت أية مسميات.
10- ينسق التيار تبنيه للقضايا العامة مع المرجعيات الدينية الاخرى ، بشرط عدم انطوائه تحت رأيها مهما كان اذا لم يكن ضمن الثوابت المدونة اعلاه كل ذلك احتراماً لموقع المرجعية واكباراً لدورها وتعزيزاً لموقعها جماهيرياً .
11- يسعى التيار لضم بعض الشخصيات الحوزوية التي تعلن انتمائها للتيار الصدري الحق بعيداً عن مسمياتها الشخصية ، الخاصة اذا رغبت في ذلك ، واحتكمت الى مقرراته وثوابته المدونة اعلاه .
وفي حالة رفضها ينسق معها خدمة لمصلحة الدين والوطن .
12- تخضع السياسات السابقة لكل قطب للاعادة والدراسة كي تقرر من قبل الجميع وتكون ممثلة لآرائهم مجتمعين .
13- ترسم السياسة الخارجية للتيار عبر ممثليه وفق الاسس التالية :
أ- احترام خصوصية الشعب العراقي وعدم التدخل في شؤونه الا في حدود مساعدة الشعب العراقي واعانته على انهاء الاحتلال .
ب- كسب احترام وثقة شعوب المنطقة لمنهج التيار والذي يقوم على اساس احترام الخصوصية لكل شعب في ما يخصه في شأن سياسي أو غيره .
ج- كسب اعتراف حكومات هذه الشعوب باعتبار التيار الوطني الصدري ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي بالتنسيق مع بقية المرجعيات السياسية والدينية .
د- تخضع مساعدات الدولة للتيار لضابطة عدم جعل المساعدة مبرراً للتدخل في شؤون التيار والبلد وتنطلق المساعدة في حاجتها الإنساني فقط ، كي لا تخضع لمساومات مستقبلية او تدخّل في شؤونه او ورقة ضغط للتشهير به او تسقيطه اجتماعياً ، ويتخلص من كل هذه التداعيات المحتملة باعلان الامر فيما يتعلق بالمساعدة .
14- احترام الدم العراقي مهما كان انتماء الشخص وخصوصياته ويعتبر انتهاكه جريمة لا يمكن تجاوز العقوبة عليها الا لاستثناءات منطقية ، تصب في الصالح العام ولا تثير حفيظة الآخرين ، كما ويعتبر المال العام حراماً على كل من تسول له نفسه اخضاعه للغنيمة والثراء ، ويحاول التيار بعد تركيز اركانه واثبات موقعيته في استرجاع الاموال العامة المنتهبة بطرق غير شرعية وتعريض افرادها للمحاكمة الشعبية والقانونية بعد الاعذار والانذار والنصيحة والتذكير ، لان المهم هو ارجاع هذا المال الى عامة الشعب .
15- ضرورة المحافظة على عدم اثارة ما يثير النزعة الطائفية ويهيئ الاجواء لاحتقان طائفي مقيت قد ينعكس سلباً على مكانة التيار او نهجه الوطني او على وحدة العراق وأمنه .
16- الالتقاء بالمرجعيات السياسية من الطائفة الاسلامية الاخرى لوضع معالجة سريعه لحالات التهجير القسري للمواطنين من اجل خلقه حالة جاهزة لقبول اوضاع سياسية تدمر البلد وتذهب بموقعه ووحدته .
وضرورة علاج ، مرقد العسكريين ( عليهما السلام ) بسرعة ممكنة لدفن مبرر الاستعداء الطائفي الذي تفجر بعد الحادثة ، وقطع الطريق على اعداء البلد .
17- قبول الشخصيات في العمل ضمن ثوابت هذا التيار يخضع لمعيار جديد يقوم على اساس :
– السمعة الجيدة في السنوات الثلاثة السابقة .
– قبول الاقطاب الثلاثة مجتمعين لاية شخصية مهما كان قربها التي تدعيه من التيار .
– مواجهة كل من يتمرد على خط التيار بقرار واضح يعلن امام الملأ ليشكل وسيلة ردع لكل من يريد تمزيق التيار بدوافع شخصية وانانية .
– فتح المجال على مصراعيه لمن يريد العمل ضمن هذا الاطار من ابناء التيار ممن أخطأوا سابقاً شريطة اعلانهم خطأهم وتعهدهم على عدم العودة اليه والتزامهم بضوابط التيار المقررة من الاقطاب لان المهم هو لملمة شمل هذا التيار وتقويته بأبنائه وافراده وان أخطأوا فيما سبق .
يستثنى من الخطأ :
– الثراء غير الطبيعي الا بعد اخضاعه للتقنين وارجاع الاموال الى مصادرها الام .
18- تقترح تسمية التيار – بعد تنحية جانبه الحوزوي بالتيار الوطني الصدري لتعزيز قناعة الآخرين للانضمام اليه وان كانوا من طوائف أخرى كما اسس له الشهيد الثاني ( قدس سره ) ودعا اليه الشهيد الاول فالكل أخوة مطلباً وحقيقةً .
19- يضع مجموعة من الخبراء الاداريين ممن يريدون الاخلاص لوطنهم ، النظام الاداري لعمل التيار ، ويعمل به بعد المصادقة عليه من اقطابه .
20- ينطلق عمل التيار من الشارع بل من بيوت الناس المستضعفين ممن لا يجدون لهم راعياً وحامياً لمصالحهم والمطالبة بحقوقهم لفقرهم او لضعفهم الاجتماعي او لعدم احتمائهم بكيان سياسي او بتيار عشائري او غيره ، ليشعر الجميع افراداً وجماعات ان التيار جاء لخدمتهم ومن اجلهم ، من خلال المطالبة بحقوقهم والدفاع عن قضاياهم ومواجهة المسؤولين في تمشية معاملاتهم ، وغيرها ليجد الجميع ان التيار هو الراعي لهم والعطوف عليهم .
21- يتبنى التيار مشروعاً وطنياً عاماً انطلاقاً من مقولة الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله ) من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن ، ومن دخل داره فهو آمن ليشمل العفو كل افراد النظام الصدامي السابق الا المتلطخة ايديهم بدماء العراقيين لتهيئة الارضية المناسبة لوفاق وطني ، تعايشي سلمي ولنفتح ابواب الحياة امام من أخطأ وندم ، والله هو التواب الرحيم ، فكيف لا نكون نحن كذلك على ان يتعهد المذنب بتصحيح الاخطاء السابقة ومصالحة من ارتكب الجرم بحقهم ليعفو عنه أولاً ، او يتنازلوا عن حقوقهم او يعرضوه للقضاء .
والحمد لله رب العالمين
كتب بتاريخ
28 – جمادي1 – 1427