عجز الدولة اليهودية |
بعدما عجزت الدولة اليهودية اللقيطة من لي ذراع حزب الله ، وحماس راحت تعد ما يسمى محور الأعتدال العربي الذي تقع مصر على قمته في مواجهة الحزب أو المقاومة بشكل عام ، وقد أثمرت الجهود اليهودية وقوع مصر في فريسة المواجهة مع الحزب وراحت أجهزة الدولة وإعلامها تطبل بالإعلام من إلقاء القبض عن خلية للحزب تهرب السلاح إلى غزة لدعم المقاومين الفلسطينيين في مواجهتهم الشرسة مع الكيان والتي قلبت موازين القوى وإن كانت الساسة العوراء للدولة العربية لا تبصرها ، بل وتخفي مخاوف من تناميها و بروزها كقوة مؤثرة في ساحة الصراع العربي اليهودي . وأعجب ما في هذه الحملة التي وافقت الرغبة اليهودية فأعلن رئيسها بأن من الضروري أن تقع مصر في مواجهة أعدائنا المشتركين ، وهم إيران ، وحزب الله ، وحماس ، وكان الأجدر بها أن تهيء نفسها للمواجهة مع الكيان ولو بالأطر السياسية والقانونية أو بالأرتماء في أحضان الدعم العربي المهيأ أكثر من أي وقت مضى في حسم هذا الصراع الذي أكل منه الأخضر واليابس بلا نهاية مترقبة . في الوقت الذي يتراجع الدعم العربي للمقاومة في مواجهة الغطرسة الصهيونية بالرغم من إستجداء القادة العرب في قبول مبادرة السلام العربية اليهودية ، وهي ترفض بصراحة لأنها بعبارة بسيطة لا تنظر أن أمامها مواجهة عنيدة يمكن أن يلجئها لقبول عرض تسوى به القضية الفلسطينية ولو على حساب بعض الحقوق المغتصبة . في هذا الوقت بالذات بتحشيد العالم بأجمعه لمناصرة الكيان ودعمه بكل السبل والوسائل الأعلامية والسياسية والعسكرية بعذ أن إرتكزت في أذهان الرأي العام العالمي أن حقوق دولة الكيان من أولويات السياسة العالمية ، ففي الوقت الذي تتراجع فيه الدول العربية لنصرة قضية العرب والمسلمين الأولى تتبرع دول العالم بنصرته . وفي الوقت الذي يؤمل للدور المصري بثقلها العربي والسكاني أن يؤثر في إسترجاع الحقوق راح يزحف لعرقلة إسترجاعها بممارسات فاضحة لا يشك فيهامن له أدنى ممارسة في متابعة السياسة وألاعيبها . مصر العربية ، أمة الأمجاد والتاريخ العريق ما قبل الأسلام وما بعدها ، أصبحت ألعوبة تلعب بها أيدي السياسة العالمية لضرب العرب والمسلمين ، فمن جهة تهجم عن طريق بعض علمائها ومفكريها على الأحكام الأسلامية ، والطعن فيها للإيحاء بأنها أحكام قد ولى زمنها وأنقضت أيامها وأننا في عصر التقنية الهائلة ، علينا أن نتحرك لتطوير كل شيء حتى الأحكام الشرعية ، ولم تكتف بهذا الدور بل راحت تعرقل محاولات رأب الصدع العربي . وتهيئة الأجواء العربية لمنطلقات عمل جديدة تأملت فيها السعوب العربية خيراً وإذا بها تشارك خجلاً بالقمة العربية في الدوحة ، في محاولة منها لإفشال محاولات لملمة الصف العربي . وثالثة أثافيها في أعمالها المرفوضة والمخجلة والتي لا يرضاها الشعب المصري ، هي مواجهة في تصعيد لهجتها ضد المقاومة اللبنانية البطلة ، وستقود أخرى إن لم تكن قادتها ضد حماس في حرب الكيان مع غزة . ليعتبر القادة العرب بأن المقاومة هي الخيار الوحيد أمامهم في تدعيم نظامهم العربي لمواجهة تحديات العصر بعد أن خسروا مواجهة العصر السابق مع الكيان الصهيوني وأنه مهما تكالبت قوى الدول وإجتمعت فإنها لن تنال من المقاومة شيئاً أو تثنيها عن سعيها في إسترداد حقوق شعوبها المغلوبة ، وكل ذلك لنكتة بسيطة نبهنا عنها أكثر من مرة ، ألا وهي أن الباطل كان زهوقا . وعكس نقيضها بلغة المنطق أن الحق لا يزال ثابتاً . |
عز الدين سليم في الذمة |
الشهيد واحد من الشخصيات الوطنية التي عاشت للاسلام أولاً ولبلدنا ثانياً في سيرة جهادية استمرت عدة عقود ، كان فيها الشهيد حاضراً في ساحات الجهاد والعمل من اجل الاسلام والاطاحة بنظام الطاغوت البعثي ، وكان في حضوره محفزاً وفي كلامه مقنعاً ، يضاف اليها مجموعة من الافكار الاسلامية المتنورة التي بحثها الشهيد من خلال مقالاته وكتاباته المتعددة التي تعبر عن فهم معمق للاسلام ومفاهيمه وافكاره . ويزيد في شخصيته تألقاً تواضعه وبساطته فقد فتحت له القلوب ابوابها حتى لا يجد الفرد نفسه إلا محباً أو محترماً للرجل شاء ام ابى ، وقد عبر عن هذا نائب عضو مجلس الحكم غازي الياور في تأبين المرحوم الشهيد قائلاً ، بكلمات الحسجه العراقية مثل عز الدين سليم لا يكره أو يعادى .. وكفى شهادة تضاف الى سجله الزاخر . الا ان الشخصيات المرموقة ذات الابعاد المتعددة لا تعدم الحساد ممن يكيدون لها ويتحركون ضدها لان في وجودها اشعاراً بعجزهم وقلة زادهم في ساحات المواجهة التي تتطلب بعداً اخلاقياً افتقرت اليه ميادين عمل المعارضة وشخصياتها بدوافع واهية لا تكون الا وسوسة شيطان عندما يبرر القائمون على المعارضة بان السياسة لغة المصالح لا ممارسة الاخلاق فيها ، فكان لا بد من ان يصطدم المرحوم بالعديدين منهم ، ويحاصر في زاوية ضيقة من قلة الامكانيات وبساطتها ، فقد التقيته وهو رئيس مجلس الحكم وليس له من الحماية الا بعض افراد من خاصته لا تسمن ولا تغني من استهداف في ظل ظروف الارهاب المعلن على الشخصيات الوطنية النزيهة . ويكفيه فخراً انه انتقل الى جوار ربه وهو نظيف الثياب لم تتسخ باقذار المال العام الذي ينهب جهاراً ، ولم يجمع من حطام الدنيا حتى بيتاً يضم عائلته بعد رحيله . وقد قال كلمة حق امام سلطان جائر مثنياً على التيار الصدري ووطنيته وحاجة المجتمع العراقي في هذا الوقت بالذات الى مثله ، فكان عقابه من قبل شياطين الانسن والاحتلال عسيراً ، واغتيالاً بشعاً قد خلف عند محبه لوعة ولابناء شعبه خسارة لم تعوض . رحم الله شهيدنا يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً ، والهم أهله وذويه صبراً وفخراً ، انه نعم المولى والمجيب . (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) سورة آل عمران) |
عساها ( بخت ) مجهول المالك |
وقعت حادثة مؤسفة في منطقة الدير ، جنوب العراق ، راح ضحيتها رجل مسكين فقد حياته ولا يعرف مصير آخرته ، فقد دفعته رغبته في التجاوز على الاموال العامة واخذ ما يتمكن من اخذه منها – فاعتلى عمود ضغط عالي للكهرباء وحاول قطع الاسلاك وهو غافل بالتمام ان منيته في ذلك العمل فكان له القدر بالمرصاد ، لان الاسلاك كانت تحمل تياراً كهربائياً عالي الفولتية ، فاحترق بالحال . وسوء توفيقه أو قلة وعيه ، اصبح عبرة لكل رائي فقد بقي متعلقاً بالاسلاك ولم يسقط الى الارض ليتشخص لكل ذي عينين . وانما قلت سوء توفيقه – اذ لعل الدافع له على ارتكاب هذا الفعل هو التزامه بمقولة مجهول المالك التي يقولها مشهور الفقهاء المعاصرين ، وما دام المال العام مجهولاً فبالامكان اخذ ما يمكن اخذه منه والتصالح به مع الحاكم الشرعي القائل بمقولة مجهول المالك . او قلة وعيه اذ لعله قاصر النظر في الحكم الشرعي للتجاوز على الاموال العامة او لعله لم يدرك ان القائل بكون المال مجهول المالك لا يأذن له بالاخذ كيفما كان ولو فيه اضراراً بالناس وبالمجتمع كما هو كذلك فأنه من غير المعقول لفقهائنا ان يجوزوا الاخذ بهذه الطريقة لارتطامها بعنوان آخر هو اختلال النظام العام ، وهذا العمل يخل به اكيداً فيحرم لذلك وان كان هذا المال في نظر الشخص المقلّد مجهول المالك . وبذلك يتضح ان مجهول المالك كعنوان هو المسؤول عن موت الرجل ( عساها بخته ) ! |
عظمة الشعائر في الصمود أمام الجرائر |
الدلالات التي تعطيها الشعائر الحسينية هي أعظم ما نتصوره وأوسع بكثير مما يظنه محبوه وموالو الحسين (عليه السلام) ذلك لأنها تخاطب وجدان الإنسان بعنوان انسانيته بكل ما يعمله بقيم ويمثله من معتقدات وإنها ما كانت إلا لتنفض عن إنسانيته غبار العبودية والظل وترسم معاني الشعور بالكرامة الانسانية والحرية الفطرية التي هي هدف كل الشرائع والأعراف ولأنها تخاطب الانسان أينما كانت ظلت عصية على الطغاة منذ ان فجرها المعصومون (عليهم السلام) والى الآن لم تستطع كل المحاولات والعقبات التي يضعها أعداء الانسانية من أن تأخذ شيئاً من تأثيرها في النفوس وعشقها لها إذا لم نقل الأمر بالعكس كما يشهد لها الواقع الخارجي بتزايد ممارستها حتى أصبحت مركوزة في الوجدان وراسخة في الضمير سواء للموالين وغيرهم ممن يعيشون على مقربة منهم ويرتبطون معهم بروابط الاخوة في الدين والولاء للوطن وهي بالتالي تعتبر من العصم المهمة في عدم انهيار لحمة أبناء الوطن وارتباط افراده واعتزازهم بدينهم ووطنهم ومن هنا خابت محاولات الأعداء حينما صبوا جَم غضبهم وعميق حقدهم على الشعائر والقائمين عليها والمحبين لذكراها حينما استهدفت نيران غضبهم البسطاء من الناس واماكن عبادتهم وممارسة شعائرهم من الحسينيات والمساجد ومواكب العزاء الحسينية متوهمين إنها تجارة لن تبور، خابت وخسأت من تجارة تورد صاحبها النيران وغضب الرحمن وغضب رسوله وآله الكرام وهي من أشد المحرمات ومن كبائرها لو كانوا يعقلون أو يتدبرون. ولست أدري من الذي غرر بهؤلاء حتى خرجوا بابناء جلدتهم وأخوانهم في الدين فراحوا يبايعون انفسهم لشيطان مريد أعيته حيله فراح يضحي بمن هانت له نفسه سعياً منه وممن غرر به الى اشعال فتنة طائفية واحتراب داخلي لطالما راهن أعداء البلد بمختلف هوياتهم على اشعال نيراها فأبى الله والرسول وأهل بيته ومحبوهم حينما أمسكوا عن الانفعال والانجراف وراء ردود فعل غير مسؤولة معاهدين أن تفشل مخططات الأعداء ويخيب فعلهم وتدان جرائمهم واذ نعلن من واقع المسؤولية الشرعية بحرمة هذه العمليات التي تستهدف الأبرياء واموالهم وممتلكاتهم وهي من كبائر المعاصي والذنوب التي تخلد صاحبها في النار وكما ندين هذه الاعمال من دافع المسؤولية الوطنية والاجتماعيـــة ونطلب من كل الوجهاء في العراق الحبيب من رجال الدين لهم أهلية الفتوى ومن وجهاء اجتماعيين كشيوخ العشائر من اعلان شجبهم واستنكارهم لهذه العمليات الارهابية بشكل واضح وصريح وقطع الطريق عمن وراء هذه الجرائم لايجاد مبررات فعلهم الشنيع فإنهم يحاربون الله ورسوله وأهل بيتهم الذين أجمع المسلمون قاطبة على سمو مكانتهم ووجوب محبتهم وموالاتهم بصريح النص القرآنـــــــــي {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. كما ونشير على اخواننا العراقيين عموماً بالتأكيد على ممارسة الشعائر الحسينية ضمن الإطار الاسلامي العام لما تحمله من دلالات كثيرة حث المعصومون عليها كثيراً وننصحهم باليقضة والحذر وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال الغاضبة التي تحصل كنتيجة طبيعية لهذه الجرائم من زعزعة استقرار البلد وأمنه وكبح جماح الفتنة التي أراد الاعداء إشعال نارها في بلدنا العزيز وكل مواطن مهما كان موقعه ومسؤوليته يكون مسؤولاً امام الله والتاريخ كما ونؤكد على المشاركة باستتباب الأمن ورصد كل حركات المشبوهين والمشكوك بهم في مناطق السكنة والشوارع والساحات واعتبار الأمن مسؤولية الجميع لا خصوص الاجهزة الأمنية ونسأل المولى تعالى ان يشرفنا بالشهادة كما شرف الذين سقطوا أثناء ممارستهم للشعائر العبادية في ذكرى عاشوراء وأن يمن على ذويهم بالصبر والسلوان وعظم الله لهم الأجر والثواب وأخيراً فإن المسؤولية القانونية والسياسية والإدارية تتحملها سلطات الاحتلال وتتحمل تدهور الوضع الأمني ووصوله الى هذه الدرجة المزرية. 13 محرم 1426 |
علاقة الامام المهدي عج بجده رسول الله ص |
ونحن نعيش ذكرى مولد سيد الكائنات محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه واله ) اتعرض لعلاقة الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) بجده الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله ) من جهة الاشترك بينهما وجهة الاختلاف بشكل مختصر . وجهة الاشتراك : – انهما يشتركان بالدعوة الى الله وتطبيق احكامه وبسط عدله على المعمورة ويستهدفان نفس اهداف الانبياء السابقين منذ بدء البشرية الى ان يرث الارض ومن عليها ويحققان العدل ويبسطان السلطان الالهي على الارض مع فارق بينهما ان الرسول ( صلى الله عليه واله ) طبقه على رقعة صغيرة من الارض هي نجد والحجاز والتي تسمى بشبه الجزيرة العربية ويطبقه الامام ( عجل الله فرِجه الشريف ) على ارجاء المعمورة ان شاء الله تعالى ، واذا كان الهدف هو نفس هدف الانبياء السابقين فلذا نجد الكثير من الكلمات في كتب العهدين ، من الكتاب المقدس تشير اليهما ، وتدعوا الى ظهورهما وتبشر بهما اعداداً للانسانية الى تقبل دعوتهما وتهيئة الوسائل لانجازها وتشكيل القابلية النفسية والقلبية والفكرية لقبول دعوتهما والتمتع بخيراتها . فقد ورد في المزمور ( 72 ) من مزمير داود ( عليه السلام ) بشارة بصياغة شبيهة بالدعاء والتوسل الى الله تعالى واليك نصها بالترجمة العربية كما وردت في الكتاب المقدس – عن دار الكتاب المقدس – في الشرق الاوسط [( البشارة الخامسة ) من بشائر الاسفار بمحمد واله الاطهار … ص13 ] . وقد جاء فيها : 1- اللهم اعط شريعتك للملك وعدلك لابن الملك . 2- ليحكم بين شعبك بالعدل ولعبادك المساكين بالحق . فقد نسبت الشريعة الى الله ، وبالرغم ان الشرائع السابقة ايضا منسوبة الله ، فالتصريح بالنسبة هنا يعني اكتمالها وعلو شأنها بحيث استحقت هذه الاضافة والنسبة اليها لان الدعوة والتوسل لا يكون الا بشيء اعلى واسمى مما هو متوفر وموجود . وكما ان التعبير بالملك يرشد الى نكتة ان الملك له نحو من السيطرة على شؤون مملكته فيتصرف بها كيف يشاء كما يتصرف الملك بمكلكه . ومن هنا سميت مملكة . والذي يتصرف بمملكه وشريعته تمام التصرف هو رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ، وكذا ولده المهدي ( عليه السلام ) حينما يشكل دولته بمشيئة الله تعالى ويبسطها على ارجاء المعمورة . وفي فقرة اخرى … يقول البشارة … ويبقى اسمه ابد الدهر ، وينتشر ذكره واسمه ابدا ما بقيت الشمس مضيئة ! وليتبارك به الجميع . وجميع الامم فتنادي باسمه سعيدة . ولا تنطبق هذه الاوصاف الا على رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وولده المهدي ( عليه السلام ) . واللهم هي جهة الاختلاف بينهما … النقطة الاولى : – انهما لا يختلفان باصل الملك بل بخصوصياته : حيث تشع رقعة ملك الامام ( عليه السلام ) عن رقعة ملك جده ( صلى الله عليه واله ) ، وشمول ملك الامام لارجاء المعمورة بما لم ينقل لنا بثبوته لاحد من قبله … واتساع الملك والدعوة بهذه السعة والناس مختلفوا الفهم والعقائد والافكار والسلوك والمناهج ، يبدو لنا صعوبة مهمة الامام ( عليه السلام ) . من حيث انه بالامكان اظهار امرا او دعوة على فئة لها طابعها الفكري الخاص المعروف عند الداعي ، ولكن اظهار نفس الفكرة على جميع الفئات المختلفة بالفهم والعقيدة والسلوك صعب بطبيعة الحال ، وهو بحاجة الى قدرة هائلة وتدبير عال وخبرة عظيمة قد لا تأتي بمدة قصيرة من مواجهة الافكار والعقائد المقابلة والتعرف على نقاط ضعفها واسرار قوتها وعناصر تأثيرها وعوامل التأثير بها او التأثير عليها ومعرفة مثل هذه التفاصيل لا يحصل بمدة يسيرة بل يتطلب مدة طويلة قد تطول الى ان يستوعب كل تأثيرات هذه الدعوات وتأثيرها وما تختزنه من عوامل ضعف ومكامن قوة ، حيث تبدأ عملية الانقضاض عليها وتهديمها مقدمة لاستقبالهم الفكرة والرأي الجديد واعدادهم اعدادا نفسيا وروحيا لاستقبالها والاقتناع بها وقبولها وهو ( عليه السلام ) يتابع كل ما يقع من ظلم على العباد من قبل المستكبرين والطغاة منتظرا للامر الالهي للخروج وتعديل المسيرة الانسانية وارجاعها الى وضعها الطبيعي وفطرتها السليمة : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (30) سورة الروم ) . النقطة الثانية : – امتلاك مجتمع الامام المهدي ( عليه السلام ) المعرفة كسلاح قوي ومؤثر في مواجهة دعوته ، ومجتمع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) خال عنها الا عند القلة من الافراد ممن كان يعرف او ان بعثة الرسول من قبل بعض اليهود والنصارى ، ومع امتلاك سلاح العلم يختلف التأثير بهم عن التأثير بمن لا يملك ، لان الغالب من الممتلك لسلاح المعرفة يرى نفسه ويجدها الا القلة من اهل الفطنة والوعي الواقعي اعلى من سماع الدعوة او الانصات اليها اذا لم يأنف من سماعها فضلاً عن الانصات لها فضلا عن الاقتناع بها ، وهذا امر مسلم عرفا ووجدانا . بخلاف الفاقد لها كحال مجتمع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) فهو وان حصل منه عناد وعدم الاقتناع بالدعوة الجديدة الا انه امر وقتي سرعان ما زال بقليل او كثير من التدبر والملاينة معه ، وهو بحكم الطبيعة والفطرة سيسعى الى معرفة المجهول وكشف اسراره ، وفك رموزه ومعرفة مغزاه وهدفه وما يوصل اليه وحينما يسمع الدعوة الجديدة ونفسه خالية من اية معرفة مسبقة كان انقياده لها مما تمليه عليه الفطرة عاجلا ام آجلا . وامتناعه عنها انما كان بفعل عوامل وقفت مانعا عن اصغائه وقبوله لها كالمصالح الاجتماعية والمراكز الوظيفية والوجاهة وغيرها ، ومع ذلك تبقى للنفس عنده ميلا فطريا لقبول دعوة الحق بعد ان فقد المعرفة وعمه الجهل ، وهذا الميل الفطري فاعل في نفسه وان طال الزمن فيرغمه بالاخير على الاقتناع والقبول للحق ، وهذا ما حصل بالفعل زمن الرسالة الخاتمة ، وكان الرسول الاعظم ( صلى الله عليه واله ) مداريا لهم وملاينا لان اهل قبولهم لدعوته واقع لا محال ، ولم يبق من اهل مكة والمدينة من لم يؤمن بدعوته ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (159) سورة آل عمران ) . واما مجتمع الامام المهدي – فهو يمتلك سلاح المعرفة والعلم وعلى نطاق واسع من الناس قد يشمل كل افراد المجتمع حين الظهور الميمون ، وغالبا ما نجد ان اهل العلم والمعرفة يماطلون ويجادلون في عدم قبول الدعوة الجديدة بيسر وسهولة ، والواحد منهم بفعل الاغترار بما يحمله من علم ومعرفة يحاول خلق التبريرات والمسوغات لرفضه اذا كان من اهل نفس الملة ، وقد يقع في الوهم وضغط الانانية ان لا طريق للحق الا من خلال نفسه ، وعن طريقه لا عن طريق آخر .. وهذه هي محنتنا اليوم والبعض الاخر يجادل في حقانية الدعوة الجديدة ومحاولة الدخول في صراع فكري معها لان اعتقاده بمعرفته وجزمه بها يجعله دائم التشكيك وسوء النظر بالدعوات والافكار الاخرى ، والتعامل مع امثال هؤلاء ، مهمة صعبة ومعقدة . والفت انظارهم الى ان ابطال الدعوات والفتوحات كان معظم التابعين لهم والمقتنعين بافكارهم هم ممن لا يملكون مقدارا معتدا به من العلم . ولذا تجد الواحد منهم يدافع بهمة واخلاص واطاعة عالية لاصحاب الدعوة الحق وبلا تأمل لانه يجد فيها ما ليس عنده . ومن هنا يفهم ان الرسول ( صلى الله عليه واله ) كانت مهمته اسهل وفق هذا المنظور من مهمة حفيده الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) وما ذلك الا لانتشار الجهل الذي سهل بعض التسهيلات ، وما قاومه الاكبراء قريش حفاظا على كياناتهم ومواقعهم الاجتماعية ومصالحهم التي اكتسبوها بفعل الجهل الذي كان عليه عامة الناس . النقطة الثالثة : – وهي مكملة للنقطة السابقة بان يقال ان الجهل سهل مهمة رسول الله ( صلى الله عليه واله ) من جهة اخرى هي انهم لم يكونوا يملكون صورة واضحة عن الاسلام واهدافه وغاياته وطرق تأثيره ومقومات بقائه واسرار قوته واظهار الدعوة لهم على حين غرة وغفلة منهم يربك تفكيرهم ويقطع الطريق عنهم للتمهيد من اجل الوقوف ضد الدعوة الجديدة ، اذ لا يملكون الوسائل المناسبة لمواجهتها بعد ان افقدهم جهلهم تهيئة مثل هذه الوسائل والاستعدادات للوقوف بوجه الدعوة المحمدية المباركة .. ومجتمع الامام المهدي ( عليه السلام ) سيكون ذا معرفة به بدعوته مما يرفع من عامل المقاومة ومحاولة الحد من تأثير دعوته كمحولة فقدان اهمية الدين في نفوس معتنقيه واشعارهم او توهيمهم بان الدين امر مرحلي لا يستوعب افق الحياة ومتطلباتها الجديدة وامتدادها لتشمل عموم الزمان والمكان ، كواحدة من اساليب الحرب المعلنة على الاسلام قبل ظهوره المبارك ، وقد انتجت ثمارها لفترة ليست بالقصيرة ، او محاولة التقليل من الشخصيات العظيمة في نفوس الناس بتعمد الاغفال عنها وانتقال التركيز على شخصيات تاريخية دينية عاشت قبل الاسلام كل ذلك لتقليل اهمية الدين وتجاوز تأثيره في بناء الحضارة والعلم وتمييع مفاهيمه الصحيحة . والمعرفة والعلم يجعل من المجتمع متربص بدعوته من الناحيتين العسكرية والاعلامية فيتوفر على وسائل مقاومته لانهم ملتفتون الى فكرة الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) ويعلمون انها ستذهب بشوكتهم وسيطرتهم فلا بد من الاستعداد لمواجهتها بكل الوسائل . والانتظار ولو كان منتجا لتمحيص المكلفين واعدادهم لاستقبال دعوته والاستعداد للتضحية من اجلها ، ولكنه من عين الوقت منتج لتنمية قدرات اعداء الدين العسكرية والنفسية لمواجهته ومحاربته . ويفرع على هذا ان عنصر المباغتة في حسم القضية والانتظار لها قد لا يكون متوفرا عند الظهور الميمون اذ المباغتة تتوقف على غفلة المباغت ومداهمته بسرعة بحيث لا تترك له فرصة لترتيب اوضاعه وتهيئة وسائل مقاومته الا بعد فوات الاوان ، وهو عنصر مهم واساسي في الحرب وفي غيرها ، كما يشاهد الان من دعوات من هنا وهناك تباغت بها العامة ، مما يخلق عندها ارباكا واضحا لا يعطيها الفرصة للتأمل في صدق المدعي وتبين موضوعه وفي معرفة صحتها من سقمها . واذا فهمنا من بعض المرويات انه لا يظهر الا حين غرة ، وامره كالساعة لا تاتينكم الا بغتة ، علمنا ان امرا لا بد ان يسبق ظهوره المبارك ليقع الناس في الغفلة والذهول بالمرة عن امره ، وليس من شيء يوقعهم في ذلك الا قيام حرب تهلك الحرث والنسل الكثير من بني البشر كما ترشد اليه بعض الاخبار ، حيث ورد فيها ، لا يظهر حتى يذهب ثلثا البشر او سبعهُ او تسعهُ على اختلاف . ولكن حربا كهذه لم تقع بعد وان كانت بعض الارهاصات الحاصلة الان على الساحة الدولية قد ترشد الى وقوعها للصراع المصالحي الدائر بين اهل القوة والسلطة . ومثل هكذا حرب ينشغل الانسان عن اساسيات حياته فضلاً عن بعض افكاره ومعتقداته ومنها فكرة الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) . |
عيش و شوف |
في الوقت الذي يحتفل به الشعب الفلسطيني المشرد بإحياء ذكرى المجزرة الدموية التي ارتكبتها القوات الصهيونية الغازية للبنان في صبرا وشاتيلا عام 1982م ، ليبقى الضمير الإنساني الحي على معرفة ودراية بحقيقة هذا الكيان وكيفية تأسيسه وانه بُني على الغصب والقتل والتشريد لسكان الأرض الحقيقيين ، ولم يكتف بهذا القدر فراح يطاردهم في أصقاع الأرض ويذيقهم الويل والقتل والدمار حتى أمست هذه المجازر عنواناً لقادة هذا الكيان المسخ . في هذا الوقت بالذات ، يوصف بعض الرؤساء العرب بطل المجزرتين المتقدمتين ، شارون رئيس وزراء الكيان الغاصب حالياً ، بأنه الرجل الشجاع أو أن خطوته شجاعة ، ولست ادري كيف انقلب القاتل والغاصب فجأة إلى شجاع من طراز جديد ، أنتجته عولمة هذا العصر التي أذابت المفاهيم وألبستها ثوباً من نوع مطاط ينسجم من توجهات العولمة . ربما أن شارون قد التفت إلى أن حق الفلسطينيين لا مناص منه ، وإرجاعه إلى أهله أو التخلي عن حلم الدولة اليهودية نوع شجاعة تخطى بها الثوابت اليهودية في الأرض ، فكان وقوفه ضد توجهات بعض اليهود شجاعة ولا بأس بهذا الطرح . لكن هذه الشجاعة إنما تكون شجاعة لو جاءت بشكل عفوي وبعد صحوة ضمير ونداء المنطق ، وإذا جاءت من غير هذا الباب فهي ليست بشجاعة بالتأكيد ، والباب الذي جاءت منه هذه الصحوة هو باب الإرغام والإصرار على استعادة الحق المغتصب الذي ترجمته انتفاضة الأقصى بشهدائها الذين تجاوزوا الأربعة آلاف شهيداً من خيرة أبناء غزة البطلة . إلا أن شارون لعبها بشكل جيد وصوّرها منّة يعطيها الفلسطينيين وعطية يتكرم بها عليهم وفق منظور الساسة المغررين والرؤساء – المرؤوسين – من قبل المفاهيم الغربية والتصريحات الرسمية ، فما أن سمعوا بتصريح شارون بان من حق الشعب الفلسطيني تأسيس دولته المستقلة وان كيانه قد خطى خطوتها الأولى بالانسحاب من غزة ، حتى استبشر الرؤساء فرحاً فقد أغناهم هذا التصريح عن التزاماتهم تجاه ميثاق الجامعة العربية والقضية الفلسطينية . وكان الاحرى بهم أن يصفوا أبناء الشعب الفلسطيني بالشجاعة والبطولة حينما أثرت تضحياتهم ودمائهم التي سالت انهاراً خلال فترات الانتفاضة فسقت أرضهم صلابة ومنعة عن المحتلين فولوا عنها هاربين والى خزيهم فارين ، وان يميزوا بين حق المقاومة وباطل الإرهاب الذي يمثله الكيان الصهيوني بشكل رسمي منظم أمام أنظار العالم . إلا أن هذا التصفيق البروتوكولي لمهندس مجازر صبرا وشاتيلا هو عزف على وتر موسيقى الجاز الأمريكي ، موسيقى خرجت عن موسيقى الأصل ذات الإيقاع الخاص إلى موسيقى الأملاءات الأمريكية ذات الوقع النفسي الخاص والتي لا يتمكن أي رئيس عربي من أن يصم آذانه عن سماعها أو يطلب إجازة من الإصغاء إليها . وما عليه إلا أن يتابع نغمة عازفيها من رؤساء إدارة البيت الأبيض الذي وصف أخيرهم شارون بأنه رجل سلام . ولا أريد أن اذكّر الرؤساء والساسة العرب بآية من القران لأنهم عرب ومسلمون والمفروض أن واحدهم قد قرأ القران ولو مرة في حياته ، فوقع نظره وفتح سمعه إلى قوله تعالى ) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (47 – 48) سورة غافر ( . |
غزه أم عزة |
قال تعالى ) يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ (2) سورة الحشر( يبدو أن عجلة الأيام قد دارت دورتها وانقلب رأسها قعراً والقعر رأساً ودالت الأيام دولتها ، ) وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) سورة آل عمران( نداولها بين يومين ، يوم لك ويوم عليك ، أيتها الدولة اللقيطة التي زرعها الاستكبار في قلب العالم العربي ، وحيث نشأت على ظلم الآخرين فقد استولت على أراضي أخرى عربية بالظلم والعدوان وكانت غزه واحدة من تلك الأراضي التي ابتلعها الاحتلال اليهودي للأراضي العربية عام 1967 . بعد نكسة الخامس من حزيران كما يحلو للبعض أن يسميها . وظلت غزة تأن من نير الاحتلال وتحت قهره واستبداده طوال الأعوام الثمانية والثلاثين السابقة ، فلم تجدها المفاوضات والمساومات لتسترد عافية الحرية وتعود إلى أهلها عزيزة كريمة ، كما راهن عليها الساسة العرب . ولكن انتفاضة الشعب الفلسطيني المباركة ، والتي سميت باسم انتفاضة الأقصى ، قد أتت أكلها وحققت حلم الشعب الفلسطيني الذي تركته أحداث الساحة السياسية العالمية وتداعياتها ، أن يواجه الاحتلال اليهودي وحيداً بعد انكفاء العالم العربي من ساحة الصراع العربي اليهودي وتحوله إلى الصراع الفلسطيني – اليهودي . وها هي تجني ثمار جهودها المباركة من الانسحاب اليهودي من غزة – عزة العرب بعد تضحيات جسيمة قدمتها أبناءها البررة وقبلهم قادتها الشرفاء . والغريب في هذا الانسحاب – ولا غرابة في سحر الانتفاضة عندما يريد الشعب الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، وتنظيم الأسباب في حلقة الصراع بين الحق والباطل لتقول قولتها ) وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) سورة الإسراء ( الغريب فيها – أن الدولة المحتلة انسحبت بلا شرط ولا مفاوضات مرغمة على ذلك بعد أن علمتها الانتفاضة درساً في تاريخ الشعوب وصراع الأمم ، بان سلاح المقاومة مهما بدى بسيطاً ومتواضعاً إذا كانت تقف ورائه إرادة صلبة وتصميم قوي فانه يقهر أقوى الجيوش وأحدث الأسلحة ، وها هي النتيجة بلا أي تزييف ، انسحاب من غزة بدون قيد أو شرط ، ومن طرف واحد . وهذه هي الهزيمة الثانية التي تمنى بها الدولة اليهودية التي أسست على الباطل والقهر والقوة في غضون خمس سنوات بعد الانهزام من جنوب لبنان ، وما بني على القوة لا يسترد إلا بالقوة ، وهي الحكمة التي ضلت الشعوب المغلوبة على أمرها أن تعيها إلا بعد أن تسترد وعيها وعافيتها وتجرب خطها في مسارات أخرى من المفاوضات أو الحوارات أو العمليات السياسية أو ……… . وكان معرفتها سر استردادها حقها المغتصب يكمن في مرورها عبر تجربة المفاوضات وتحين فرص التغيرات الدولية في الساحة السياسية العالمية ، ولم تكن إلا سنوات عجاف على الشعب الفلسطيني إلى أن صعّّدت حركة المقاومة الوطنية من طريقة أدائها ومواجهتها للاحتلال فقد وجهت إليه الضربات تلو الضربات مما اقلق الإدارة اليهودية خوف تأثير هذه الضربات على النفسية اليهودية التي وعدت بالحماية من الجيش الذي لا يقهر على ما كابر عليه الأمريكان واليهود ودول غربية أخرى ، تعتيماً للحقيقة وحفظاً للتوازن في منطقة الشرق الأوسط . ولوقف تداعيات الانتفاضة المباركة على الشعب اليهودي بادرت متخبطة بتطبيق خطة الانسحاب من غزة من طرف واحد . وكان لغزة أن تكون عزة للفلسطينيين وفخراً للمؤمنين بقضايا المصير وتقريره ) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (8) سورة المنافقون ( ولا عزة لغيرهم ، وحيث تكون عزة المؤمنين من عزة الرسول وعزته من عزة الله ) إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (65) سورة يونس ( ) فلا غالب لكم اليوم ( . إن الضربات الموجهة التي وجهتها انتفاضة الأقصى إلى الجسد اليهودي الذي انهمك متخبطاً لكبح الانتفاضة فلم يفلح فراح يفتش عن مخرج له من هذه الأزمة ، ووجدها فرصة لصد ورد الانتفاضة بإعلانه الانسحاب عن غزة ، وقد بدلها الأحرار إلى عزة للشعب الفلسطيني وحدثاً تاريخياً كبيراً كانت الأمة بأمس الحاجة إليه . وها هي اليوم تعيش نشوة النصر ورد الهزيمة ، وإدراك الحقيقة التي لا تميتها الهوسات الإعلامية والتصريحات الكارتونية لسماسرة السياسة حقيقة أن الإرادة فوق كل اعتبار وان العزيمة سيدة الموقف وان الصمود يصنع النصر وان طال به الأمد . وقد فتشت عن الخطاب القرآني فوجدته يخاطبها بقوله تعالى : ) اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) سورة البقرة ( . ) إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ (104) سورة النساء ( . ) {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ (96) سورة البقرة( . ) وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ (3) سورة الطلاق ( . وكل هذه الآيات وغيرها هي دلائل صدق وخطاب حق لمن أراد أن يتعامل مع قضايا الحياة بصدق ووعي تام . إن الدرس الذي أعطته الانتفاضة للشعب العربي عموماً وللفلسطينيين خصوصاً عميق عمق جراح هذه الأمة المنكوبة ” عميق في وجدانها وشعورها يعزز فيها معاني التضحية والفداء من اجل قضايا المصير والحق ” ويقنع الأمة بقدرتها على تجاوز العقبات التي صنعها الاستكبار في نفوس أبناء الأمة العربية موحياً إليها بأنها امة متخلفة ومتراجعة لا تستطيع النهوض بمسؤولياتها التاريخية وقدرتها على الإبداع من جديد وأنها بحاجة إلى رعاية وتأهيل من الغرب . سيبقى تاريخ 15 – 8 – 2005 ، نقطة تحول كبرى في ساحة الصراع العربي ، اليهودي وسيكون بداية التحرير الكبير لكافة الأراضي المحتلة ، بل نقطة تحرر الإنسان العربي من وهم الشعور بالهزيمة والخذلان ، وسيعيد للأمة بعض أمجاد ماضيها العريق . وسيكون الفخر كل الفخر لشهداء الانتفاضة المباركة الذين عبدوا بدمائهم طريق التحرير وعودة الحق السليب ، وسيذكر لهم التاريخ العربي والإسلامي تلك التضحيات بمزيد من الفخر والاعتزاز ، وسيحفز الأجيال اللاحقة على التأسي بهم واللحوق بركب الشهادة الذي شرعوا فيه . إننا نحيي الشعب الفلسطيني هذا الانتصار العظيم ونشاركه الفرحة بالنصر كما شاركناه الحزن بالهزيمة والاحتلال ، انطلاقاً من ثوابت ديننا الحنيف وأعرافنا العربية الأصيلة )من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ( ورحمة الله على الشاعر الفلسطيني الذي انشد : سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى فإما حياة تســـر الصديـــــــق وأما ممات يغيـض العـــــدى |
فتوى القرضاوي |
أفتى سماحة الشيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز مصافحة الرجال الأجانب للنساء عند الضرورة ، وقد أخفى ذلك لسنين ، خشية أن يشوش الناس عليّه ، وقد شرط في فتواه بالجواز شرطين الاول الضرورة .. والثاني حال أمنت الفتنه – وقد ضرب مثلا تعرضه للحرج عند ذهابه الى سكناه في مصروتستقبله النساء من بنات العم ، والخال والجارات فيمد يده اليهن بعد ان يمدن ايديهن اليه عند السلام – معللاً ليس من اللائق رد يد الجارة الممدودة يدها للسلام . ثم إستطرد في كلامه .. وهو يشدد على ضرورة تحلي العلماء بالشجاعة في إختيار الرأي الذين يقتنعون بصحته ، والشجاعة الأدبية في إعلان الرأي للناس . ومن جهتنا فإننا نسأل جناب الشيخ – هل هذه الفتوى جاءت كأقرار لما تمارسه من المصافحة مع القريبات دفعاً لما تسميه أنه من غير اللائق رد يد الجارة الممدودة للسلام . وإذ لم نطلع على ما أستند عليه من دليل ، إلا أن من الواضح تضمين دليله ما كان يمارسه من المصافحة مع القريبات بدعوى الضرورة .. مع إننا لا نرى من ضرورة تلجئه الى تجويز ما هو جائز – إذ الضرورة إما من الضرر أو من الحاجة – فإن كانت من الضرر فلا ضرر في أن لا يصافح ممن تمد يدها إليه لعدم تعين السلام والترحيب بهذا السلوك ما بين الجنسين ، بعد إن كانت العادة جارية بين الجنسين من أبناء الإسلام بالترحيب والسلام بكلمات السلام والترحيب المتعارفة لغة وعرفاً دون مد اليد، ولما إستفحلت العادة الجارية بين غير المسلمين وأصبح عرفاً عالمياً لا بد أن يجد له طريقاً للممارسة في البلدان الإسلامية ، مع إن المفروض المحافظة على روح التكاليف الشرعية وصيانتها من النزول الى مستوى الواقع الإجتماعي ، بدلاً من رفع الواقع الإجتماعي الى مستوى الإلتزام بالتكاليف الشرعية . وإن كان من الحاجة ، فأية حاجه تدعوه الى التجويز . ويبقى علينا تحليل الشرط الثاني .. الأمن من الفتنة ونحن نقول أن الأمن من الفتنة هل هو أمر قصدي أو أمر واقعي؟ فإن كان قصدياً فمعناه الحرمة مع القصد وعدمها مع عدم القصد ، وبالتالي فالتكليف يدور مدار القصد وعدمه وهو غير معقول . وإن كان واقعياً فهو موجود وحينئذ لا معنى للقول بالأمن من الفتنة لانه تكليف بغير المقدور ولندخل بشيء من التفصيل في ما يتعلق بالحس المشترك ، الذي هو بمنزلة الوعاء الذي يصب قنوات الحس من النظر والسمع والذوق والشم واللمس وكلما كانت هذه القنوات غير نظيفة كان ما يلقى في الحس المشترك هو ذلك ، فالنظرة والمسة غير مؤثرة فيه لا محالة وإن كانت مأمونة كما يدعى ، والنتيجة أن هذا الإنسان يصاب بإمراض روحية تعرقل تصاعده الإيماني وتكامله في سلم الرقي نحو الله خذ لذلك مثلاً أن الذي يأكل أكلاً فاسداً وهو غير قاصد لاكله لانه لا يعلم ، من الواضح أنه يؤثر فيه شاء أم لم يشأ . وكذا من نظر الى أمرأة جميلة ، أو شم رائحة نتنة أو سمع صوتاً محرماً أو .. فأنها قنوات تصب في حسه المشترك وبالتالي فلا يصح محلاً لنزول البركات والفيوضات . 12جمادي1 /1430هـ |
فداك أبي وأمي يا رسول الله |
((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفاررحماء بينهم)) الآية 29سورة الفتح. لو أجتمعت الأمة الإسلامية بكل مكوناتها على ان توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقه عليها بصيانته إنسانيتها ووضعها في المسار الصحيح لفطرتها التي تصدرت به الحضارة الإنسانية وسادت به أمم الارض وقدمت نهضات علمية وإجتماعية بل وسياسية عظيمة ستظل مفخرة للتاريخ الإنساني قاطبة إذ لم تتحقق دولة العدل والحق والمساواة إلا في زمانه (صلى الله عليه وآله) وفي زمن امير المؤمنين (عليه السلام) . ومع كل هذا الإنجاز العظيم والخالد الذي تحقق بفضل جهود الرسول الجبارة ، يبقى (صلى الله عليه وآله) دون الإهتمام الراعي لحقه على أمته إذ لم تتخذ مواقف صارمة وجادة لتأديب المسيئين لشخصه الكريم ، مما شجع غيرهم من الحاقدين التمادي في الإساءة إليه (صلى الله عليه وآله) والامة التي جعلها بمنزلة أبنه لم تحرك إرادتها وعزمها في الدفاع عنه ودفع الإساءات الموجهة إليه وهي تشمل امته جميعاً . ومن جملة الإساءات ما بثه موقع جريدة (كرد تايمس) الإلكترونية لصاحبها (صلاح نشوان) من إساءات تمس شخصه الكريم بالصميم ورسالته السمحاء وما جاء به من ادب واخلاق ، بإفتراءات حاقدة وإنفاس شيطانية طالت أنبياء الله ورسله الكرام ، ولم تسلم الذات المقدسة من لسانه وطعنه ، وقد أتخذ موقفه هذا من شعوره بانه محاصر ومحتل من قبل الدول التي تشمل أقليم كردستان ، فأعطي لنفسه حقاً في إعلان حرب على هذه الدول وهي إسلامية بطبيعة الحال وسماها حرباً عقائدية . والغريب ان هذه الإساءة تصدر بحسب ما أطلعنا على الموقع من شخص عراقي كردي مقرب من أحدى القيادات الكردية بحسب ما اعلنته جريدة العربية – العراقية- الصادرة بتاريخ 27/12/2008 . فإذا صدقت هذه المعلومات عن الموقع وصاحبه فأن المسلمين جميعاً وهم يمرون بذكرى رحيله الى الرفيق الاعلى مطالبون بالدفاع عنه ورد الإساءة والقذف والوقاحة التي إرتكبها صاحب الموقع ، ومن جهتي وبصفتي الشرعية وبعد إطلاعي على ما ذكره الموقع فسأتدرج في الرد عليه فلعله متوهم أو قد إشتبه عليه الحال وسأكتفي بإنذاره ورجوعه عن غيه ، فأن فاء ورجع فهو خير له ، وإلا فسأحكم عليه بما قررت شريعة السماء ووثقته الأدلة الشرعية القائمة عند جميع المسلمين ، وقد تأمر بما يستحق أن يؤثر عليه به ، دفاعاً عن الدين ورسوله الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله ) فأنه من أنفسنا عزيز علينا رؤوف بنا رحيم علينا فلا جزاء لحقه علينا ولا وفاء عندنا لمراعاته لو لم نفعل بما يأمره الشرع . ((قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون))الآية 164سورة الاعراف. 24 / صفر/ 1430 هج |
فقهاء متعصرنون |
قال استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر ان تعدد الزوجات ليس من الاسلام، مفجرا بذلك مفاجأة من العيار الثقيل واشار الدكتور احمد عبد الرحيم السايح الى ان نظرة المسلمين الدونية للمرأة جعلتهم يقومون بجمع الحكايات والاساطير والاعراف ويضيفونها الى الاسلام. واضاف السايح في تصريحاته لصحيفة (المصري اليوم) من صفات المولى عز وجل (العدل)ومن العدل الالهي انه سبحانه اذا اباح للرجل تعدد الزواجات يبيح للمراة ايضا تعدد الازواج واكد السايح بحسب موقع افاق ان كل الايات القرانية التي جاءت في هذا الاطار لم تبح تعدد الزوجات على اطلاقه وانما ربطته فقط بامهات اليتامى والمطلقات ومنها قول المولى عز وجل (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء)(3النساء) مشيرا الى ان المولى عز وجل بدا الاية بـ (ان) الشرطية وهو ما يعني عدم اباحة تعدد الزوجات على اطلاقة خاصة من الفتيات البكر كذلك قوله تعلى ((ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء)) (127النساء). تعليق سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله) على الموضوع يبدو ان مصر العربية دولة الازهر الشريف اصبحت مدافعة عن حقوق المراة وفق اطار تراه شرعيا بعد ان رفعت الاطر الشرعية المتفق عليها والمجمع على العمل بها بغض النظر عن الاختلافات الجزئية في طريقة الاستنباط، والتي منبعها الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة. ولكن بعض المتفيقهين من رجال الدين في مصر. وبعد زوبعة ارضاع الكبير التي تراجع صاحبها عنها، وبينا فسادها بلا مجال للشك والتردد فيه، ظهر لنا الاستاذ الفاضل السايح متباكيا على المرأة ومنحازا لحقوقها اكثر من مناصرة خالقها لها، وحاول ان يعلك نفس العلك الذي يمضغه اعداء الاسلام الا وهو الزواج بالاربعة. وقبل البدء ببيان فساد دعواه، نذكر مختصرا ـ ان الاحكام الشرعية في غير العبادات ليست ملزمة بقدر ما هي ملزمة اذا كان اوقعها الفرد والتزم بها، واما قبل ذلك فهي على ما هي عليه بالنسبة له. كالبيع مثلا، فلا يكون الانسان ملزما به الا بعد ايقاعه والالتزام به واما قبل ذلك فلا ومثل هذه الاحكام هي لانتظام امور المعاش بالنسبة للعباد، فان خالق العباد هو الاعلم مطلقا على وضع نظام اجتماعي ينظم به معاشهم، واما غيره فلا يقدر على نظم امورهم لقصوره وتقصيره وعدم احاطته, فهو يتعلم من خلال تجاربه ويستفيد من خلال عمله. ومثل الزواج بالاربع وضعه الشارع لعلاج حالات معينة لحكم ومصالح يرتضيها الطبع وتميل اليها الفطرة ويقبلها العقل ولكنها غير ملزمة للفرد الا اذا التزم بها، كما انه يغطي حاجات بعض النفوس التي لقوتها الشهوية نسبة عالية قد لا تغطيها امراة واحدة وهم الشارع من هذا التشريع على ما نفهم هو ضبط ايقاع الشهوة الجنسية وتقييدها كي لا تنفلت وبانفلاتها يعم الفساد والخراب والدمار. والمكابر فيه اعور العين، صميم الاذنين، وها هي بعض الشعوب تحاول صيانة اعرافها وتقاليدها وهويتها من اختراق افة الانفلات الجنسي لبلدانها وان لم تكن مسلمة الديانة ولنسأل الدكتور بالقول هل رات عينك او سمعت اذنك ان حيوانا قبل ان ينزو اخر على انثته ـ سيقول كلا، ونقول وما ذلك الا لان مسالة الاختصاص بالزوجة للزوج مسالة فطرية. واما قولك بان التعدد ليس من الاسلام ـ فهو خلاف الضرورة التاريخية والشرعية التي عمل بها المسلمون منذ الصدر الاول والى الان .. ويكفي في شرعيتها ثبوت سيرة المصطفى وبعض الصحابة والصلحاء، من دون نكير من احد، فالقول بانه ليس من الاسلام كذب على الاسلام. واما قولك الى ان نظرة المسلمين الدونية .. الخ، لا نجد تشريعا في امم الارض سواءا اكان ارضيا ام سماويا احترم المراة وجعلها في مستوى انسانيتها غير الاسلام. وها هي تواريخ الامم والشعوب امامك تعرف منها كيف ارتقى الاسلام بالمراة وقدر مكانتها ـ وما ذنب الاسلام لو كانت تصرفات المسلمين لا تتوافق مع الضوابط الشرعية والاعراف الاخلاقية فهل نوهن الاسلام او ننتقد المسلمين. ومع ذلك فان نظرة بسيطة الى بعض التصرفات العرفية لا يمكن تفسيرها الا لمزيد حرمة المراة عند الرجل من المسلمين وان الحفاظ عليها وعدم المساس بها واجب يمليه عليه شرف الرجولة وتعظيم حرمة المراة. واسالك ايهما اكثر حرمة وتقديرا عند الرجل الغربي الذي يترك امراته محطة للانظار وربما للاحضان ويتركها بداعي الحرية المزعومة تمارس ما يحلو لها، وترتكب ما يسيء الى رجولته ومكانته وانسانيته او عند الرجل الشرقي المسلم الذي لا يسمح بان تنال الرجال بنظرها زوجته فضلا عن مسها، وقد تدفعه غيرته للدفاع عنها بكل غال ونفيس، فهل هذا دونية لها او هو عزة وصيانة لها؟. واما قولك, من العدل الالهي انه يبيح للمرأة ما اباحه للرجل.. وهذا قول من لا معرفة له بالفرق بين العدل والمساواة فقد تكون المساواة ظلما لاحد الطرفين وقد يكون العدل بان لا تساوي بين الطرفين، لانه اعطاء كل ذي حق حقه، وطبيعة الرجل وخصوصياته تمنع مساواته مع المرأة في تشريع كهذا وان من العدل ان يناسب التشريع طبيعة كل منهما, فناسب طبيعة الرجل تشريع الاربعة دون المراة, فهذا عدل، لانه وضع للشيء في موضعه واعطاء كل ذي حق حقه، وهو مساواة بمعنى ذلك وليس مساواة تساوي التشريع فيهما، وانا اسالك أتساوي بين الطالب المجد مثلا وغيره في الدرجة والتقييم، لانك في هذه الحالة مشرع لاعطاء الدرجة, فان ساويت فقد ظلمت وان عدلت فقد عدلت. واما قولك ـ ان التزويج بالاربعة مربوط بامهات اليتامى فهو غير مطلق ..الخ فانه مردود فان لا تنكحوا ليس هو الجزاء الحقيقي وانما سد مسد الجزاء الحقيقي، فاذا خفتم من عدم القسط بين اليتيمات فانكحوا نساءا غيرهن ـ وعليه مشهور المفسرين وان احتملت الاية وجوها اخرى. هذا مضافا انه لا خصوصية لليتامى في هذا الحكم الا من جهة مناسبته للسياق للايات التي قبلها … (واتوا اليتامى اموالهم ولاتتبدلوا..الخ) الاية، وانما شرط التعدد هو القسط بين الزوجات، والا يكتفي بالواحدة. بعبارة اصولية ان القيد (في اليتامى) ليس احترازيا لتقييد الحكم به , مع ان هذا التقييد مخالف للسيرة الجارية بين المسلمين فيما يتعلق بالتزويج باكثر من واحدة ولو كان قيدا لانعكس ذلك على ممارستهم لهذا التشريع. ان هذه الفتاوى تتناغم مع ما كان النصارى يشنعون به على الاسلام واحكامه فهي دعوة قديمة بلباس جديد، هو ان لباسها من نفس المسلمين بل من علمائهم. والغريب في الامر ان فضاء الحرية المزعومة التي ينادي بها الغرب ويتبعه بعض الانظمة بلا هدى تجري في الاحكام الشرعية، والالتزامات الالهية، واما لو جرت بما يمس النظام العام وبعض التشريعات الوضعية وممارسات السلطات التنفيذية الظالمة التي تتجاوز حتى حدود القوانين والدساتير المقررة عندهم فيعتبر تجاوزا على السلطة وحدودها. يعاقب مرتكبه باشد العقاب, وحينما يتجاوز على حدود الله واحكامه وشريعته فهو امر سائغ ومقبول. وانبه علماء الازهر الشريف بان الله تعالى خولهم وجعلهم اولياء على احكامه وتشريعاته حيث امرهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكريس ولاية الله على احكامه خير من تكريس ولاية الحرية المزعومة ونشر الفساد في العباد والبلاد، وان احترامهم لاحكام الله يلازم احترامهم لبلدانهم ومستقبل شعوبهم. ونعتقد ان هذه الاطلاقات متسلسلة ومبرمجة وستصل الى مستويات غير مقبولة حتى على مستوى العرف الساذج اذا لم تواجه بقوة البيان والبرهان لعلماء الاسلام، وتقع مسؤولية ذلك بالاساس على علماء الازهر الشريف والا سيصل مساسها الى تجويز الزواج بالمحارم ومن ثم الى الجنس المماثل كما هو الحال ببعض التشريعات الوضعية ببعض البلدان الغربية, وحينئذ سيقول علماء الاسلام (ياليتني قدمت لحياتي) الاية 18 ربيع الثاني /1430هـ |
قبلاتُ أم لبنات |
القبلة بل القبلات التي طبعها الرئيس العراقي على خدود الوزيرة الأمريكية – كونداليزارايس – هل هي تعبير عن ود مفعم بالامتنان للإدارة الأمريكية لما قامت به من إسقاط النظام العراقي السابق ووصول السيد طلباني إلى رئاسة الجمهورية العراقية ، هذا الامتنان قد تجاوز حدود التعبير المعمول بها والذي يصون الاعراف العامة الثابتة للبلد الذي يحكمه الرئيس العراقي والذي يستقبح هذه الفعلة بين غير المحارم ولو لم يستقبحها فانه يستهجن مثل هذا الفعل لانه يمثل تجاوزاً على اعراف الشعب وتقاليد البلد . ولست بحاجة الى ان اذكر القائد العراقي المنفتح بان هذا الفعل فيه مخالفة دستورية واضحة فقد نصت احدى فقرات الدستور الدائم انه لا يجوز تشريع فيه مخالفة لثوابت الاسلام او تقاليد البلد ، ومثل هذا الفعل الذي هو تشريع عملي من قبل الرئيس مخالف اكيداً لثوابت الإسلام الذي يحرم مصافحة المرأة الأجنبية فضلاً عن تقبيلها مضافاً الى حرمته العرفية في اطار ثوابت وتقاليد الشعب المسلم الذي يجب ان يراعي الرئيس قبل غيره هذه الثوابت بعد تعهده بالمحافظة على وحدة العراق وشعبه ومن الواضح ان هذه الوحدة تنطلق من المحافظة على ثوابت هذا البلد واعرافه وتعاليم دينه فاذا تم تجاوز هذه الاعراف فدعوى المحافظة على الوحدة في مهب الريح . وقد نسي او تناسى السيد الرئيس انه يمثل كل العراقيين بمختلف اطيافهم وقناعاتهم ولا يعني الممثلية الا المحافظة على تقاليد واعراف من يمثلهم وان لم يكن مقتنعاً بها ، فان قناعته كشخص شيء واحترامه للشعب الذي اختاره وانتخبه شيء اخر ولا يمكن ان يخلط بين الامرين . ولا ينقضي عجبي من ان البرلمان العراقي لم يحرك شفة في نقد هذا التصرف وتنبيه الرئيس العراقي على مثل هذه المخالفة الدستورية ، الشرعية ، العرفية الواضحة . والاكثر عجباً ان المؤسسة الدينية لم تنبس ببنت شفة لنقد هذه الفعلة التي يراد لها ان تكون عرفاً جارياً لكل مسؤول عراقي وان كان بظاهره يمثل الاسلام . نأمل من السيد الرئيس ان يراعي ثوابت شعبه وقيمه واعرافه العامة واحكام دينه الحنيف ، بعيداً عن قناعاته الشخصية والتزاماته الفردية فانها من مختصاته وهو حر فيها وليس من حقنا نقده فيها ما دامت لم تلامس مشاعر الشعب وتقاليد ابنائه . او ان هذا التصرف هو تعبير صادق عن حبابية القيادة العراقية وامتثالها للقيم الامريكية التي ما انفكت الادارة الامريكية جاهدة في نشرها في بلدان الارض ، وافقت قيم شعوبها او خالفت المهم ان النموذج الامريكي يجب ان يكرس على ارض العراق وان يكون هذا البلد الممثل برئيسه قد حاز السبق في ميدان تحقيق النموذج الامريكي ، وان ادى ذلك الى التضحية بكل القيم الحضارية والاخلاقية والاجتماعية التي اعتز بها الشعب العراقي مئات السنين . ومن دون ان يبدي الشعب الممثل برئيسه اية ممانعة لهيمنة النموذج الامريكي وتكريسه على صعيد الحياة الاجتماعية العراقية ، وبالتالي فان كل اعمالنا وما قمنا به الى الان لم يكن وليد الدافع الذاتي للحرص على بناء البلد من خلال الانطلاق من قيمنا الحضارية وثقافتنا الاسلامية او القومية بقدر ما كان انطلاقاً من خلال النموذج الامريكي وقيم المجتمع الغربي الذي اختار العراق من بين الشعوب العربية الاسلامية ليكون نموذجاً لاختبار قدرته على التكيف في الواقع العراقي . وتبقى جهود كل الخيرين من ابناء هذا البلد ممن وقفوا بوجه التسلط الاجنبي قديماً وحديثاً مضحين بكل غالٍ ونفيس من اجل صيانة الهوية العراقية واللحمة الاجتماعية والقيمة الحضارية والاخلاقية مركونة في ارشيف التاريخ قد نبذها ابناء اليوم مخلفين آثارها وراء ظهورهم سعياً وراء النموذج الامريكي ، وسيكون حال هذا البلد المبتلى مصداق لقوله تعالى حكاية عن صاحب الجنة : ( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ) سورة الكهف: 42 22 رمضان 1427 |
قد تسأل |
قد تسأل عن سبب اخفاق بعض الكتل والاحزاب في انتخابات المحافظات التي جرت بالقريب ونجيب:ـ بأنها لم تتعامل مع الشارع العراقي عموماً بقدر ما تعاملت وتفاعلت مع ما تسميه قواعدها الشعبية ، وهي لا تمثل الا جزءً من السعب العراقي فكان اقترابها وعملها مسجلاً لهذه القواعد دون سواها، وهي غير مضمونة الولاء لأن كثرة المرشحين من الكتل والأحزاب يجعلها في تردد مستمر واضطراب غير مستقر فهي توالي ولا توالي ، فتوالي ظاهراً كتلها ولكنها تتحرك بأتجاه من يملك القوة في الساحة ، فإذا ما وجدت أن بعض الأخرين اقوى وجوداً وإمكانيةً غيرت ولاءها وتركت أصحابها . والسبب يعود لنفس قيادي هذه التجمعات السياسية ، فإن معظمهم يتعاملون بمنطق القوة والأمكانية الكبيرة ، وقد يمنّون على الناس بعض إنجازاتهم التي خلقتها لهم ظروف مواقعهم الوظيفية، ولولاها لما كان لهم من ناقة ولا جمل بها. ثم إنهم لم يعتمدوا على الكفاءات المتوفرة في الوسط الشعبي العراقي ، وجلّها نزيه وكفوء ويملك خبرة إدارية ووظيفية معتبرة ، فتركوا هؤلاء وجمعوا لهم بعض المتزلفين لهم ممن يعظمون كل اعمالهم مهما كانت بسيطة وسيئة حفاظاً على مواقعهم ومكاسبهم ، وقد يشكلون طوقاً يضربونه حول المسؤول الكبير للتأثير على قراراته ومتابعاته ، تخويفاً له بالأرهاب وأنه مستهدف ، ونقلاً له صورة مخالفة للواقع تماماً لتطمينه، فيثق المسكين بهم وهم بطانة السوء ، وإذا كشفت الأنتخابات نتائجها بات له كذبهم وتخذيلهم . ثم إنهم لم يقدموا لمجتمعهم بعض الأنجازات التي يمكن ان تتذكرها الجماهير إنجازاً لهم بقدر ما كانت إنجازاتهم لتسجيل بعض الصور واللقطات والإستفادات الشخصية والحزبية ، وقد تكون سيئة التنفيذ الى الدرجة التي لو كنت مشرفاً على أعمالهم لرفضتها لأنها تمثل حداً أدنى من المتانة لا يتناسب وحجم الإتفاق عليها . ثم إنهم تعاملوا بإنحياز تام مع بعض العناوين الكبيرة والمؤثرة على الساحتين الأجتماعية والسياسية كما يتضح ذلك جلياً في حصر بعض العناوين ببعض الشخصيات بلا مبرر واقعي وموضوعي إن لم يكن المبرر غير موجود ، وقد يدفعهم الى ذلك إستقواءهم بهذه العناوين ، وإظهار إرتباطهم بها ، وهي لا تعير لهم أذناً صاغياً وتعلن جهاراً إنها مع الجميع . ثم أنهم إعتمدوا على دعاية إنتخابية مزيفة لا تتضمن سوى صورة جميلة تكلف ما يزيد عن دخل شهري لعائلة عراقية متوسطة الحال ، وبعض الكارتات ، واللافتات التي لا كتابة فيها إلا إستجداء شعور الجمهور بدعوى إنتخبوا مرشحكم ……. ولم يسألوا أنفسهم على ماذا أعتمد ليطلب من الناس ترشيح نفسه ، هل إعتمد على جمال صورته ؟ أو موقع لافتته أو على ماذا ؟ إنها دعاية الضحك على الذقون ، فلم نسمع برنامجاً سياسياً أو عمرانياً أطلقته بعض الكيانات المرشحة الكبيرة فضلاً عن الصغيرة . ناهيك عن توزيع البطانيات وبعض الدنانير مشروط بالحلف (بالعباس) أو بوضع اليد على القرآن مستغلين بذلك حاجة الناس التي لم يقدموا لهم شيئاً يذكر وهم أصحاب السلطة والقرار ، وما أن إحتاجوا الى الناس تزلفوا لهم بهذا الفتات ، ولكنها لعبة لم تمر على الشعب الذي تعلم من تجارب السنين السابقة وتجاوز بها حالات الإستغفال له من قبلهم ، فقال قولته الحق ، كلا كلا للباطل . وقد كانوا بعيدين عن مجتمعهم وشعبهم حينما كانت لهم الأمور متسعة والأحوال متيسرة في سلطة لم يراعوا حقها ولم يؤدوا أمانتها للشعب الذي إنتخبهم في المرة السابقة . وكانوا يوصدون بيوتهم بل يقفلون هواتفهم ظناً منهم ان القادم أو المهاتف يستجدي عطفهم بل كان يطالب بإنجاز وعودهم وإرجاع إستحقاقه عليهم لإنهم كانوا ممثلين عن حقوقه والدفاع عنها . أن مثل الفاشلين كمثل (( التي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثاً)) الآية 92 سورة النحل . |
|