You are currently viewing مفاهيم حسينية – مفهوم الذكر – الحلقة الرابعة

مفاهيم حسينية – مفهوم الذكر – الحلقة الرابعة

مفاهيم حسينية – مفهوم الذكر – الحلقة الرابعة

بقلم المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله )

وقد نضيف الى ما قلناه من وجوه التشديد والتأكيد على ذكرهم واحياء أمرهم:

أ- إن قضية الائمة والحسين بالخصوص إنما هي قضية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن فيها قتل ولده وأهل بيته وحبيبه وريحانته وانتهك فيها حريمه وسبيت نساؤه وذريته، ولما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم البشرية خطراً واعلاها شرفاً وأهمها شأناً وأرفعها مكاناً عند الله سبحانه وعند ملائكته وأنبيائه ورسله كانت مصيبته أعظم المصائب وأهمها واخطرها بل هي أهم المصائب على الاطلاق، بلا أي شبهه أنه ينبغي ان تكون مصيبة أمته كما أن اعياده وافراحه (صلى الله عليه وآله) اعياد وأفرح أمته.

وفي ما يقال من اعرافنا أنه يجب حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله في أولاده وأهله كان على أمته ان تجعل يوم مقتل ابنائه والتمثيل به بعد قتلهم وحمل رؤوسهم وسبي نسائهم يوم حزن وحداد ومصيبة وبكاء يُتذكر على الدوام.

ناهيك من ان مصاب الحسين (عليه السلام) من الاحداث الخطيرة التي عصفت بالمجتمع الإسلامي وبالتالي ستنعكس سلباً أو ايجاباً على مسيرتها فأن فكر المجتمع يربط بينها وبين زمن حدوثها وهذا الربط ليس من العمل الفكري الداعي بل يربط بينهما من حيث لا يقصد خصوصاً إذا كان لها مبادئ عاطفية ورواسب نفسية وآثار اجتماعية وجوانب عقدية فأنه يقوي الربط في نفس الفرد والمجتمع ويزداد الى درجة يحدث لديه في نفسه وفي فكره علاقة تلازم بين الحدث وزمنه يدركها الفرد والمجتمع ويجدها في حركته منعكسة فإنه ينقل فكرة الى الحدث كما إلتفت الى زمنه وينتقل الى الزمن كلما تذكر الحدث ويجد في نفسه الحزن وينعكس على حياته.

وهكذا كلما إزداد الحدث خطورة وأهمية ازدادت قوة الربط بينه وبين زمنه واشتدت علاقة التلازم بينهما بصورة طردية، وهذا أمر بديهي ووجداني.

وقد يكون الحدث من الأهمية الى درجة كبيرة جداً فيرتبط بها الزمان ارتباطاً وثيقاً حتى أنه يتجدد بتجدده ويخلد بخلدوه، وهذا مثل الاحداث المصيرية التي يتحدد من خلالها مصير المجتمعات فتتغير بسببها مسيرة المجتمع ونظام حياته ودينه وغير ذلك.

فتذكير المعصومين هو بمنزلة المحرك لهذا الارتباط والمفعل له كي لا يضعف مع مرور الايام.

ولك ان تقول ان عظم المصيبة بسبب خطورتها واهميتها للمجتمع الانساني يجعلها غير مرتبطة بزمانها الا بمقدار ما هو لها من زمان تقع فيه ولكنها لا تختص به لأنها مشروع ممتد في عمود الزمان.

والقول بأنها أعظم مصيبة في التأريخ لما انتهك من الثوابت الانسانية والمرتكزات الاخلاقية والدينية ووقوف المظلوم فيها الى جانب ظالمه وضد صريخه ومستغاثه في صورة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، مع ما لشخصية المنتهك من قداسة وسمو ورفعة وحسب ونسب لا يدانى وامتياز على كل المسلمين.