|
مقدمة المؤلف |
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين نسل البتول قرة عين الرسول (صلى الله عليه واله). وبعد اعتدت ان يكون التعطيل الدراسي في مناسبات استشهاد الائمة الابرار (عليهم السلام) مخصصا للحديث بشيء من ما يتعلق بحياتهم المباركة واسلط الضوء على بعض جوانبها والدفاع عن ما يمكن ان يخطر في بال السائل من اشكال او اعتراض على تصرف المعصوم (عليه السلام) ، او احلل بعض الظواهر والممارسات من قبل الموالين والمحبين لهم (عليهم السلام) وان اوجه النظر الى رفع المظلومية عنهم ، باعطاء حقهم من قبل الموالين على نحو يناسبهم، و….. ولا يخرج الدافع لهذا الكتاب عن رفع المظلومية عن بضعة المصطفى وروحه التي بين جنبيه عن هذا الاطار ولا احسب اني وفيت حقها واجدت في فهمها ، وانى لي ذلك ولكني عرضت ما وسع فهمي وما استطاعت قوتي ان تناله من هذه الذات العالية جداً، وقد أجاز لنا المعصومون (عليهم السلام) باحياء ذكراهم وذكر مناقبهم لتتربى الامة على خصالهم وجميل افعالهم وتتعلم من خلال ممارساتهم ومواقفهم دروساً تعينها على مواجهة الصعاب وتجاوز الازمات ، والاقرار بالعجز الا من خلال الامداد الغيبي من رب العزة والجلال. وليتبقى هذه الذوات وتاريخها يحرك في النفوس دوافع المناعة والممانعة لكل ما هو قادم الينا من الغرب او من غير بلاد المسلمين، نتأمله بدقة فنأخذ ما ننتفع به ونترك الشاذ النادر ونتعامل مع الاشياء من خلال ما تركه المعصومون الينا من تراث فكري واجتماعي وسياسي خالد، لا يضاهيه تراث اشخاص اخرين مهما بلغوا القمة في الكمال وارتقوا سلم الجمال، لانهم لا يستطيعون بكل وسعهم من قراءة المستقبل ووضع تصوراته تامة، لتأتي منطبقة على واقع الحياة المستقبلية، فهي دائمة التغير سريعة التبدل . واما تراث المعصومين، حيث يكون نظرهم الى افاق كل الحياة المستقبلية ووضوحها لديهم ، كانت تعليماتهم تصيب الحقيقية وترسم الطريق الى الخلاص والنجاة وهي ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، ومن هنا كانت تامة في ما نظرت اليه وخططت له. والزهراء قد رسمت للمرأة عموما والمسلمة خصوصاً خطوط السمو والرفعة على كافة اصعدة الحياة بما فيها السياسية والتي يتبجح الغرب برقيه فيها عند العنصر النسائي ، ويرمي المسلمين بتخلفهم وعجزهم، ولم يلتفت ان صوراً ناصعة حققتها بطلات الاسلام لم تستطع كل نساء الغرب ان تصل الى مشارفها ولا تهتدي الى سبلها، كانت بطلتهن جميعا- مورد بحثنا الزهراء سلام الله عليها ومن بعدها ابنتها بطلة كربلاء سلام الله عليها- فهل من مدّكر؟ وقد تناول البحث بعض جوانب حياتها المباركة وبعض صفاتها، وبعض مواقفها، وبعض افضالها وبركاتها على العالمين، بما وسعته بعض الدروس اذ انه مجموعة محاضرات القيت على طلبة المنهجية الحوزوية واخرين من غيرها. وقد تبدو لغته صعبة لتطلب التعمق في بعض الاحيان لمثل هذه اللغة ، وان ما دونها لا يصل الى توضيح المطلب او ايصال الفكرة، ومع ذلك فقد حاولت التبسيط ما امكنني الى ذلك من سبيل. ولا ادعي لنفسي اني حققت شيئا يذكر بقدر ما ذكرت واشرت الى بعض ما يحتاج الى التذكير. وهو بالتأكيد لا يخلو من نقص، اسأل المولى ان يغفر لي زلتي ويتجاوز عن خطأي انه نعم المولى ونعم المجيب. حرر بتاريخ 18 ذي القعدة 1424 |
